تتلاحق الشهادات مع توالي الساعات عن حجم الجرائم المرتكبة في ليبيا ضد الشعب الليبي المطالب بالتغيير، خاصة اليوم في العاصمة طرابلس ومحيطها. هنا 3 شهادات لشهود غادورا ليبيا خلال 48 ساعة الأخيرة، كما نشرت بيومية ليبراسيون الفرنسية، الأولى لمقاول إيطالي والثانية لمواطن ليبي فضل عدم ذكر اسمه خوفا من الإنتقام من عائلته من قبل عصابات القذافي، ثم مواطن هندي. يقول المقاول الإيطالي ميشيل كافيوري بروما: «توجهت يوم الثلاثاء صوب روما بعد أن تدهور الوضع. كان الوضع عموما هادئا في طرابلس حيث أقمت شركة لي منذ 3 سنوات، إلى حدود يوم الأحد الماضي. ثم تفجر الوضع فجأة دفعة واحدة. ولم نستوعب ما يحدث سوى متأخرين. تتبعنا بطبيعة الحال ما حدث في تونس وفي مصر، وكنا نعتقد أن الليبيين مختلفين ولأنهم لا يعانون من الفقر والجوع، وأن بعض الخدمات الأساسية بالمجان. الخميس الماضي، غادر أحد أصدقائي الليبيين طرابلس، للإلتحاق ببنغازي حيث عائلته، لأن المواجهات انطلقت هناك ويريد هو أن يشارك فيها. ويوم الجمعة بعد صلاة الظهر، أخبرني أن هناك معركة شوارع حقيقية ببنغازي وأن المتظاهرين تمكنوا من الإستحواذ على السلاح. في البداية لم أعر الأمر كبير أهمية، لأن الوضع حينها كان عاديا في طرابلس. كنت أذهب إلى مقر عملي وأعود إلى بيتي المتواجد بطريق المطار، وكذا إلى بيت القدافي، بشكل عادي. ثم فجأة تم تطويق هذه الطريق، ونزل الآلاف من الناس باتجاه الساحة الخضراء. من حينها بدأنا نسمع إطلاق النار من البنادق، ولم نسمع حينها صوت أي صاروخ. كنت أشاهد الأدخنة السوداء تتصاعد من وسط المدينة من شرفة شقتي بالطابق السابع. وأصبح صعبا أن أتصل بصديقي الليبي، الذي أصيب أحد أقاربه. لقد أخبرني في ما بعد أن بنغازي سقطت وتم تحريرها من قبل المواطنين، وأن الجيش والشرطة انضمت للمتظاهرين. إن المتظاهرين في طرابلس ليسوا إسلاميين بالمرة، بل مواطنون يصيحون ضد الفساد في السلطة. ولقد شاهدت بأم عيني في الشوراع عددا من المرتزقة الأفارقة التابعين للقدافي. لقد اتصل بي يوم الإثنين صديقي الليبي الخليفة، وقال لي بالحرف: «نحن أحرار اليوم. بنغازي حرة». نصحته أن ينتبه لنفسه». ليبي فضل عدم الكشف عن هويته وصل إلى باريس: «هناك الآلاف بالمطار، والجو هناك دراماتيكي. أغلبية الأجانب تريد المغادرة. إنهم ينامون في المطار. في طرابلس هناك مواجهات بين المتظاهرين وعدد من مساندي القدافي. هناك أيضا مرتزقة وقصف جوي لمخازن السلاح حتى لا يتمكن منها المتظاهرون.». مهاجر هندي نزل بمطار رواسي، قال: «كل مطار طرابلس ممتلئ عن آخره. لا مجال للتحرك. وهم ينامون على البلاط. في طرابلس الوضع يتفاقم سوءا. ليلة الثلاثاء الأربعاء كانت الأسوأ في العاصمة منذ انطلاق الثورة. كان دوي العنف قويا ومخيفا، كان هناك قصف وإطلاق نار كثيف وتحركات في كل اتجاه. في النهار الوضع أهدأ لكن كل المدينة مغلقة. وعدد السيارات جد قليل في الشوراع. في الليل تتجدد المواجهات بعنف.».