في حوارنا معه ، تطرق عبد الجبار العشاب رئيس فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب مكناس – إفران حسب التقسيم الجهوي الجديد الذي يضم أيضا فرع فاس – تازة بالجهة الشمالية الوسطى، إلى العديد من الملفات الاقتصادية الراهنة امن ضمنها الدور الذي يمكن أن يلعبه الملتقى الدولي للفلاحة في النهوض بالمدينة سياحيا واقتصاديا ، ومدى قدرة المقاولات على المساهمة في تقليص نسبة البطالة الجد مرتفعة بمكناس والكيفية التي يتم بها إنعاش الشغل، ولم نفوت الفرصة دون الحديث عن الرياضة باعتبارها قاطرة للتنمية بالمدينة. هل يمكن أن تحدثنا عن دوافع ترشيحك لرئاسة نقابة الباطرونا بمكناس: ترشحي لاتحاد المقاولات المغربية جاء نتيجة تجربة 10 سنوات من عضوية المكتب المسير لهذه النقابة،ومن خلال هذه التجربة تكونت لي قناعة بعد تدخل عدد من الإخوة لدخول غمار هذه المغامرة الإيجابية، للانخراط بأفكار جديدة وطريقة عمل جديدة، والتكيف مع المطالب الآنية للمقاولة. ما هو البرنامج الذي أقنعت به منافسيك ليسمحوا لك بالترشح بمفردك دون سواك؟ فعلا قدمت برنامج عمل طموح للمنخرطين أذكر منه بالأساس ما يلي : بناء مقر الاتحاد الجهوي بمكناس سيكون الأول بعد الدارالبيضاء خصوصا أننا نتوفر على بقعة أرض خاصة بذلك خلق لجنة لمراقبة المقاولات في وضعية صعبة موكول لها معرفة أسباب الإغلاق والعراقيل التي واجهتها، حتى نتمكن من معرفة حدود تدخلنا وتجنب هذه المشاكل استقبالا، خصوصا وأن السنة التي ودعناها عرفت إغلاق ما يقارب 4000 شركة ، وهي لجنة آمل أن يخلقها الاتحاد على المستوى المركزي. عقد شراكات مع الإدارات لأن المشكل الجوهري الذي يواجه المقاولة هو بيروقراطية الإدارة، فالطريق شاق وطويل وتنتظرنا سنوات من النضال لتغيير عقلية الإدارة المغربية. نريد من خلال نضالنا تغيير الرؤية السائدة التي ترتبت لدى الإدارة عن المقاول بحيث هناك مقاولات انبثقت من رحم الشعب كدت واجتهدت ووصلت، وعلى الجميع تشجيعها لأنها تمثل نموذجا للنجاح المغربي. ومن جهتنا نحن كاتحاد منفتحين على الجميع، ولا نريد أن يبقى الاتحاد العام عبارة عن نادي مغلق لمجموعة من رجال الأعمال «غنية» معزولة عن العالم الخارجي. ما هي أولويات الأولويات بالنسبة لكم؟ كما سبق وقلت فإننا نعمل على تكسير جدار التعامل السلبي للإدارة معنا، وفي هذا الإطار وقعنا شراكات والبداية كانت مع جماعة مكناس، على اعتبار أن أي مشروع مقاولاتي ينطلق من الجماعة، سواء بتصحيح الإمضاءات أو طلب رخصة البناء، أو رخصة المطابقة أو.... لذا نود من خلال هذه الاتفاقية أن تمر ملفات المستثمرين بطريقة سلسة ( تبسيط المساطر ) طبقا للقانون لا غير. وهو الأمر الذي سيشجعنا أكثر على التعاون من أجل جلب استثمارات والترويج لمدينة مكناس. ونفس الشيء بالنسبة للشراكة مع المجلس الجهوي حتى يكون للاتحاد دور في التخطيط وفي الرؤية، وفي مخطط التنمية الجهوية، بإعطاء رأيه في المشاريع وفي مناخ ألأعمال . كما نحاول من خلال هذه الاتفاقية استغلال اللقاءات مع الوفود الأجنبية التي تربطها علاقات توأمة أو شراكة مع الجماعة للتباحث مع رجال أعمال هذه المدن ومحاولة جلب الشركات التي ترغب في الاستثمار بالمغرب إلى مدينة مكناس. وفي هذا الإطار عقدنا عدة لقاءات مع عدة مستثمرين جاءوا لمكناس، أذكر منهم وفد ياباني الذي عرضنا عليه الاستثمار في منطقتنا، كما انتهزنا فرصة حضور وفد من مدينة « سونون» للملتقى الدولي للفلاحة، واكتشفنا من خلال لقاء عمدتها، أن بهذه المدينة صناعات متطورة في مجال الطيران، فاتفقنا على القيام بزيارة إلى هناك، وترتيب لقاءات مع رجال الأعمال للتباحث معهم حول إمكانية الاستثمار في منطقتنا على غرار «يازاكي» و»ديلفي» اللتان استقرتا بمكناس. المهم أننا نحاول أن ندافع على مصالح المقاولين ورجال الأعمال لتنتعش منطقتنا، رغم الصعوبات التي تعترض عملنا على مستوى الإدارة. تركزون كثيرا عن الإدارة هل هي مشخصة فقط في الجماعة؟ لا ليست الجماعة وحدها بل هناك إدارة الضرائب مثلا ألا تعتقدون أن مقاولات عدة لا تؤدي المستحقات الضريبية، والصناديق الاجتماعية أيضا؟ نعم ومن خلال استطلاع للرأي قمنا به، تبين لنا أن مشكل الضرائب والصناديق الاجتماعية، يأتي في المرتبة الأولى، وأن عددا كبيرا من المقاولات في وضعية صعبة ماديا لا تؤدي حصصها للصناديق الاجتماعية في وقتها، ما يترتب عنها غرامات مالية مرتفعة، ومن هنا نحاول مع المركزية أن نجد حلولا لها. أضف إلى ذلك أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مثلا ليس مؤسسة بنكية لجمع الفوائد، لذا لا يجب أن تتجاوز غرامات التأخير في تسديد مستحقاته حد المعقول، 10% مثلا . وفي ذات السياق عقدنا لقاءات مع مدير مديرية الضرائب للنظر في كيفية معالجة القضايا العالقة. علاقة دائما بما هو اجتماعي، هلا حدثتمونا عن علاقتكم مع النقابات. لا يمكن أن ننكر بأن هناك مشاكل منها ما هو موضوعي، ومنها ما هو مفتعل يتسبب في « بلوكاج « لا يخدم أي طرف. من هنا، ارتأينا أن نفتح حوارات جادة مع النقابات وإشراكها في إيجاد الحل للمشاكل التي تتخبط فيها المقاولة، محاولين بذلك تغيير نظرة العمال للمقاول والعكس صحيح من أجل بناء علاقة جديدة بين الباطرونا والعامل قوامها الثقة والصدق في التعامل، لأننا نشتغل جميعا في النسيج الاجتماعي المغربي. في إحدى تصريحات الرئيس السابق للمركز الجهوي للاستثمار أرجع فيها عدم تقدم مدينة مكناس اقتصاديا، إلى ثلاثة عوامل متمثلة في اقتصاد الريع المستشري والنخب والدولة. بالنسبة للنقطتين الأولى والثانية معقولة وصحيحة، وهذه قناعة راسخة لدى ساكنة مكناس، بل سيمكنك العارفون بلائحة المستفيدين من هذا الاقتصاد. إنهم أناس استغلوا الأوضاع واستفادوا منها بل استحوذوا على كل شيء اقتصاديا وحتى سياسيا، وهذه أشياء معروفة لدى الخاص والعام. لكن لا يمكن أن ننكر أن هناك توجه نحو التغيير، إذ هناك مؤشرات وبوادر مشجعة من أطر شابة، طموحة، وفاعلة في نقابة المقاولات تفاجئك بأفكارها الجديدة والجادة ومقترحاتها الوجيهة والهادفة، تعرض نفسها وخبرتها وتضعها رهن إشارة المصلحة العامة، وهذه ثمرة من ثمار التجديد. وهو ما يميز نقابتنا ويعطيها مصداقية لدى الشركاء كونها إطار متجدد إذ لا يمكن لرئيس أن يستمر لأكثر من ولايتين. أما بالنسبة لانخراط الدولة فالأمر مرتبط بما يسمى بالنخب ورجال الأعمال. واسمح لي أن أفتح قوس « ما معنى أن تحضر اجتماعا مسؤولا ويقدم لك فلان على أساس أنه من الأعيان يتحكم في كل شيء حتى في المجال السياسي.» إن هذه الفئة كانت وقت الحماية أما الآن فهناك اتحاد العام لمقاولات المغرب. ما هو وقع الملتقى الدولي للفلاحة على مدينة مكناس اقتصاديا بالنسبة للسيام، هو تظاهرة ناجحة إذ أصبح له إشعاع دولي، ما ينتظرنا هو أولا المرور إلى مرحلة بناء مقر للملتقى. وهو حدث مدته أسبوع لا يمكن أن يعطينا كل شيء من الناحية الاقتصادية فهو يجلب