قام منتخب فرنسا بأكثر من المطلوب منه حتى الآن، بعد الفوز الساحق على إيسلندا 5 – 2 في طريقه للصعود إلى المربع الذهبي لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016)، ليواجه منتخب ألمانيا بطل العالم. وتلقى منتخب فرنسا دفعة معنوية هائلة بعد تسجيله أربعة أهداف في الشوط الأول خلال خامس مباراة له في البطولة، كما نال مدرب الفريق ديدييه ديشامب استحسان الجماهير بعد سلسلة من الانتقادات، وذلك قبل المباراة المرتقبة أمام ألمانيا في مرسيليا يوم غد الخميس في المربع الذهبي للبطولة. ولكن في الوقت ذاته فإن الجماهير الفرنسية تدرك جيدا المهمة التي بانتظار فريقها، أمام المنتخب الألماني، حتى وإن كان يعاني من الإصابات والإيقاف في صفوفه. ونشرت صحيفة «ليكيب» صورة لأوليفييه جيرو وهو يحتفل مع أانطوان جريزمان وبليز ماتويدي معلقة عليها بالقول «أشبه بالكمال»، في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة «لو باريسين» نتيجة المباراة « 5 – 2» بطول الصفحة الرئيسية. وأضافت ليكيب «الآن قمة إفريست» في إشارة إلى المواجهة أمام ألمانيا. واعترف المدرب الفرنسي ديدييه ديشان بقوة المنتخب الألماني، وقال «ألمانيا هي ألمانيا، إنه أفضل فريق في أوروبا وفي العالم.. لن تكون جولة في المتنزه، ولكن كل الاحتمالات قائمة، وعلينا أن نقدم كل ما بوسعنا». ولم يعد هناك الكثير من الوقت أمام ديشان للاستقرار على خياراته الفنية للمباراة، لكن يبدو أنه سيدفع بأنطوان غريزمان في العمق الهجومي بجانب أوليفييه جيرو مجددا، بدلا من الاعتماد عليه في مركز الجناح الأيمن. ونجحت هذه الطريقة في الشوط الثاني من المباراة أمام إيرلندا، حيث سجل غريزمان هدفي الفوز 2 – 1، بعد أن كانت الديوك متأخرة بهدف في دور الستة عشر، واعتمد ديشامب على نفس الخطة في المباراة أمام إيسلندا في دور الثمانية. وقال ديشامب «سأفكر في طريقة اللعب، لست الوحيد الذي يغير طريقة لعبه، يواخيم لوف مدرب ألمانيا فعل المثل أمام إيطاليا في دور الثمانية، سأفكر جيدا في الأمر». وتحدث ديشامب عن غريزمان، هداف البطولة، قائلا «أنطوان سجل بداية حذرة في البطولة، أردت ترويضه في أول ثلاث مباريات، الآن أصبح جاهزا وأظهر أنه قناص بارع». وسجل غريزمان هدفا في شباك إيسلندا في الثواني الأخيرة من الشوط الأول عبر تسديدة عالية (لوب)، محرزا هدفه الرابع في البطولة، بعد أن تقدم جيرو وبول بوغبا وديميتري باييه بثلاثة أهداف للديوك. وسجل جيرو الهدف الثاني له والخامس لفرنسا في الشوط الثاني، لكن الدفاع الفرنسي اهتز بعدها ليسجل منتخب إيسلندا هدفين ويخرج من الملعب مرفوع الرأس. وقال جيرو محذرا «علينا أن نمحو هذه الأخطاء الدفاعية، علينا ألا نسمح بحدوث ذلك أمام ألمانيا، لأننا سندفع الثمن غاليا». وتحدث باييه عن تقديم منتخب بلاده أفضل مباراة له في البطولة أمام إيسلندا، وأبدى ديشان سعادته بنجاح كل مهاجمي الفريق في التسجيل. ومن المتوقع أن تشهد قائمة الفريق عودة المدافع عادل رامي ونغولو كانتي، بعد أن غابا عن مواجهة إيسلندا في دور الثمانية للإيقاف. ونجح صامويل أوميتي في تعويض غياب رامي بشكل جيد، في أول مشاركة له مع المنتخب الوطني. وقال ديشامب «أوميتي أكد كل ما رأيت فيه، إنه مدافع جيد ولعب بشكل هادئ، لقد أدى دوره ونحن دافعنا بشكل جيد».ى ولكن الهجوم الألماني أشد قسوة من كل الفرق التي واجهتها فرنسا حتى الآن، سواء رومانيا أو ألبانيا أو سويسرا أو ايرلندا أو سويسرا، رغم غياب ماريو غوميز وسامي خضيرو بسبب الإصابة التي لحقت بهما. ولن ينخدع منتخب فرنسا في غياب المدافع الألماني ماتس هوميلز للإيقاف، نظرا لأن الماكينات تمتلك خيارات عديدة في خط الدفاع، الذي يقوده جيروم بواتينج.