يضطلع البحث العلمي بأهمية كبيرة بكل المؤسسات الجامعية الوطنية، من بينها جامعة القاضي عياض، التي تسعى جاهدة إلى جعل هذا القطاع قاطرة نحو إشعاع أكبر على المستوى الوطني، وأيضا على المستوى الدولي، وذلك لإبراز المؤهلات والطاقات التي تتوفر عليها هذه المؤسسة للتعليم العالي. وإذا كان البحث العلمي بجامعة القاضي عياض أصبح، سنة بعد سنة، يتبوأ مكانة متميزة على المستوى الدولي بفضل الأبحاث العلمية القيمة والمهمة المنجزة في شتى المجالات، فإن كلية العلوم السملالية بمراكش التابعة لهذه الجامعة حرصت كل الحرص، ومنذ مدة، على مواكبة المسيرة التنموية التي يعرفها المغرب، بالإضافة إلى انخراطها في المبادرات المحلية والوطنية الهادفة إلى المحافظة على البيئة. وفي هذا الصدد، أنجز مختبر البيئة والإيكولوجية التابع لكلية العلوم السملالية بمراكش، مشروعا مهما للبحث العلمي، الخاص ب»معالجة وتثمين الأوحال الناتجة عن معالجة المياه العادمة لمدينة شيشاوة باستعمال تقنية التسميد''، الذي تم انتقاؤه وتمويله من طرف الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة في إطار دعم مشاريع البحث العلمي والتنمية، وذلك بشراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب والمصلحة الجهوية للبيئة وعمالة إقليمشيشاوة. وحسب كلية العلوم السملالية بمراكش فإن فريق عمل مختبر البيئة والإيكولوجية، تحت إشراف الأستاذ الباحث محمد حفظي، المنسق العام لهذا المشروع، الذي انطلق في شهر شتنبر من السنة الجارية، والذي حددت مدة إنجازه في عشرة أشهر، قام بإنجاز جميع التحاليل المخبرية الأولية لمعرفة نوعية ومكونات هذه الأوحال موضوع الدراسة قبل الانتقال إلى مرحلة المعالجة بطريقة التسميد. وفي هذا السياق، همت المرحلة الثانية من هذا المشروع تهيئة محطة التسميد من أجل الإشراف على التجارب وإنتاج السماد، في حين أن المرحلة الأخيرة، شملت تجريب السماد المستخلص، في محاصيل زراعية متواجدة بالجوار. وأشار المصدر نفسه إلى أن هذه التجارب والأبحاث مكنت من إنتاج سماد عضوي ذي جودة عالية يستجيب للمعايير الخاصة بحماية البيئة، مبرزا أن هناك إمكانية طرحه في الأسواق بثمن مناسب يكون في متناول الفلاح المغربي. وأبرز أنه من أجل تسويق هذا السماد العضوي الطبيعي، عمل فريق البحث العلمي على إعطاء اسم لهذا المنتوج «بوكومبوسل»، معتبرا أن من مميزات هاته الطريقة المبتكرة لمعالجة الأوحال الناتجة عن محطة معالجة المياه العادمة لمدينة شيشاوة، والتي تم من خلالها التوصل إلى إنتاج سماد «البوكومبوسل»، هي سهولة تطبيقها ونقلها إلى المستوى الصناعي. وذكر أن اختيار المغرب لاحتضان مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) يعتبر بمثابة اعتراف دولي بالمجهودات التي تبذلها المملكة للمحافظة على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن المغرب تمكن، في السنوات العشر الأخيرة، من إنجاز عدة برامج ذات بعد بيئي، من بينها البرنامج الوطني للتطهير السائل ومعالجة المياه العادمة الذي انطلق سنة 2005 بشراكة بين وزارة الداخلية والوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة، والهادف إلى المحافظة على البيئة وحماية الموارد المائية والثروات الطبيعية من التلوث، حيث من المقرر في إطار هذا البرنامج إنشاء 260 محطة معالجة خلال الفترة الممتدة ما بين 2006 و2020. وخلص إلى أنه يظهر جليا، من خلال هذا البحث العلمي، مدى تمكن مختبر البيئة والإيكولوجية التابع لكلية العلوم السملالية من ترجمة الأبحاث العلمية المحصل عليها داخل المختبر إلى أدوات يستغلها مختلف الشركاء والفاعلين.