مرة أخرى يتصدر الرعي الجائر وفي كل فصل صيف، الواجهة بمنطقة سوس تحديدا، حيث تفد إليها جحافل من الإبل الصحراوية القادمة من الجنوب،مما يجعلها تلتهم كل ما تجد أمامها من مغروسات وخاصة ثمار شجرالأركان، فضلا عن أغصانه وأوراقه ، مما يهدد هذا الشجر بالإندثار النهائي ويلحق بالساكنة المنتفعة من خيراته خسارة فادحة. وكان السكان المنتفعون من ثمار شجر الأركان بمناطق سوس يتصدون في كل مرة لهذه الجحافل،مما يضطرهم إلى الدخول في مواجهات مع رعاة هذه القطعان من الإبل لثنيها عن الرعي في غابة الأركان التي يجنون ثمارها كل سنة على اعتبار أنها مورد عيشهم الوحيد،لكن الرعي الجائر يفسد عليهم هذا الرزق ويجعل غابة الأركان جرداء من ثمارها. وفي هذا السياق نشب في نهاية الأسبوع المنصرم، صراع بالحجارة بين سكان دوار إكرضان بجماعة أورير بعمالة أكادير إداوتنان،وبين رعاة الإبل التي تجاوز عددها الألف ناقة وبعير،بحيث احتشد سكان الدوار وسط الطريق بسبب ما أسموه ب «الإعتداء على ممتلكاتهم وخاصة غلة شجر الأركَان». وما زاد من غضب السكان هو أن هذا الهجوم الكاسح على غلة الأركان يصادف كل سنة من هذا التوقيت ، إغلاقا شاملا للغابة من الرعاة تحت مراقبة للسكان وجمعيات الدواوير المجاورة للغابة والسلطات المحلية بقيادة أورير،وذلك إيذانا بجني ثمار الأركَان. هذا ورغم تكرارالمطالب المشروعة للسكان المنتفعين من غلة الأركان بعدم الدخول إلى الغابة من أجل الرعي ،فإن الرعاة لم يعيروا لتلك المطالب أي اهتمام، بل أصروا على الرعي بهذه الغابة، أكثرمن ذلك هددوا الساكنة بإشهارالبندقية الخماسية في وجوههم، وذلك أثناء وقفة احتجاجية نظمها المحتجون بعين المكان. ولم يهدأ الوضع إلا بعد تدخل السلطات العمومية التي عبأت عناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة لطرد قطيع الإبل من دواوير جماعة أورير لتتجه صوب جماعة تغازوت. هذا وتجدر الإشارة إلى أن ساكنة العالم القروي بجماعة أورير بعمالة أكادير إداوتنان كثيرا ما تشتكي في فصل الصيف من الرعي الجائر لإبل شخصيات نافذة بالأقاليم الجنوبية، حيث يقوم الرعاة بالهجوم على ممتلكات الساكنة وأحيانا بالاعتداء على المواطنين حين يصدوهم عن ذلك.