على اثر الهجوم الكاسح الذي تتعرض له غابة وحقول الجماعة القروية لتافنكولت باقليم تارودانت من طرف رعاة الإبل والمعز القادمين من الأقاليم الجنوبية، واثر شكايات المواطنين واحتجاجاتهم حول ما لحق غابتم وحقولهم من الرعي الجائر، دعا رئيس المجلس القروي لتافنكولت عدد من ممثلي المجتمع المدني بتراب الجماعة للتداول والبحث عن الحلول المناسبة لتجاوز الاصطدام مع هؤلاء الرعاة في انتظار تدخل الحكومة لجعل حد نهائي للرعي الجائر بمناطق سوس. ومن المعلوم أن سكان "دوار تركا" بالجماعة القروية لتافنكولت باقليم تارودانت نظموا مؤخرا وقفة احتجاجية أمام القيادة، وسبق لهم أن راسلوا الجهات المسؤولة للتدخل للحد من اكتساح الإبل لغابة أركان بل اكتساح حقول مزروعة، وتعرض عدد من ساكنة الدوار إلى التهديد من طرف رعاة الإبل، وكانت دواوير أخرى مثل دوار ايت معلا بذات الجماعة معبؤون للخروج في وقفة احتجاجية بعد ان حل احد الرعاة بالمنطقة للاقامة وطلاق ابله ومعزه في غابة اركان والحقول المجاورة، الا ان رئيس المجلس القروي لتافنوكلت دعا الى اجتماع طارئ في الوقت المناسب تفاديا لكل ما من شأنه ان يدفع السكان للاحتجاج والاصطدام مع الرعاة. اللقاء الذي ترأسه قائد ملحقة تافنكولت وحضره كذلك ممثل عن مندوبية المياه والغابات، ودعي إليه كذلك بعض رعاة الإبل ممن حلوا مؤخرا بالمنطقة ودخلوا في نزاعات مع ساكنة المنطقة، عرف نقاشا مستفيضا حول سبل تجاوز طاهرة الرعي الجائر، وذكر خلاله عدد من المتدخلين بضرورة سن قوانين تحمي ذوي الحقوق من الانتفاع من غابة دون العبث بمكوناتها خاصة شجرة أركان التي أصبحت شأنا دوليا واعترفت بها كل أمم العالم ومنظماته بما فيها اليونسكو التي جعلتها تراثا إنسانيا يجب الحفاظ عليها، وأكد المتدخلون كذلك بضرورة حماية ساكنة المنطقة من هؤلاء الرعاة الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون وان الغابة ملك "مولانا" كما يدعون. وبعد الاستماع إلى ممثل المياه والغابات الذي سلط الضوء على هذه المعضلة التي تحتاج الى قوانين تنظيمية لان الرعاة، كما قال، مواطنين مغاربة من حقهم التنقل داخل الغابة كجميع المغاربة ومن حقهم الرعي داخلها وليس من حق أي احد منعهم، وأكد أن الحوار وهو السبيل الواحد لتجاوز هذه المشاكل في انتظار تدخل الحكومة لضبط قانونيا الرعي داخل الغابة، اختتم اللقاء بالاتفاق بان يغادر رعاة الإبل المنطقة بحثا لهم عن وجهة أخرى،وعلى أن يعمل المجتمع المدني بتعاون مع الجماعة والقيادة والمياه والغابات على مواصلة اللقاءات والتفكير في إحداث محميات لتخليف شجرة أركان والتحسيس وسط الساكنة بأهمية الحفاظ على الغابة ومكوناتها، وتعزيز العمل الجمعوي بالمنطقة بخلف فدرالية للجمعيات من اجل خلق مشاريع مدرة للدخل تساهم في تنمية المنطقة وإخراجها من التهميش والهشاشة.