تم مؤخرا بمدينة وجدة، تكريم الكاتبة والأديبة المغربية خناثة بنونة خلال ندوة نظمت بالمناسبة حول المقاومة المغربية في السرد، بمشاركة مجموعة من الأساتذة الباحثين. وأكد المتدخلون خلال هذه الندوة، التي نظمها مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية والمكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بوجدة، أن تكريم المقاومة والأديبة المغربية خناثة بنونة يعد تكريما لمعاني الوطنية الحقة ومواقف العروبة الصادقة والقيم الإنسانية المشتركة. وأبرزوا دور هذه المرأة المبدعة في الكفاح والدفاع عن حقوق الإنسان العربي والتي لم تتوان بفكرها الوطني والقومي والإسلامي عن دعم قضايا عدد من الشعوب المظلومة في العالم الإسلامي والإيمان بأهمية دور المثقف الفاعل في مجتمعه والعاكس لوعيه والمدافع عن قضاياه. وذكروا بالجهود المتواصلة التي بذلتها هذه الأديبة التي بصمت على حضور نوعي في الكتابة الروائية والنسائية بامتياز، والتي رهنت حياتها للكلمة الصادقة الثائرة، مضيفين أن هاته الجهود التي انتفع منها القارئون والدارسون والمبدعون، أضافت أبعادا إبداعية ومعرفية ونضالية مهمة في تشكيل خارطة الثقافة العربية وتأثيث المعمار الحضاري للوطن والأمة. واعتبر رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، سمير بودينار، الأستاذة خناثة بنونة رمزا من رموز الفكر المغربي والعربي الأصيل التي ظلت خلال مسيرتها الإبداعية الحافلة بالعطاء والتميز مخلصة لقيمها ومبادئها الإنسانية، مشيرا إلى أن تكريم هذه المبدعة هو تكريم للمرأة المغربية الأصيلة وللمثل العليا والقيم التي ناضلت من أجلها. من جهته، أكد رئيس المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بوجدة، محمد علي الرباوي، أن تكريم خناثة بنونة يأتي لعدة اعتبارات كونها أحد رواد الرواية والقصة القصيرة بالمغرب وأديبة ذات رؤية ومواقف إنسانية، فضلا عن كون الأدب عندها ليس ترفا بل مسؤولية، مشيرا إلى أن حضورها يشكل فرصة للأدباء الشباب بالمدينة ليحتكوا بها ويستفيدوا من تجربتها. من جانبه، ذكر رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة مصطفى بنحمزة، بأن الاحتفاء بالأستاذة خناثة بنونة ليس لكونها مبدعة فقط ولكن لأنها أيضا جاوزت بين الإبداع والالتزام وبالتالي فتكريمها هو تكريم لأدبها ولمواقفها، مبرزا أن الأديب والمبدع مطالب أكثر من غيره بإعطاء أدبه مضمونا جيدا وأن تكون مواقفه ملتحمة مع المضمون الذي يتحدث عنه، لأن الأديب الملتزم هو رائد في أمته بالكلمة وبالموقف. أما النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بوجدة أحمد ايت المدني، فاعتبر أن الأديبة خناثة بنونة التي يتم تكريمها اليوم تقديرا وعرفانا لها على كتاباتها الأدبية القيمة، تعد بحق رائدة الجيل الأول للكاتبات المغربيات في مجال القصة والرواية وممن أبدعن أعمالا لازالت موضوع دراسات وأطروحات جامعية لدارسين ومهتمين وطلاب، وذلك لأهمية وأبعاد ودلالات مضامينها وعمق تحليلاتها. من جهتها، أعربت خناثة بنونة عن اعتزازها بهذا التكريم والتقدير الذي خصه بها رجال ونساء وشباب وجدة، مشيرة إلى أن تكريمها اليوم لحظة تقدير واحتفاء بالأدب النسائي وبالقلم الوفي لقضايا الأرض والإنسان. وتضمن برنامج هذه الندوة تقديم واستعراض أفكار وأراء الأساتذة المشاركين حول عينات ونماذج وصور لإبداعات وكتابات أدباء مغاربة من مختلف المشارب والحقول والأجناس الأدبية وإهدائها للمبدعة المحتفى بها، خاصة من قبيل إبراز فكرة المقاومة وتحولات الأنساق الأدبية في المغرب، وحضور المرأة وأشكال المقاومة في الرواية، وقضايا الجهاد المغربي ضد الاستعمار في الأدب، ثم أدب المقاومة والتعبير عن الواقع والدلالة الفنية من خلال السرد العربي الحديث في المغرب.