دعت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى تحسين وضع الأطفال الأكثر حرمانا لترسيخ التقدم المحرز منذ 25 عاما، محذرة من وفاة 69 مليون طفل قبل 2030 بسبب أمراض يمكن الوقاية منها. وجاء في تقرير المنظمة السنوي: « وضع أطفال العالم 2016» بالتقدم الكبير الذي تم إحرازه مثل انخفاض معدل الوفيات بنسبة 53% لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات أوتقليص نسبة الفقر المدقع إلى النصف منذ العام 1990. لكن المنظمة أوصت بتسريع وتيرة التقدم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأممالمتحدة في سبتمبر الماضي، للعام 2030. وقال التقرير إنه بحلول العام 2030 وحتى لو استمر التقدم بالوتيرة نفسها فإن «أكثر من 165 مليون طفل سيعيشون في فقر مدقع»، 90% منهم في بلدان منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. كما ذكرت التقرير أن 69 مليون طفل «تحت سن خمس سنوات قد يموتون بسبب أمراض يمكن الوقاية منها إلى حد كبير، نصفهم من بلدان منطقة أفريقيا جنوب الصحراء»، حسب التقرير الذي أشار إلى أن «750 مليون امرأة يزوجن وهن في سن الطفولة». وقال مساعد المدير العام لليونيسف جاستن فورسيث إنه «ما زال هناك عدد كبير من الأطفال المنسيين». وأضاف أن «الجزء الأكبر من التقدم الذي تحقق حتى الآن أنجز بالتركيز على الأطفال الذين يمكن الوصول إليهم بسهولة أكبر(...) وعلى التدخلات التي لها تأثير كبير في مجال الصحة والتغذية». مضيفا «لكن إذا لم نركز على الأكثر حرمانا فلن نتمكن من تحقيق تقدم بسرعة أكبر» وسيكون لذلك «تأثير سلبي خطير» وعودة إلى عدم الاستقرار. وقال مدير البرنامج تيد شايبن: « التقدم لم يتسم بالمساواة»، مشيرا إلى أن الأطفال الأكثر فقرا يواجهون مخاطر الموت قبل سن الخامسة أكثر بمرتين من المعدل العادي، وهذا التفاوت تفاقمه النزاعات إذ يعيش 250 مليون طفل في مناطق النزاعات، كما نزح 60 مليون مهاجر بينهم 30 مليون طفل بسبب ارتفاع حرارة المناخ. وبينما لا يذهب أكثر من 124 مليون طفل إلى المدرسة الابتدائية ولا إلى المرحلة الأولى من التعليم الثانوي، يشدد التقرير على «المساواة في التعليم» كما يقول شايبن الذي يؤكد أنه «في الأماكن التي تستثمر في التعليم الأساسي، هناك عائد كبير للاستثمار». وكل سنة تعليم إضافية تؤمن 10% إضافية لدخل الطفل. ويفترض أن تخصص الدول مبالغ كبيرة لتصحيح التفاوت الهائل، تبلغ 5,5% على الأقل من إجمالي الناتج الداخلي للتعليم و4% في الدول ذات العائدات القليلة.