يبدو أن قدر سكان باب برد (إقليمشفشاون)، هو العيش تحت رحمة ندرة المياه، فالكثير من المواطنين يؤكدون بأن إنقطاع الماء عن مركز باب برد، الذي يقطنه حوالي عشرة ألاف نسمة، أمر تعود عليه الناس منذ 10 سنوات، غير أن الأزمة كانت أكثر تأثيرا هذه السنة، حيث أن الأزمة بدأت منذ 20 يونيو الماضي ومستمرة إلى اليوم. الوضع هذه السنة تفاقم أكثر بسبب تأخر التساقطات المطرية، في هذا السياق يؤكد عبد الله نورو رئيس كونفدرالية جمعيات غمارة، أنه بالنظر إلى الانعدام التام لماء المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، "لا ينقص من حدة الأزمة سوى تكافل السكان فيما بينهم، حيث حفر العديد منهم آبار مائية يتزود منها الجيران و الأقارب، لكن تأخر التساقطات و كثرة الضغط على تلك الأبار عجل بجفاف جزء كبير منها، ما فاقم من المأساة المعاشة من طرف الساكنة". هذا الوضع، يؤكد نورو فتح الباب أمام ظهور تجارة من نوع خاص، يحيث يقوم السكان بشراء صهاريج مائية سعتها 1 متر مكعب بثمن 150 درهم للواحد، يتم استقدامها من أحد المنابع بجبل "تزيران"، القريب من المركز على متن سيارات رباعية الدفع. المتحدث نفسه حمل المسؤولية للقائمين على تسيير قطاع الماء، مبرزا "أن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب عليه أن يزود المركز بالماء، أو أن يرحل نهائيا من باب برد، بدل رفع تقارير تفيد أن السكان يستفدون من الماء بشكل دوري". كما إعتبر نورو قيام فرع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بباب برد، بتوريع فاتورات استهلاك للأشهر الست الماضية، إهانة للسكان، موضحا أن "السلطات الإقليمية تتعامل مع المطالب الإجتماعية لساكنة منطقة باب برد بمنطق أمني صرف، حيث سبق و فتح عامل الإقليم حوارا مع ممثلي السكان، بعد مظاهرة حاشدة جابت الشارع الرئيسي للمركز، تم تقديم وعود للساكنة على أنه سيتم برمجة باب برد في الشطر الثاني من برنامج تزويد الإقليم بالماء و أن أشغال هذا الشطر ستبدأ وقت توفر الغلاف المالي المرصود له، و هذا ما لم يتحقق لحد الآن". هذا وكان عبد القادر شوا، مدير وكالة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في باب برد، قد نفى في وقت سابق انقطاع التزود بالمياه الصالحة للشرب عن سكان باب برد، مشيرا في هذا السياق في اتصال هاتفي مع "اليوم24′′ إلى أن هناك برنامجا على أساسه يتم تزويد المناطق بشكل متتالي وبالتناوب، نظرا إلى شح المياه في الفرشة المائية، على الرغم من أن المنطقة تعرف تساقطات مطرية مهمة، غير أنها تنساب ولا تحفظ في جوف الأرض. وكشف شوا أن المكتب يفكر في تقوية الصبيب حتى يتمكن سكان باب برد والدواوير المجاورة من التزود بالماء بشكل عاد، وذلك بإنجاز العديد من الثقوب المائية، وقد شرع في ذلك انطلاقا من منطقة "بو أحمد".