أفادت وكالة الأنباء الإيطالية أن مسلحين من جبهة البوليساريو الانفصالية يقاتلون إلى جانبا الزعيم الليبي معمر القذافي ضمن قوات المرتزقة التي تضم جنود أفارقة وطيارين من صربيا وأوكرانيا. وكشفت الوكالة الإيطالية أن مصادر جزائرية أكدت انضمام مقاتلين من الجبهة الانفصالية إلى جانب القذافي، وأن المئات من مقاتليها ينتشرون في أرجاء ليبيا بعد أن عبروا الحدود الجزائرية الليبية وبدأوا تمركزهم بالقرب من طرابلس. كما أكدت المصادر أن المدعو محمد عبد العزيز المراكشي أجرى مكالمة هاتفية مطولة مع الزعيم الليبي لترتيب انتشار القوات التابعة للجبهة، وأكدت وكالة أنباء الجماهيرية الليبية الرسمية أن زعيم البوليساريو كان من القلائل الذين تمكنوا من الحديث مع القذافي هاتفيا الذي يواجه تمردا شعبيا غير مسبوق اجتاح البلاد وبسط سيطرته على مناطق واسعة من ليبيا. وحسب بعض المراقبين، فالبوليساريو تسعى من خلال هذا الدعم لمعمر القدافي، لرد الدين حين كان هذا الأخير من أكبر المساندين للبوليساريو ضدا على الوحدة الترابية للمغرب وبالتالي إعادة استقطاب عطف القذافي من أجل تجديد دعم البوليساريو، إذا ما خرج سالما مما هو عليه الآن، خصوصا أن قرارات دولية قد اتخذت مساء أمس من قبل مجلس الأمن الدولي ضد ليبيا أهمها إحالة العنف بليبيا على المحكمة الدولية من أجل محاكمة المسؤولين عن ذلك، وعدم السماح بالسفر ل 16 مسؤولا ليبيا مقربا من القذافي بالإضافة لأبنائه وبنته. ويتهم الليبيون على نحو واسع قوات المرتزقة من الأفارقة بمهاجمة المحتجين في مدن ليبية كثيرة وأنهم المسؤولون عن معظم الضحايا ممن سقطوا بالرصاص الحي. وعلاقة بالموضوع وفي الوقت الذي يعرف فيه العالم العربي غليانا شعبيا وتطورا نوعيا في الوعي الشعبي العربي نحو الحرية و الانعتاق من خلال ثورتي تونس ومصر، والمخاض العسير الذي تعرفه ليبيا، يبدو أن البعض من حكام المغرب العربي لايزال لم يستوعب الدروس والدلالات، ولايزال يتمادى في سياساته العقيمة والمكشوفة، ومناسبة هذا الحديث ما أقدم عليه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا، ببعث ببرقية إلى عبد العزيز المراكشي رئيس جمهورية الوهم، «بمناسبة احتفال بلاده بالذكرى 35 لإعلان الجمهورية الصحراوية»، قائلا: ‹›إنني أغتنم هذه المناسبة لأجدد لكم حرص الجزائر على التطبيق الصارم لشريعة الأممالمتحدة في مجال تصفية الاستعمار، ومساندتها لجهود المجموعة الدولية المتوخية ترقية حل قائم على تقرير مصير الشعب الصحراوي››. ألم يحن الوقت بعد لدق ساعة الحقيقة في هذا الملف ولترفع الجزائر يدها عنه، وتكف عن دس الدسائس وصب الوقود على النار من اجل معاكسة المغرب في وحدته الترابية ومغربية أقاليمه الجنوبية، من اجل مصالح جيو سياسية واستراتيجية؟ فما يسعنا اليوم إلا أن نهمس في آذان المسؤولين الجزائريين أن الوضع اليوم تغيير وهناك مستجدات كثيرة طرأت على الساحة العربية والدولية وحاضر المنطقة المغاربية سوف لن يكون كغدها، فلنقرأ الصفحة التي تصنعها الشعوب اليوم من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة، والإنصات لنبض الشعب والانكباب على خدمة قضايا التنمية والوحدة في المنطقة المغاربية.