بانتصاره على أهلي طرابلس الليبي بهدف واحد، في المباراة التي جمعتهما ليلة أول أمس الأحد بالمركب الرياضي الأمير مولاي الحسن، برسم الدورة الأولى من دور المجموعتين لكأس الكاف، يكون فريق الفتح الرياضي قد حقق الأهم، وجنى كامل الغلة الشيء الذي جعله يلتحق بفريق الكوكب المراكشي، المنتصر على فريق نجم الساحل التونسي بهدفين مقابل هدف واحد. لكن انتصار الفتح لم يكن سهلا كما توقع كل المتتبعين للشأن الكروي، لكون ليبيا تعاني غياب الاستقرار الأمني، وهو الشيء الذي جعل البطولة الليبية في كرة القدم متوقفة لأكثر من سنتين، كما فرض على الفرق الليبية اللعب خارج الميدان، ويقع الاختيار دائما على تونس. فريق أهلي طرابلس الليبي كان ندا قويا لفريق الفتح طيلة الشوط الأول، وتمكن من فرض إيقاع لعب سريع، اعتمد كثيرا على اللمسة الوحيدة والتمريرات العميقة، كما اتسم أداؤه بانسجام تام بين كل خطوطه، التي كان لاعبوها يعرفون كيف يرفعون من الإيقاع وكيف ينومون المباراة، كما كان لهم حارس ممتاز كان سدا قويا أمام كل محاولات لاعبي الفتح الرياضي. وقد كانت نقطة ضعف فريق الأهلي الطرابلسي في الأمتار الأخيرة، إذ كان ينقصه متمم للعمليات،كما أن اللياقة البدنية لم تكن تسعفهم لترجمة محاولاتهم إلى أهداف. مقابل ذلك كان فريق الفتح، الذي فضل مدربه وليد الركراكي عدم إشراك كل من باتنا وسعدان منذ بداية المباراة، لا يغامر بالهجوم الصريح، وفضل الاعتماد على المرتدات السريعة، وعدم المغامرة بتقدم المدافعين إلى وسط الميدان لمساندة الهجوم، كما كان يفضل في الكثير من المباريات. غياب الهداف مراد باتنا في الشوط الأول جعل الهجوم بطيئا شيئا ما، كما أن التسديد من بعيد لمباغتة الحارس محمد فتحي فتحي لم يكن حلا متوفرا. هذا العامل جعل الحل في التوغل داخل مربع العمليات بديلا، لكن عبد السلام بنجلون لم يعرف استغلال الكثير من الفرص التي أتيحت له. الفشل في تسجيل هدف مبكر من طرف فريق الفتح جعل الشك يدب في نفوس الأنصار، خاصة وأن لاعبي الأهلي الليبي أعلنوا عن أنفسهم بقوة، وكان الخلاص بصافرة الحكم السينغالي مالانغ ديديهود، التي أنهت الشوط الأول من المباراة بتعادل، فتح المباراة في شوطها الثاني على كل الاحتمالات. الشوط الثاني خاضه فريق الفتح بضغط قوي، ورغبة ملحة في تسجيل هدف مبكر، يبعد الشك عن اللاعبين، ويحد من اندفاع لاعبي فريق الأهلي. لكن الانتظار لم يطل كثيرا، إذ تمكن اللاعب النهيري من تسجيل الهدف الوحيد لصالح الفتح في الدقيقة 46. فانفتحت شهية لاعبي فريق الفتح لتسجيل المزيد، لكن التسرع وغياب التركيز كانا يحولان دون ذلك. مقابل هذا الاندفاع الفتحي لم يعد لاعبو الأهلي يتمتعون بنفس الطراوة البدنية، وهذا كان نتيجة المجهود غير المعقلن، الذي بذلوه باندفاع كبير نحو مرمى الحارس الحواصلي في الشوط الأول. وحتى يزيد وليد الركراكي من متاعب المدرب جمال بنوارة أدخل كلا من باتنا وسعدان وأتبعهما بكوندي، وذلك من أجل تقوية الهجوم، وإرغام لاعبي فريق الأهلي على الانكماش في الدفاع. هذا تمكن من فرضه المدرب وليد الركراكي على المدرب جمال بونوارة، الذي اقتنع بعدم جدوى الاندفاع، خاصة وأن الطراوة البدنية نقصت قوتها مع توالي دقائق المباراة، والتي انتهت بانتصار فريق الفتح، الذي كان يعرف جيدا بأنه يجب دائما الحسم في مباراة الذهاب.