في حفل متميز ترأسه الأستاذ الحبيب المالكي، رئيس اللجنة الإدارية الوطنية، وبحضور التنظيمات الحزبية الجهوية والإقليمية وبرلمانيي الجهة ورؤساء الجماعات الترابية والمنتخبين والمناضلين المؤسسين للفرع المحلي بأبي الجعد... عاش الاتحاديون والاتحاديات بأبي الجعد والدائرة يوم السبت 16 يوليوز 2016، لحظة استثنائية في المسار النضالي للفرع المحلي، لحظة انتظروها طويلا، لحظة افتتاح المقر الجديد للحزب بالمقر التاريخي الذي شكل فضاء مرجعيا لكل إنجازات المدينة ودائرتها. فقد كان هذا المقر نقطة انطلاق المسيرة التنموية للمدينة وباديتها، فضاء لاحتضان رجال ونساء ساهموا وبصموا على تجارب نضالية وتدبيرية رائدة أنتجت انجازات واسهامات في كل القطاعات والمجالات التنموية بالمدينة ودائرتها، من المدارس والمؤسسات التربوية، إلى توفير الماء والكهرباء والبنيات التحتية الضرورية لتأهيل المدينة وتحويلها إلى فضاء غني برأسماله الصوفي والروحي والعمراني والبشري.. هذا المقر الذي أصبح اليوم ملكا اتحاديا جماعيا لكافة المناضلات والمناضلين، بفضل نضالات الأخوات والإخوة في الفرع المحلي والإقليمي، وبفضل الدعم المادي والمعنوي للأخ الأستاذ الحبيب المالكي.. إن مصدر فرحة الاتحاديات والاتحاديين بأبي الجعد اليوم ليس بهدف التباهي بالجدران او البنايات، ولكن مصدر الفرحة أننا من خلال هذا الفضاء سنعمل على توطين الفكر الإتحادي والقيم النبيلة للمدرسة الاشتراكية داخل هذه المدينة والإقليم والفضاء الجهوي الجديد. مصدر الفرحة كذلك هو أن هذا المقر سيساعد الأخوات والإخوة على خلق الشروط الموضوعية لأداء وظائفهم النضالية والسياسية.. كما أن وجود مؤسسة بجودة مقر الإتحاد بأبي الجعد ستساعد على الوفاء لجيل الرواد والمؤسسين وحفظ ذاكرتهم وصون إنجازاتهم وإسهاماتهم على مر التاريخ النضالي لحزب القوات الشعبية منذ التأسيس إلى اليوم. إن أبي الجعد اليوم، من خلال هذا المقر، ستوفر لأجيال اليوم والغد فرصة تعلم الحياة من خلال مدرسة الإتحاد، في زمن تحول فيه العمل السياسي إلى مواسم ومناسبات تمارس فيها كل عمليات البؤس والترحال والعبث. إن وظائف التأطير والتكوين وفق الفصل 7 من دستور فاتح يوليوز 2011 ،لايمكن أن تتحقق دون وجود فضاء مناسب للتقاسم وللنقاش العمومي والتأطير السياسي والبيداغوجي لجيل الشباب. إن هذا الإنجاز بالنسبة لمناضلات ومناضلي المدينة، لم يكن ليتحقق لولا الإيمان القوي والإرادة المشتركة لنساء ورجال هذه المنطقة، ولولا الرغبة الثابتة والإيمان الصادق بأن رسالة الإتحاد هي بالفعل رسالة جيل لجيل. لقد كافح الاتحاديون والاتحاديات بأبي الجعد من اجل تحقيق هذا الهدف، عاشوا لحظات عصيبة من المعاناة الرهيبة ومن التشويش الممنهج بهدف فرملة مسيرة الإتحاد.. إلا أن المؤامرات لم تنل من عزيمة المناضلين الشرفاء، بل إن مناورات الخصوم شكلت دافعا داخليا ووقودا محركا لمسار الاتحاد على امتداد الزمن السياسي للفرع المحلي. إن هذا الشرف العظيم اليوم، شرف المساهمة في بناء البيت الإتحادي سيشكل مصدرا لطاقة متجددة دافعة لاستشراف المستقبل بكل الآمال والتحديات..فبعد 57 سنة من تأسيس الإتحاد، ها هو الحزب بأبي الجعد ودائرته، يعزز موقعه عبر الخريطة التنظيمية والحزبية بالمغرب من خلال هذا العنوان الذي نعتبره فضاء مشتركا لكل المناضلين والمناضلات.. إننا اليوم من خلال هذا الإنجاز نساهم في بناء الحزب المؤسسة، حزب الاستمرارية والمسؤولية.. الإتحاد اليوم بأبي الجعد يعيش لحظة بناء وتأسيس لأفق واعد من أجل مواصلة الحلم الجماعي المؤطر بالحس الوطني الرفيع والمواطنة الكاملة.