أفادت دراسة جديدة لليونيسف، صدرت الثلاثاء الماضي، بأن المجتمع العالمي يمكنه إنقاذ ملايين الأرواح بالاستثمار في الأطفال الأشد حرماناً، وفي المجتمعات الأشد حرماناً وفقرا وتهميشا لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وعرضت الاستنتاجات الجديدة في مطبوعين، الأول بعنوان: «تضييق الفجوات لتحقيق الأهداف»، والآخر بعنوان: «إحراز تقدم من أجل الأطفال: تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية مع الإنصاف». ووجدت الدراسة أن استهداف الأطفال الأشد فقراً والأكثر حرماناً يمكن أن ينقذ عدداً من الأرواح مقابل كل مليون دولار من دولارات الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال أنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف: «إن استنتاجاتنا تطعن في التفكير التقليدي، وهو أن التركيز على أشد الأطفال فقراً وأكثرهم حرماناً ليس مجدياً بالنسبة للتكلفة، فالاستراتيجية المتمحورة حول الإنصاف ستُسفر عن نصر أكثر إثارة من ذلك وهو: صحة هذه الاستراتيجية في التطبيق العملي». وانتهت دراسة اليونيسف إلى أن «الإنصاف» سيمكن من تجنب عدد وفيات الأطفال ووفيات الأمهات في مرحلة النفاس، ومن حالات تقزّم نمو الأطفال أكبر بكثير مما يحققه النهج البديل. كما أن استثمار مبلغ قدره مليون دولار يمكن أن يحد من وفيات الأطفال دون سن الخامسة في بلد من البلدان منخفضة الدخل وذات معدلات الوفيات المرتفعة، حيث يمكن أن يؤدي إلى تجنب الوفيات بنسبة تقدّر بستين في المائة. كما أن تزويد هؤلاء الأطفال بالخدمات الأساسية يمكن أن يعجل بإحراز تقدم لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية والحد من التفاوتات داخل الدول، خاصة الأكثر فقرا. وقدم تقرير اليونيسف أدلة على التفاوتات عبر مجموعة من المؤشرات الرئيسية، وأفادت البيانات الرئيسية أن احتمالات وفاة الأطفال الذين ينتمون إلى أفقر عشرين في المائة من الأسر في العالم النامي قبل استكمال عامهم الخامس تتجاوز ضعف احتمالات حدوث ذلك بالنسبة إلى الأطفال الذين ينتمون إلى أغنى عشرين في المائة من الأسر. وتتجاوز احتمالات أن يكون الأطفال الذين ينتمون إلى أفقر عشرين في المائة من سكان مجتمعاتهم ناقصي الوزن ضعف احتمالات أن تكون هذه هي حالة الأطفال الذين ينتمون إلى أغنى عشرين في المائة من الأسر في مجتمعاتهم. وجاء في التقرير أن من بين الأشخاص الذين لا يحصلون على مصادر مياه شرب محسّنة ومجموعهم 884 مليوناً، مازال يعيش 84 في المائة منهم في مناطق ريفية. كما أضاف أنه رغم تحقيق خطوات كبيرة صوب بلوغ التعادل بين الجنسين في التعليم الابتدائي خلال العقد الماضي مازالت الفتيات في المناطق النامية يتعرضن لقدر كبير من الحرمان في ما يتعلق بحقهن في الحصول على التعليم، لاسيما التعليم الثانوي.