يعد ميلود وحداني، المعروف ب «ميلود مسناوة»، إحدى الركائز الأساسية في الفرقة الشعبية الشهيرة (مسناوة)، منذ تأسيسها إلى جانب عدد من الأسماء المتميزة داخلها، مثل مصطفى أطاسي (عازف فرقة تكدة الآن)، رشيد وحميد باطمة (انتقلا إلى ناس الغيوان)، وآخرين.. وقد اعتبرت مجموعة مسناوة هي الامتداد الشعبي الصرف للظاهرة الغيوانية، نظرا للحمولة التي تمتلئ بها أغانيها التي لاقت نجاحا واسعا في المغرب وخارجه، وذلك بحكم نوعية المواضيع المستوحاة من واقع الملاحم التراثية المغربية، كأغنية (حمادي، النسر، امحمد أوليدي، عادوي الازرك.. وغيرها)، وهي أعمال موقعة في المجمل من طرف المرحوم السي محمد باطمة.. في هذا الحوار يرافقنا ميلود إلى دهاليز المجموعة وأسرارها: p كيف كان مسارك الفني مع الفكاهيين ومع مسرح الحي؟ n الخياري ،عاجل ،فهيد عبد الخالق، سبق وتكلمت عنهم في حلقة سابقة. p ماذا عن علاقة ميلود مع محمد الخياري وعاجل وكذا مع مسرح الحي؟ n في الحقيقة، ظهر مسرح الحي بلون جديد في المسرح المغربي لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون، وجاء بأشياء جديدة في جل مسرحياته التي نالت إعجاب الجمهور المغربي. وفي تلك الآونة كانت مجموعة مسناوة في أوج عطائها، كما كانت هناك ظاهرة الثنائيات الفكاهية، وكان سمحمد الخياري وثنائي «الزيك والزاك» من الثنائيات الممتازة في الساحة الفنية. سمحمد الخياري لي معه علاقة خاصة فهو من أعز الناس لدي ،كما أحب فنه وجرأته في الأداء وفي اختيار مواقفه الساخرة، وكذا في اختيار مواضيعه الاجتماعية والسياسية، وقد لعب معنا خلال عدة سهرات عبر تراب المغرب. و سبق أن كتبت ولحنت له برنامج «من الألف حتى الياء» الذي بث في القناة الثانية. «باغي ننسى»مازلت أتذكر هذه الأغنية التي كانت أغنية جنيريك برنامج «من الألف حتى الباء» وكنت قد كتبت كلماتها في جلسة حميمية بمنزل سمحمد لجواد قرب «ألفا 55» حيث كان المرحوم سمحمد بسطاوي متواجدا معنا، هذا الرجل العملاق الذي كان يعشق مجموعة مسناوة ويعشق أغانيها، بالإضافة إلى سمحمد الجواد وسمحمد الخياري وعازف الكمان بوشعيب جريدي الفنان المقتدر. وعندما انتهينا من تلحين الأغنية، وكان منزل الجواد قريبا من استوديو المحجوب قال لي الخياري «من اللازم أن نسجل هذه الأغنية اليوم»و كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ليلا. و بالفعل ،ذهبنا إلى الاستوديو، والتقينا الأخ إبراهيم الحاج، الذي نتمنى له الشفاء العاجل بالمناسبة، هذا الرجل التقني الذي ضحى وأعطى الشيء الكثير للميدان الفني منذ ظهور المجموعات أو الثنائيات،فهو أول تقني سجل لجل المجموعات الغنائية في بدايتها كناس الغيوان والمستقبل وجيل جيلالة ومسناوة. وفعلا سجلنا الأغنية، حيث سهرنا طول الليلة حتى انتهينا من وضع اللمسات الأخيرة عليها وكانت من أروع الأغاني. p علاقتك مع الفنان عاجل. n عاجل، الفنان المسرحي هو بمثابة صديق وأخ، أعرفه منذ السبعينيات كفنان مولع بالمسرح وبالإخراج، شاركنا بعدة أعمال وبعدة سهرات، وكنت أجتمع معه دائما قبل إخراجه أي مسرحية يكون قد وضع اللمسات الأخيرة عليها، وكنا نناقش الموضوع بكل صراحة وبكل عفوية نبدي آراء بناءة، ونخرج دائما بنتيجة. كان عاجل يحب المناقشة و يحب إبداء رأيه و الاستماع إلى آراء الآخرين ويأخذها بعين الاعتبار، و كانت استشاراته الفنية هي سر نجاحه . وشاءت الأقدار أن أتعامل معه في مسرحية «صرخة شامة» من تأليف الفنان المقتدر ابن الحي المحمدي الناقد والصحفي حسن نرايس، وسوف ارجع وأتكلم عن هذا الرجل الذي تجمعني به علاقة أخوية وفني فعلا، كتب أغنية الجنيريك ولحنتها ،وكانت من بين الأغاني الجميلة التي لقيت صدى طيبا في هذه المسرحية الناجحة .