يمر فريق الرجاء البيضاوي بأسوأ أزماته منذ تأسيسه، فالأرقام التي كشف عنها الرئيس الجديد، سعيد حسبان، تبعث على الخوف والقلق بشأن مستقبل فريق مرجعي، رسم لسنوات خطوط التألق، ليس محليا وحسب، وإنما قاريا، وحتى عالميا. فحسب مصدر مسؤول بالفريق الأخضر، فإن حجم المديونية التي كشف عنها حسبان تحبس الأنفاس، مشيرا إلى أنه عرض التقرير المالي والمحاسباتي على خبراء ماليين، فأكدوا له أن الرجاء، وحتى يجتاز الأزمة بنجاح، مطالب بعدم القيام بأي تعامل مالي كبير لمدة أربع سنوات على الأقل، في تلميح صريح بعدم دخول سوق الانتقالات، وهو أمر يصعب على الجماهير الخضراء تقبله، بعدما اعتادت خلال السنوات الأخيرة، ولاسيما مع الرئيس بودريقة، على دخول سوق الانتقالات بقوة كبيرة، وبصدر مفتوح. وأضاف مصدرنا أن الرئيس بات يفكر في ترشيد النفقات، عبر عقد اجتماعات مع بعض اللاعبين واقتراح تخفيض رواتبهم، وفي مقدمتهم ليما مابيدي، الذي جالسه مساء السبت بطلب من اللاعب الكونغولي، الذي أسر له على أن العروض التي توصل بها لا تناسبه، كما تباحثا مسألة المستحقات العالقة وكيفية صرفها. وألمح مصدر من داخل القلعة الخضراء أن عصام الراقي قد يغادر البيت الرجاوي، حيث أن مقترح خفض راتبه سيدفعه إلى البحث عن تجربة جديدة، ويحتمل أن يرحل إلى أحد الدوريات الخليجية، طبعا بعد التنازل عن جزء كبير من مستحقاته العالقة في ذمة الرجاء. وأضاف مصدرنا أن الرئيس الرجاوي اتفق مع المدرب الطاوسي على تخفيض راتيه، في انتظار عقد اجتماعات مع بعض اللاعبين الآخرين، لحسم مستقبلهم مع الفريق. واعتبر مصدرنا أن الرئيس السابق محمد بودريقة ارتكب أخطاء تدبيرية جسيمية، وأنه أخلق الفريق في نفق مظلم، وأن تصريحاته الأخيرة، التي تحدى فيها الأرقام التي أعلن عنها حسبان، وطالبه بعقد جمع عام استثنائي، إن وجد نفسه عاجزا عن قيادة الرجاء، هي محاولة للهروب إلى الامام، لأنه مباشرة بعد انتهاء الجمع العام سافر إلى العمرة، حتى يتفادى لقاء اللاعبين أو الإداريين، الذين لم يتوصلوا برواتبهم لمدة ستة أشهر، بعدما ملوا تسويف بودريقة، قبل أن يعدهم الرئيس الجديد بصرف راتب شهر يونيو، والانتظام بعدها في تسديد أجورهم، وتمكينهم من مستحقاتهم العالقة بشكل تدريجي حسب المتاح. وينتظر الرئيس الرجاوي الجديد، الذي مازال لم يباشر مهامه بشكل رسمي، طالما أنه لن يتكن من التوقيع على العقود إلا حينما يضع مكتبه المسير لدى السلطات المختصة، (ينتظر) التوصل بقيمة صفقة انتقال بابا توندي من أجل صرف بعض المستحقات العاجلة. وفي سياق متصل، انتهى عقد العميد محمد أولحاج، مع نهاية الشهر الماضي، في انتظار فتح باب التفاوض مع حسبان بشان تمديد البقاء، وفي حالة العكس، فإنه سيكون حرا في التوقيع لأي فريق يشاء.