زائرين، عارضين، مستثمرين، لكن لا يجب أن نكتفي بهذا يجب أن نفكر في سيام آخر من نوع آخر وقطاع آخر صناعي أو سياحي. نحن نساهم بأفكارنا انطلاقا من عملنا، وعلى الجهات المختصة والمسؤولين أن يبادروا نحن أعطينا اقتراحا بتنظيم ملتقى حول السياحة خاص المدن التاريخية العتيقة. هناك تقنيات جديدة في المجال السياحي لتطويرها على المستوى المحلي، كالسياحة الجبلية التي لا تتطلب الكثير وفي نفس الوقت غير مكلفة ( تنظيم رحلات، برنامج سياحي منظم، circuit يمكن السائح من معرفة أهم المواقع التي ينصح بزيارتها) هناك تقصير في قطاع السياحة وضعف في الترويج لها. من يتحمل مسؤولية ذلك المجلسين الجهوي والإقليمي للسياحة أم الإدارات المعنية لا يمكن استثناء أحد الكل معني بالتقصير، وأسوق مثالا للدول التي نجحت في الترويج لمنتوجها، وأتحدث هنا عن إسبانيا أو تركيا، حيث بمجرد أن تطأ قدماك باب الفندق تجد برامج خاصة بالترفيه بالعائلات أو بالأطفال أو زيارة المدينة العتيقة أو باقتناء حاجيات .. يرشدونك إليها من خلال مطويات ورحلات منظمة حسب اختيار الزبون. ألا تعتقد أن هذا البرامج من اختصاص وزارة السياحة وإداراتها الجهوية والمحلية؟ إذا كان هناك تقصير فالمجلس مطالب بالضغط واقتراح البدائل، كما يجب أن يبادر وعندما تتوقف الأمور ينتقل إلى مراحل أخرى، كما على الفنادق أن تطور خدمات منتوجاتها من خلال إبرام تعاقدات مع شركات سيارات النقل الخاص يوضع بموجبها سائقون يتحدثون اللغات الأجنبية، رهن إشارة الفندق خدمة للسائح ووضع برنامج رحلات تتكلف به لزيارة المآثر التاريخية كوليلي أو المناطق الجبلية أو داخل المدينة العتيقة .... هناك أفكار فقط يجب أن نمر إلى الفعل. إضافة إلى ذلك فطبع مطويات وخرائط للمدينة تبرز أهم المواقع التي ينصح بزيارتها مع عرض أهم منتوجات الصناعة التقليدية التي تزخر بها مكناس غير مكلفة. وإذا لم يستطع كل فندق القيام بهذا العمل، فممكن أن نخلق شركات خاصة لهذا الأمر، ومن هنا أقترح أيضا أن ننظم معرضا خاصا بالسياحة على غرار الملتقيات المنظمة بالمدن الأخرى في مجالات عدة، خصوصا وأننا نراهن على هذا القطاع بشكل كبير. ألى ترون معي أن مدينة مكناس أضحت مدينة عبور بالنسبة للسائحين. هناك تقنيات جديدة وبسيطة وغير مكلفة، لجلب السياح للمكوث بمكناس، فمثلا تخلق ما يسمى les buz كل فندق بالتناوب يأوي شخصيات عالمية وهي من خلال التقاط صور لها وفيديوهات يقوم الفندق بتسويقها وهؤلاء بدورهم يرسلونها للملايين من عشاقهم عبر العالم فإنها تقوم بالترويج والدعاية للسياحة بمدينتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يتطلب انخراط كافة الشركاء من رجال الأعمال في المجال لسياحة والمركز الجهوي للاستثمار ودعم المؤسسات المنتخبة والسلطات وكافة المتدخلين . الآن معدل البطالة بمدينة مكناس جد مرتفع 19 % مقارنة مع 10% المسجلة وطنيا، لذا فالسياحة قطاع مهم، ويشغل عددا مهما من اليد العاملة على غرار المدن الأخرى، خصوصا وأن مكناس تتوفر على موقع جغرافي مهم «وسط المغرب» وبها مؤهلات تاريخية، وطبيعية تنفرد بها لوحدها غير المستغلة. لننتقل إلى قطارع الرياضة بمكناس وعلاقتها بالحركة الاقتصادية باعتبارها رافعة للتنمية، ومسؤولي هذا القطاع يشتكون رجال الأعمال غير المنخرطين فيه . النادي الرياضي على غرار الجماعات يجب أن يسير ويدبر بشكل مقاولاتي كما هو الشأن في الدول المتقدمة، فإذا كان التسيير أعرج فإنه سيؤدي لا محالة إلى