برباعية مقابل هدف واحد، انتصر فريق الفتح الرياضي على فريق الراسينغ البيضاوي، في المباراة التي جمعتهما ليلة أول أمس الثلاثاء، برسم إياب سدس عشر كأس العرش، بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن. وبانتصار الفتح على الراك ذهاب وإيابا، يكون وليد الركراكي المريد، والذي دخل عالم التدريب حديثا، قد تفوق على شيخ المدربين «ماندوزا». انتصار فريق الفتح هو تأكيد من وليد الركراكي على أن فريقه أصبح يتمتع بتلك الرغبة القوية في الفوز، مهما كان الخصم ومهما كانت ظروف المباراة، وانتصاره في تسع مباريات متتالية يؤكد على أن الفريق يتمتع بمعنويات عالية، وأن اللعب على أكثر من واجهة هو محك حقيقي لقوة الفريق، خاصة وأنه فاز بلقب البطولة الاحترافية، ولازال ينافس على كأس الاتحاد الإفريقي ثم كأس العرش، التي تأهل إلى دور الثمن منها. ومن خلال تتبعنا لمباريات فريق الفتح الرياضي يظهر جليا بأن المدرب وليد الركراكي له ترسانة بشرية يعرف جيدا كيف يتعامل معها، ويعرف كيف يوظفها أثناء المباريات. فخلال مباراة الإياب أمام الراسينغ البيضاوي، اعتمد وليد على أربعة لاعبين كانوا دائما في دكة الإحتياط، وهم: (يوسوفا أنجي، مصطفى كوندي، نبيل باها، ثم آدم النفاتي)، وبالرغم من التغييرات الكبيرة التي عرفتها تشكيلة الفريق، فإن الأداء بقي متميزا،كما أن الانتصار بقي هدفا. ومن خلال أطوار المباراة، فإن الفتح الرياضي لعب من دون ضغط، بل لعب باقتصاد وحذر كبيرين، لأن لاعبيه هم على موعد خلال الأسبوع المقبل مع مباراة قوية ستجمعه بفريق النجم الساحلي التونسي، برسم مباريات دور المجموعتين من كأس «الكاف». اللعب باقتصاد كبير من طرف لاعبي الفتح كان طعما أغرى به الركراكي «المريد» المدرب الشيخ ماندوزا،الذي اغتر بالطعم، فابتلعه بسرعة كبيرة جعلته يتجرع مرارتها أربع مرات. فقد تظاهر وليد الركراكي بالانكماش في وسط الميدان والدفاع، وترك لاعبي الراك يعتقدون أنه ينهج لعبا دفاعيا. هذا الاعتقاد جعلهم يندفعون بقوة نحو مرمى الحارس الحواصلي، مباشرة بعد أن سجل الفتح هدفه الأول في الدقيقة السادسة، بواسطة اللاعب مصطفى كوندي. اندفاع لاعبي الراسينغ بقوة وبجهد بدني كبير وعلى عشب مبلل، جعلهم يفقدون الكثير من طراوتهم البدنية، وبالتالي أصبحوا غير قادرين على مسايرة لاعبي الفتح الرياضي في إيقاع لعبهم الذي اعتمد كثيرا على الكرات السريعة والعميقة، والبينيات التي كانت تربك كثيرا المدافعين. وكما كان في الشوط الأول سجل اللاعب نبيل باها هدف الفتح الثاني في الدقيقة 47 من ضربة جزاء، كانت السبب في طرد الحكم اليعقوبي للمدافع قبلي ياسين، وقد كان الطرد مؤثرا جدا على فريق الراسينغ، الذي سيستقبل الهدف الثالث من ضربة ثابتة من اللاعب النهيري، وبعدها سيضيف الفتح الهدف الرابع، لينتهي حلم فريق الراك في البقاء في إقصائيات كأس العرش، لكنه كان له شرف تسجيل هدف واحد في مرمى فريق الفتح. النتيجة جعلت فريق العاصمة يستمر في المسابقة التي كان وصل في النسخة الماضية إلى نهايتها، قبل أن ينهزم أمام فريق أولمبيك خريبكة.