بعد أن استنفدوا كل الوسائل مع المجلس الجماعي المحلي لتوفير الماء الصالح للشرب، أصبح مشكله يتفاقم يوما بعد يوم، ليصل في الأيام الأخيرة إلى الإنقطاع التام ، وفي غياب أي مبادرة لحل المشكل من طرف المنتخبين القائمين على الشأن المحلي أو على الأقل التخفيف من حدته الحالية في أفق المعالجة الشاملة . ومعلوم أن مشكل الماء الصالح للشرب محليا، ازداد تفاقما، وازدادت معاناة الساكنة معه خلال هذه السنة، رغم أن المنطقة معروفة بوفرة مياهها ، وذلك بفعل ثلاثة عوامل: أولها الجفاف الذي عرفته هذه السنة وثانيها تأثير الآبار الكثيرة المنتشرة بالضيعات في المنطقة،وثالثها وهو العامل الأهم هو لامبالاة المجلس البلدي برئيسة وأغلبيته التي تدور في فلكه . قد يقول قائل إن السنة جافة، وأن المشكل عام في كل أرجاء الوطن ، لكن يكفي أن يطرح الإنسان السؤال التالي : لماذا لاتنضب آبار الضيعات المجاورة ؟ والجواب ببساطة ، أن أصحابها يزيدون في عمقها أو يقومون بثقوب بديلة حتى يحافظوا على نفس الصبيب ، كما أنهم يقومون ببناء خزانات كافية لجمع المياه ، لكن السيد رئيس المجلس البلدي دائم الغياب ونوابه يفتقدون للمبادرة . بسبب ذلك، خرج سكان بلدية رباط الخير، التابعة ترابيا لإقليم صفرو، في مسيرة احتجاجية يوم الثلاثاء 19/07/2016 جابت أهم شوارع المدينة لتنطلق بعد ذلك مشيا على الأقدام في اتجاه مدينة فاس مقر ولاية الجهة ، رافعين شعارات تطالب بتوفير الماء الصالح للشرب باعتباره مادة حيوية لا غنى عنها، خاصة ونحن في عز فصل الصيف، حيث تزداد الحاجة إلى الماء . قطعت المسيرة الاحتجاجية حوالي خمسة عشر كيلومترا مشيا على الأقدام إلى حدود مدخل بلدية المنزل، حيث سيلتحق بهم الكاتب العام للعمالة وبعده عامل الإقليم، بعد أن طالب المحتجون بحضوره . وقد علمنا أن عامل الإقليم عقد جلسة حوار مع الساكنة بعد استدعاء المدير الجهوي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، ووعدهم بحل عاجل في أقرب الآجال ، كما أخبرهم حسب مصادرنا بأن بابه مفتوح في أي وقت، ووعدهم بحوار ثان في أقرب الآجال . والغريب في الأمر أن رئيس المجلس البلدي ونوابه غابوا عن هذا الحوار لأسباب مجهولة، لكن المعارضة التي كانت حاضرة خلال المسيرة الاحتجاجية، حضرت الحوار إلى جانب السكان.