نتائج كارثية. وحسب المعطيات التي أتوفر عليها، فإن النادي المكناسي يتوفر على مداخيل مهمة خاصة به تفوق إمكانات فرق أخرى. وللنادي المكناسي تاريخ حافل بالأمجاد، لم يتمكن للأسف الشديد من يسيره بالحفاظ على هذا الإرث. نحن في اتحاد المقاولات، لا نرضى أن يصل الكوديم إلى ما وصل إليه ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نسقط أزمة النادي المكناسي على الجانب المادي. فالمسألة بكل اختصار مسألة تسيير ليس إلا. يجب أن يتولى تدبير وتسيير هذا القطاع أناس لهم غيرة على الرياضة وملمين بها، مؤازرين في ذلك من لدن تقنوقراط يتوفرون على خبرة في التسيير المقاولاتي « شي يكمل شي» ( رياضيين ، مقاولين ، قطاع بنكي ، خواص...) أعتقد أنه آن الأوان لتنظيم مناظرة في هذا المجال، والخروج بتوصيات وتصورات لدعم أناس تتوفر فيهم شروط التسيير لإعادة النادي إلى سكته. هل التقيتم مع جمعيات مهنية كهيئة المهندسين والمعماريين للنظر في الزحف الإسمنتي الذي يداهم المدينة من كل جوانبها وللمقاول يد في هدا الزحف. نحن نعتبر أنفسنا قوة اقتراحية، نلتقي في ذلك مع مسؤولي الجماعات ونبدي برأينا، كما نلتقي إخواننا في الجمعيات المهنية التي ذكرتها لكن ذلك يبقى محدودا، لكن دعني أقول لك أن ما لاحظته في عدد كبير من الاجتماعات التي حضرتها، أن الانتقاد يطغى على الفعل في الوقت الذي يجب أن نعطي البدائل لأننا في وضع سيئ ويجب علينا جميعا أن نخرج منه. إن من سير ويسير الجماعة بمكناس لم يأتوا من السماء، إن جزءا من المجتمع وساكنة مكناس من وضع الثقة فيهم. يجب على كل واحد منا أن يشغل بإخلاص في حدود اختصاصاته للخروج من هذا الأسوأ، نحن من جهتنا نحاول جلب مستثمرين، وحثهم على البقاء بين ظهرانينا بتقديم يد المساعد لهم، والتدخل لدى الجهات المعنية لتسيسير مأموريتهم وهو ما دفعنا إلى توقيع عدة اتفاقيات شراكة. ما هي تنبؤاتكم بالنسبة لتطور المدينة وما هي المشاريع التي يمكن أن تساهم في تطويرها كما يقول المثل « يد واحدة لا تصفق « فمثلا عندما نعمل على جلب مستثمرين يجب على المسؤولين توفير العقار لهم، وبالتالي يجب خلق مناطق صناعية جديدة في أقرب وقت ممكن. فمثلا آخر شركة حلت بمكناس اكترت الأرض لإحداث معملها، إضافة إلى العمل على تبسيط المساطر الإدارية بالنسبة للمستثمرين. كما على الأطراف الأخرى كالغرف المهنية التي لها علاقات خارجية ويسافر أعضاءها كثيرا خارج أرض الوطن، أن تدخل على الخط، وذلك ببرمجة سفرياتها إلى الدول التي يمكن الاستفادة منها، فهي مطالبة بالانخراط بشكل فعال في جلب مستثمرين، ومطالبة أيضا بالتنسيق معنا لإعطاء رأينا، وربط اتصالات لنا مع رجال أعمال تلك الدول. تعالت الأصوات وبسرعة خفتت في مسألة تسمية مطار فاسمكناس بدل فاس سايس، علما أن جلالة الملك سيدشنه قريبا، ما رأيكم؟ نحن ندعم إخواننا في المجلس الإقليمي للسياحة، في تسمية المطار فاسمكناس لأن المنطقي هو إبراز مدينتين تاريخيتين مصنفتين تراثا عالميا في تسمية المطار بدل إسم سايس، الذي من الناحية المنطقية لا يعني خارج أرض الوطن أي شيء عكس فاسمكناس. الكل يشتكي أن مكناس تراجعت في شتى المجالات، لكن ماذا نفعل من أجل تطويرها، نحن نعرف قدراتنا وإمكانياتنا كما نعرف مؤهلات هذه المدينة العريقة التاريخية منها والطبيعية زما لها من إرث ثقافي وسياحي قل نظيره، فقط علينا أن نشمر على سواعدنا ونضع اليد في اليد لاسترجاع القيمة الحقيقية لعاصمة المولى إسماعيل.