يعد ميلود وحداني، المعروف ب «ميلود مسناوة»، إحدى الركائز الأساسية في الفرقة الشعبية الشهيرة (مسناوة)، منذ تأسيسها إلى جانب عدد من الأسماء المتميزة داخلها، مثل مصطفى أطاسي (عازف فرقة تكدة الآن)، رشيد وحميد باطمة (انتقلا إلى ناس الغيوان)، فتاح، عبد الواحد وآخرين.. وقد اعتبرت مجموعة مسناوة هي الامتداد الشعبي الصرف للظاهرة الغيوانية، نظرا للحمولة التي تمتلئ بها أغانيها التي لاقت نجاحا واسعا في المغرب وخارجه، وذلك بحكم نوعية المواضيع المستوحاة من واقع الملاحم التراثية المغربية، كأغنية (حمادي، النسر، امحمد أوليدي، عادوي الازرك.. وغيرها)، وهي أعمال موقعة في المجمل من طرف المرحوم السي محمد باطمة.. في هذا الحوار يرافقنا ميلود إلى دهاليز المجموعة وأسرارها: p من هو ميلود مسناوة؟ n ميلود وحداني مزداد سنة 1959 بالدار البيضاء أنتمي إلى قبيلة مسناوة منطقة الشاوية ورديغة دوار اشكة، والدي عبد السلام بلمعطي مقاوم من أبناء الحي المحمدي، والدتي عائشة بن بوشعيب،وكلاهما من دوار مسناوة. تلقيت دراستي بالبيضاء بمدرسة صلاح الدين الأيوبي (لافيليت) الاعدادي بالمتنبي والثانوي بالامام مالك سنة 1979 التحقت بمدرسة تكوين الاساتذة بالتربية البدنية بعين السبع وتخرجت سنة 1982 وعينت بإعدادية الساقية الحمراء ومنها إلى اعدادية المستقبل. متزوج وأب لأربعة أبناء: شيماء، أشرف، سهام وياسين. p كان لك مسار رياضي خبرنا عنه؟ n في سنة 1974 التحقت بصغار الأهرام بالقسم الوطني الثالث، حيث تعلمت هنا مبادئ كرة القدم، وحيث هزيمة المنتخب الوطني المدوية أمام الجزائر ب 5 أهداف لهدف واحد، حيث كانت انتفاضة من أجل رد الاعتبار لكرة القدم المغربية. وتم سنة 1979 استدعائى لمنتخب فتيان لجهة الشاوية. وشاركت في دوري جميع الجهات في خريبكة. آنذاك وقع علي الاختيار ضمن منتخبي الفتيان والشبان. وكنا بجمعيات مولاي رشيد، وكان المدرب المسؤول عنا هو حسن اقصبي. p كم استمر هذا التربص؟ ومن تذكر من اللاعبين؟ n استمر التربص عشرة أيام. وكان معنا اللاعب الدولي التيمومي والسايح من القنطيرة وعدد من اللاعبين الآخرين. وقمنا في فرنسا بمدينة »لاكرو،« وشاركت في نصف النهاية، واعتبرت مشاركتنا ... ايجابية، وبملعب الاتحاد البيضاوي (الحفرة) كان يرافقنا المرحوم العربي الزاولي والذي وقع اختياره علي وانتقلت من فريق الاهرام فتيان إلى فريق كبار الاتحاد البيضاوي (الطاس) سنة 1979. p من هم أهم اللاعبين في تلك التجربة؟ n قاسمي، عبد الخالق، الغزوالي، أكماح، حكمي، فركس، ميلود، عبد الله زيي، سعيد جافي، الشاوي وعبد الواحد لشهب فراس.. والمرحوم مصطفى دفاع الذي كان صديقا حميما لي رحمه الله بهذه المناسبة ويونس المحجوب وزهكورة وكان يساعد العربي الزاولي في التدريب ابنه عبد الكريم وكانت تجربة مميزة رياضيا وأخلاقيا وعرفت بالتواضع والتفاني. p وماذا بعد هذه التجربة بالاتحاد البيضاوي؟ n انتقلت إلى تجربة أخرى مع فريق دفاع عين السبع سنة 1980 آنذاك من فريق دفاع عين السبع سنة 1980 آنذاك مازل طالبا بمدرسة تكوين الأساتذة للتربية البدنية والرياضة. p من الذي دفعك لمغادرة الطاس؟ n كانت مفاوضات عسيرة بين مكتبي الفريقين حيث دفاع عين السبع كان يرأس عباس كرة رحمه الله وصدقي كرة العربي الذي كان السبب الرئيسي في التحاقي بمدرسة التكوين وساعدني كثيرا بمعية الأستاذ بكري حيث تعلمت السباحة ...وكذلك الحركات الارضية. pكم قضيت من الوقت بدفاع عين السبع؟ n قضية ثلاث سنوات. كان فريقا قويا بالقسم الوطني الثاني ولعبت بجوار رحمو رحمه اللهوفتحي جمال وفاليو عبد الواحد ومديح والعينين الحارس ومونى والقائمة طويلة. ورغم أني لم أحرز على ألقاب وكلنا وصلنا إلى ثمانينيات كأس العرش وانهزمنا مع فريق الحسني الملكي. p ماذا بعد تجربة دفاع عين السبع؟ n جاءت تجربة القوات المساعدة سنة 1984 إلى حدود 1986 وكان يرأس تدريبها معروف لاعب الوداد السابق إلى يوم الخميس حسب الكاوية، عزوز الدين، انيس وغيرهم. p كم مقابلة لعبت المنتخب الوطني وماذا تذكر عنها؟ n لعبت في الرباطوخريبكة ومشاركة بفرنسا. وتعلمت كثيرا من هذه التجربة إلي جانب شباب طموح. المنتخب الوطني كنا نتلقي فيه فقط تعويضات.. ولم نتلق أبدا أي أجر، في حين كنا نتلقي تعويضات من الفرق ما بين 200 و300 درهم على الأكثر وكان المبلغ بالنسبة لنا مهما رغم بساطته. لأن المأمول هو اللعبة والفرجة والرياضة . p ما الذي استفاد ميلود من كرة القدم؟ n كرة القدم جعلتني أستاذا، لأني تلقيت منها اللياقة البدنية وكنت سريعا .حولت التداريب طاقتي الكامنة إلي طاقة خلاقة. وتعلمت سرعة الأداء إضافة للتكوين النفسي والذكاء. وكونت شخصيتي وعلمتني الانضباط واكتساب المهارات والمعارف والتداريب. باختصار الرياضة جعلت مني شخصا آخر منضبطا وملتزما داخل حياتي الاجتماعية. وكنا نحظى باحتضان واحترام الجمهور وخاصة جمهور الحي المحمدي وعين السبع الذواق والعاشق لكرة القدم في تلك .. الفرق مثل الطاس ? قادة من المقاومة وجيش التحرير مما كان يجعل الرياضة ممارسة وسلوك ووطنية. p أنت تتحدث عن الرياضة في مرحلة عرفت غليانا فنيا وإشعاعيا ؟ n في هذه المرحلة ظهرت المجموعات ا لفنية الخالدة ناس الغيوان والمشاهب وجيل جيلالة، وكانت مدارس. وفي كل الأحياء الشعبية أخذ الشباب يقلد هذه النماذج التاريخية غير المسبوقة. وكانت له تجربة في المضمار، حيث شكلت جمعية اصدقائي مجموعة اسمها »بلام« كلها من ابناء النوارات بالحي المحمدي. وكانت نغمتنا متساوية لأي احد من مجموعة اولاد المسناوي الموجودة انذاك بمنطقة الشاوية دوار الشكة ..وكانوا يتغنون بالاغنية الشعبية الحوزية لمنطقة سطات وتشبعنا ونحن صغار »بلامة بوحمرية« وكانت من اولاد المسناوي رحمهم الله جميعا .وكان العربي باطما رحمة الله يحتفل بهذه »اللامة بوحمرية« لأنه كان يعشقها وهو ابن المنطقة. p ماهي أهم طقوس »اللامة بوحمرية«. n يجتمع الناس حول المسناويين ويساهمون. وكان ذلك على شكل موسم بمنطقة دوار الشكة مشرع بنعبو قبيلة مسناوة قرب واد زور لأن الولي بوحمرية تغنى به ناس الغيوان .وكان اعترافا من العربي رحمه الله بتراث المنطقة وهي عودة الى الاصول وتاريخ المنطقة المسناوية وكما اسلفت، فالعربي كان رحمه الله مسناويا. p إذن بدأت تتشكل لديك فكرة جديدة مضافة للمجموعات القائمة؟ n فعلا بدأت أشتغل في مسرح »الباطوار« انذاك. كان رشيد باطما وحميد باطما يشكلان مجموعة مع مصطفى اطاسي، واشتغلت معهم اول سهرة سنة 1980 وكان الحاج امحمد لانه مولعا بالغيوان. وهم كانوا مولوعون بمجموعة المشاهب. فكان من اشترى لهم اول آلة بانبو وحول اتجاههم صوب الاغنية الغيوانية. وفي سنة 1972 كان حفل الدخول الى مدرسة تكوين الاساتذة، وساهم في السهرة رشيد باطما حميد باطما اطاسي مصطفى، وميلود وحداني بوفد من كشكول من باقة ناس الغيوان وكشكول شعبي ولقي نجاحا باهرا. بعدها توجهت للدراسة وممارسة الرياضة. p هل استمرت المجموعة بنفس النفس؟ n تغيرت أشياء كثيرة، فكان رشيد باطما هو الذي اقترح اسم اولاد المسناوي. وفكرة تكوين المجموعة »اولاد المسناوي.« وكان سي محمد باطما رحمه الله من أعطى المنهج وأسس الطريق لهذه المجموعة بأول أغنية التي لاقت صيتا كبيرا لباس لباس وأغنية »امحمد أوليدي« وفي سنة 1987 انسحب الدك من المجموعة. p لماذا انسحب الدك من المجموعة؟ n بدأت مشاكل مادية تطرح نفسها في بيع وتسجيل الاشرطة، والتحقت به وأسسنا معا مجموعة الحسين ومليود، وكان من بين الأغاني الخالدة سرجوا لخيول .. وخالي زعتور. وغيرها. p استمرت التجربة ثلاث سنوات. كيف كانت مشاركتكم في ظل منافسة شرسة؟ n كنا على النهج المسناوي مضمونا وشكلا. وكان لنا جمهور بدأ يتسع وطنيا. وشاركنا في عدة مهرجانات وطنية مثل أصيلا ، الحسيمة وطنجة وغيرها.