«نفحة يتحدث «كتاب للواء جبريل الرجوب المناضل الفلسطيني الذي قضى 17 سنة في السجون الإسرائيلية ،كتاب يؤرخ ويوثق لمعركة الأمعاء الخاوية التي خاضها المناضلون الفلسطينيون في هذه السجون الخالية من أي معاملة إنسانية ، ويؤرخ هذا العمل الذي خرج إلى حيز الوجود بعد 35سنة مرت عن هذه المعركة إلى هذه المرحلة من حياة فلسطين والفلسطينيين. اللواء جبريل الرجوب وفي حوار سابق أجرته معه جريدة «الاتحاد الاشتراكي» على هامش تكريمه من طرف جمعية المحمدية للصحافة والاعلام، وافق على نشر هذا الكتاب على صفحات جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، وهو كتاب نشرته دار المناهج للنشر والتوزيع السنة الماضية. عن هذا الكتاب يقول اللواء جبريل الرجوب لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» إن السجون في إسرائيل، تمت صياغتها بهدف إيقاع الأذى النفسي والجسماني بالأسير الفلسطيني من خلال شروط حياة مادية صعبة وقاسية، ومعاملة عنصرية وحشية، العنف الجسماني والإذلال النفسي. فالسجون ظهرت كبدائل موضوعية لأعواد المشانق لتجريد المناضل الفلسطيني من إنسانيته. على هذه الخلفية، وضعت قائمة المطالب، وكانت هي هذه: 1- توسيع فتحات الإنارة والتهوية، واستبدال الباب المكون من صاج بباب مكون من القضبان، كما هو الحال في السجون الأخرى كلها. 2- سقف الحمام وتوفير فتحة للتهوية فيه. 3- تركيب مغسلة وصنبور ماء في الغرف لغسل الوجه، ووضع مرآة، 4- توسيع الساحة الصغيرة، أو استبدالها بساحة أكبر تتيح لنا ممارسة الألعاب الرياضية والتمشي بحرية. 5- إنشاء غرفة زيارة لائقة تقي ذوينا من التعرض للحر والرمال صيفا والبرد الشديد شتاء. 6- تحسين الطعام كما وكيفا، وتوفير غرف لتناول الطعام بدلا من تناوله على أرضية الغرفة التي نقيم فيها، والسماح لنا بالعمل في المطبخ لطبخ طعامنا حسب عاداتنا وأذواقنا. 7 تحسين الرعاية الطبية، وتوفير الاطباء والمختصين، وإجراء العمليات الجراحية لمن هم بحاجة لها، والقيام بفحص سنوي للاسرى، خصوصا الذين مضى على وجودهم في الأسر 7 سنوات أو أكثر 8 تزويد الغرف بأسرة للنوم وشراشف وبياجامات وتزويد كل غرفة بطاولة ومقعدين، كما هو الحال في غرف الجنائيين اليهود. 9 تعيين ضابط مسؤول عن شراء وتوفير الكتب والصحف والدفاتر للاسرى، بشرائها على حسابهم، أسوة بالجنائيين اليهود. 10 إعطاؤنا امكانية القيام بصلات اجتماعية انسانية بيننا، وذلك عن طريق ابقاء الأبواب الداخلية مفتوحة على الساحة، زيادة مدة الخروج للشمس، اسوة بالجنائيين اليهود. 11 السماح لنا، اسوة بالسجناء اليهود، باقتناء جهاز راديو ترانزستور، وشراء الحاجيات من متجر السجن ألكنتين في حدود المبلغ المسموح بإنفاقه للجنائيين اليهود. 12 السماح لذوينا بزيارتنا لمدة نصف ساعة، مرة كل اسبوعين، اسوة بالجنائيين اليهود، او السماح لذوينا بزيارتنا ساعة شهريا، اذا تعذرت الامكانية الأولى. كما هو واضح، فإن هذه المطالب لا تتجاوز حدود الحد الادنى من الشروط اللازمة لاستمرار حياة الاسير، وهي لا تتضمن اي استحالة او تعجيز، كما لم تتضمن أي بعد سياسي على الاطلاق، حتى لو كان هذا البعد هو مساواتنا بالجنائيين اليهود، فيما يختص بالمعاملة واضافة الى ذلك، فإن هذه المطالب ذاتها هي بالضبط المطالب التي مازال الصليب الاحمر يطالب سلطات الاحتلال بتنفيذها منذ 15 عاما، ولكن دونما اي استجابة من جانب هذه السلطات. لقد كان بإمكان سلطات الاحتلال ان تجنبنا المخاطر التي يتضمنها الإضراب المذكور عن الطعام، كما كان بإمكانها أن تجنب ذاتها الاحراج الذي تسببه لها هذه الاضرابات كان بإمكان هذه السلطات ومازال بامكانها تجنب كل ذلك، لو أنها عملت على الاستجابة لهذه المطالب، او لقسم معقول منها يشكل قاعدة للاحساس من جانبنا بأن اوضاعنا ستتحسن ولو على المدى الطويل ولكن العقلية التي تحكم تصرف هذه السلطات ازاء كل من هو فلسطيني، وبالتحديد ازاء كل فلسطيني يعارض الاحتلال ويناضل ضد مخططاته، هذه العقلية لم تسمح لها حتى بأن تفكر بالاستجابة فقد كانت السلطات هي التي تجبرنا، بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة، على اللجوء الى سلاح الاضراب عن الطعام الذي ندرك بكل جدية أخطاره العميقة. بهذه الروحية شرعنا في 1980714 في إضرابنا عن الطعام. استمر الاضراب 33 يوما وفقدنا خلاله شهيدين عزيزين هما علي الجعفري وراسم حلاوة اللذين أعطى إضرابنا اسميهما.