استضاف الزميل عتيق بن شيكر، في حلقة السبت 18 يونيو الماضي ضمن برنامجه الناجح «مسار»، الثنائي.. عاجل وفلان. وكانت الحلقة من أنجح وأبرز حلقات البرنامج خصوصا وأنها استضافت اسمين بارزين في عالم الدراما والكوميديا المغربيين، بصما بقوة مسار دربهما الفني سواء بخشبة المسرح أو السينما أو التلفزيون، خاصة ب»مسرح الحي».. وإذا كانت الوجوه التي عبرت عبر لحظات الحلقة عن إعجابها وذكرياتها وبمزايا المحتفى بهما. فإنها بكل تأكيد لا تستوفي حقهما الكامل بالنظر لمسارهما الفني اللامع.. شخصيا لدي عتاب ودي على الفنان عبد الإله عاجل، رجل النكتة والحركية والخفة الفنية، ذلك أنه خلال تقديم شخصيته، ركز فقط على مكان وجوده في بادئ الأمر، وهو درب الأحباس والحي المحمدي، وأنشطة دار الشباب الحي، وتجربته مع العديد من الكتاب والمؤلفين والمخرجين بالإضافة إلى الممثلين.. ، لكنه غيب مرحلة من مراحله الأساسية كانت مؤثرة كثيرا، بل، حسب العارفين بتاريخ عاجل الفني، تعتبر مرحلة هي «السيفي (CV) الحقيقيّ له ولرفيقة دربه الفنانة نجوم الزهرة..كانت ستغني البرنامج، وتكشف عن جوانب أخرى من مشواره الفني الثري، وهي بداياته المسرحية سنة 1983 حين كان هو وزوجته، ولا غيرهما، بطلي مسرحية «زهرة بنت البرنوصي» للمؤلف والمخرج عبد المجيد سعد الله، التي شاركت في مهرجان مسرح الهواة بمدينة آسفي سنة 1983 تحت إشراف وزارة الشبيبة والرياضة، وهي ذات السنة التي عرفت تنظيم آخر مهرجان لمسرح الهواة، وفازت خلاله فرقة من مدينة وجدة بمسرحية من تأليف محمد قاوتي، وكذلك الأمسيات التي كانت تقدمها فرقته.. كل ليلة بمقر مركز المعلين بآسفي، وكيف كانت قاعة عرض مسرحية «زهرة بنت البرنوصي» بها مملوءة عن آخرها والتجاوب كبيرا معها ومع فرقة- فرقته «فتح للمسرح» الموجودة بدار الشباب بوشنتوف بمقاطعة مرس السلطان، التي سقطت من ذاكرة عاجل بالحلقة، علما بأنها احتضنت تداريب المسرحية كما مدرسة «الأنوار الحرة» التي استغلت الفرقة فضاءها نظرا للعلاقة الطيبة التي تجمع صاحب هذه المدرسة والتهامي رئيس فرقة فتح المسرحية.. ثم كيف نسي الاستعدادات لهذه المسرحية بملعب الشباب بشارع الفداء، حيث مقر فرقة «العروبة» المسرحية، إذ كان عبد المجيد سعد الله يقوم بالتداريب على النطق بذلك الفضاء، وحين أراد عاجل وزوجته نجوم الزهرة اقتحام استوديوهات عين الشق اعتمد على مشاهد لهذه المسرحية أمام المخرج، بسري شاكر .. إنها مرحلة مهمة من حياة هذا الفنان المبدع وحرمه، ولم أدر لماذا سقطت من ذاكرته، وهو يروي بدايته الفنية، التي شكل فيها حي درب السلطان جانبا مهما من تكوينية من خلال مسرحية «زهرة بنت البرنوصي» التاريخية التي كانت هي الانطلاقة الحقيقية لكشف موهبتين فنيتين عاجل ونجوم.