مراكش : عبدالرزاق موحد بلغت التكلفة الإجمالية لإنجاز المشروع الكبير الخاص بمعالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بمحطة التصفية بمراكش مليار و 76 مليون درهم. هذا المشروع المندرج في إطار مواكبة التطور العمراني والسياحي لمدينة مراكش وكذا الانخراط في السياسة الوطنية للتدبير التكاملي للموارد المائية والمحافظة على البيئة سيكون جاهزا برمته أواخر سنة 2010. وستمكن محطة التصفية والمعالجة من توفير مصدر بديل للري بمدينة مراكش التي تعاني من مشكل نقص ونذرة الماء كمصدر حيوي خصوصا وأن المدينة تراهن على استقبال عدد كبير من السياح وإنجاز مشاريع ذات طابع سياحي وبيئي متضمنة لملاعب الغولف. وخلال الزيارة الميدانية التي تم تنظيمها لمختلف وسائل الإعلام الوطنية والمحلية تم الوقوف عند أهمية هذا المشروع، الذي شرعت الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش في إنجازه منذ سنة 2006، بهدف توفير مصدر بديل ومتجدد للمياه المعالجة وإعادة استعمالها في مجال السقي وري المساحات الخضراء الخاصة بالغولف. وستمكن المحطة من إعداد وتوفير كمية هامة من الموارد المائية حددت يوميا في 90 ألف متر مكعب وما يعادل 33 مليون متر مكعب سنويا، موارد مائية تستجيب للمعايير الأكثر صرامة دوليا في ميدان إعادة إستعمال المياه المعالجة. الشطر الأول من المحطة الذي انطلقت أشغاله سنة 2006 وانتهت خلال سنة 2008 يعمل حاليا على معالجة معظم المياه العادمة في مدينة مراكش والتي تعادل 90 ألف و 720 متر مكعب يوميا. وتتم خلال هذه المرحلة الأولى المعالجة الأولية في المياه العادمة الى جانب معالجة الأوحال بطريقة الهضم والتجفيف. وتتضمن المحطة وحدة للتوليد المشترك للطاقة تعتمد على الغاز البيولوجي الناتج عن عملية هضم الأوحال حيث أنه وفي هذه المرحلة الأولى يسمح الغاز البيولوجي بضمان الاكتفاء الذاتي للمحطة من الطاقة الكهربائية. محطة التصفية والمعالجة التي تقع على سرير وادي تانسيفت بالقرب من جسر وامتداد الطريق الوطنية رقم 7 باتجاه مدينة آسفي والممتدة على مساحة تزيد عن 17 هكتاراً تم تجهيزها بمختبر لتحليل المياه العادمة وقاعة للمراقبة والإشراف تتوفر على الوسائل وبرمجيات التدبير المعلوماتي للصيانة وإعداد الحصيلة والمتابعة في الوقت الحقيقي لعمل المحطة. ويأتي إنجاز المرحلة الثانية من محطة تطهير المياه العادمة، والتي ستكون جاهزة أواخر سنة 2010، لاستكمال المرحلة الأولى والاستجابة لمستوى المعايير وأيضا لضمان مصدر جديد ومتجدد من الماء لأجل سقي الفضاءات الخضراء وبعض المشاريع السياحية وبخاصة بوادي تانسيفت والمساحات الخضراء وملاعب الغولف الواقعة بالشمال والشرق والجنوب الشرقي للمدينة إضافة الى حدائق النخيل بمنطقة الولجة شمال المدينة. ومن بين مميزات محطة التصفية التثمين الطاقي للغاز البيولوجي الذي ينتج عن طريق هضم الأوحال والتي تحتوي تقريبا على 70 بالمائة من الميتان. وعلى مستوى الحفاظ على البيئة وبخاصة التقليص من انبعاثات الغاز المؤدية للاحتباس الحراري يخول التثمين الطاقي للغاز البيولوجي تفادي تسرب الميتان من عملية الهضم مباشرة في الجو؛ كما أنه يمثل بديلا للاستعمال غير المباشر للوقود الأحفوري لانتاج الطاقة الكهربائية الضرورية لتشغيل محطة التصفية. وبإنجاز الشطر الثاني من المعالجة ومضاعفة خط معالجة الأوحال فإن المحطة سيكون بمقدورها إنتاج المزيد من الغاز البيولوجي لتسمح بذلك تفادي انبعاث الغاز المسبب للاحتباس الحراري.