تصادف اليوم الذكرى العشرون لميلاد النعجة «دوللي»، أول حيوان مستنسخ في التاريخ، وكان هذا الحدث قد أثار ولا يزال الكثير من الجدل في مختلف الأوساط. وكانت النعجة دوللي خرجت إلى النور في عملية استنساخ بإسكتلندا في 5 يوليو 1996، ومنحت عند ولادتها رمزا مختبريا هو 6LL3، إلا أنه لم يتم الكشف عن مولدها إلا في عام 1997. يذكر أن النعجة دوللي عاشت ما يقارب 7 سنين، أنجبت خلالها 6 حملان، وتوفيت في 14 فبراير 2003 بسبب أعراض الشيخوخة المبكرة ومرض التهاب المفاصل، وبالأصح وضع الخبراء حدا لحياتها بحقنة كي لا تعاني أكثر، ثم حُنطت جثتها ووضعت في متحف اسكوتلندا الوطني. وتجري عملية الاستنساخ بطريقة تكاثر من دون تزاوج، وهي مكلفة ومعقدة، وتتطلب استخلاص نواة خلية لكائن حي توضع في بويضة منزوعة النواة وتوضع البويضة الجديدة في أنبوب بالمختبر، ثم يزرع الجنين في رحم كائن من نفس النوع ليولد بطريقة طبيعية، ويتميز المولود بأنه يحمل نفس الجينات الوراثية للكائن المستنسخ صاحب نواة الخلية الأولى. ولقي هذا التكاثر اللاجنسي معارضة قوية في العالم، وأثار ضجة في مختلف الدوائر، وأشار أصحاب الموقف الرافض لهذا الاتجاه إلى الخوف من استنساخ البشر، والأخطار المحتملة التي قد تنتج عنه. ودعت الأممالمتحدة في عام 2005 جميع الدول إلى سن قوانين تحظر جميع أشكال الاستنساخ، إلا أن هذه التوصية لم تتلوها خطوات ملموسة لوضع قيود مشددة على هذه الاختبارات. إلا أن عمليات استنساخ الحيوانات تواصلت في مختلف أرجاء العالم، وتخصصت عدة شركات في استنساخ حيوانات مختلفة واستغلالها تجاريا، ويقول أنصار هذا النوع من التكاثر إن الحيوانات الناتجة عنه سليمة ولا خطر منها، وأنها أسلوب هام لتنمية الثروة الحيوانية وخاصة من خلال استنساخ الأبقار ذات المردود الإنتاجي العالي. وتتحدث تقارير عن وصول لحوم وألبان لحيوانات مستنسخة إلى الأسواق الدولية من عدة بلدان، لافتين إلى صعوبة التحكم في مثل هذه «الصناعة» مع غياب التشريعات المحلية الدولية المناسبة. وشهد شهر أبريل عام 2009 في دبي بالإمارات العربية المتحدة، ولادة أول جمل مستنسخ أطلق عليه اسم «إنجاز»، وعدت هذه التجربة ناجحة واختراقا علميا يتيح إقامة مصرف للخلايا بهدف إنتاج سلالات جمال رياضية سريعة وبمواصفات عالية.