أقيم نهاية الاسبوع الماضي، برحاب المعهد الوطني للبحث الزراعي بالرباط، حفل تكريمي على شرف الكاتبة والأديبة المغربية خناثة بنونة، بمشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين والدارسين من مختلف المجالات الفكرية والعلمية والأدبية. واستحضرت مختلف الشهادات، خلال هذا اللقاء، عمق التجربة الأدبية التي طبعت مسار المحتفى بها، والتي بصمت على حضور متميز في مجال الكتابة الروائية عامة والنسائية خاصة، باعتبارها أحد الكتاب الأوائل الذين كان لهم دور بارز في إرساء القواعد الأساسية للرواية الأدبية على المستوى الوطني. وسجلت هاته الشهادات مساهمة الكاتبة المغربية في تكوين أجيال أبانت عن كفاءتها في مختلف المجالات الأدبية والعلمية، معتبرة أن جهود الكاتبة بنونة كان لها الوقع الكبير على مسار عدد من القراء والمبدعين، حيث أضافت أبعادا إبداعية ومعرفية ونضالية مهمة في تشكيل خارطة الثقافة العربية، وتأثيث المعمار الأدبي للوطن والأمة. كما أبرزت دور هذه المرأة المبدعة في النضال والدفاع عن مختلف قضايا وهموم الإنسان العربي، مذكرة بمواقفها الإنسانية النبيلة التي جسدتها في دعم قضايا عدد من الشعوب المظلومة عبر العالم وإيمانها الراسخ بالدور الفاعل للمثقف داخل المجتمع. وفي كلمة بالمناسبة، وصف مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي، محمد بدراوي، الكاتبة خناثة بنونة ب»أحد أعلام الأدب المغربي»، مبرزا مساهمتها في تأسيس الحركة الأدبية المغربية، عبر تجربتها الغنية والمبدعة التي جمعت بين السياسي والثقافي والاجتماعي والإنساني. من جهته، أكد أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، عمر الفاسي الفهري، أن الاحتفاء بهذه المرأة المبدعة هو احتفاء بشخصية وطنية، ساهمت من موقعها في خدمة الأدب وتجسيد معانيه الحقيقية. من جانبها، أعربت خناثة بنونة عن امتنانها وتقديرها العميق لهذا التكريم الذي خصه بها المعهد الوطني للبحث الزراعي، مشيرة إلى أن تكريمها اليوم يعد لحظة تقدير واعتراف بالأدب النسائي وبالفكر الوفي لقضايا الأرض والإنسان. يذكر أن للروائية والقاصة المغربية خناثة بنونة العديد من الاصدارات منها المجموعة القصصية الأولى «ليسقط الصمت»، ثم «النار والاختيار» سنة 1969، وهي أول رواية نسائية في المغرب حصلت على الجائزة الأدبية الأولى، وكانت موضوع عدة أطروحات دكتوراه في المشرق، وقررت وزارة التربية الوطنية تدريسها في جميع الثانويات لسنوات عديدة. كما كتبت مجموعة قصصية عنوانها «الصورة والصوت» سنة 1975، ورواية «الغد والغضب» سنة 1984، وصدرت لها «الأعمال الكاملة» سنة 2008.