وجه محمد سمهاري نداء دعا فيه إلى إرجاع جثمان محمد عبد العزيز إلى المغرب ودفنه إلى جانب عائلته . وقال في هذا الصدد، دعا سمهاري وهو عضو مركز بنسعيد أيت إيدر وعضو مؤسس لمنظمة 23 مارس وللمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي فيما بعد ،وعضو بعض الجمعيات المدنية منها المنتدى المدني الديمقراطي المغربي ومنتدى السعادة الحي المحمدي لجبر الضرر الجماعي وعضو اللجنة الجهوية لحقوق الانسان « جهة الدارالبيضاء- سطات ...: « لاسترجاع جثمان « محمد عبد العزيز « ليدفن في وطنه المغرب بجوار عائلته من موقع أنه مغربي ، وله عائلة في التراب المغربي ليكرم. وفي ذلك رسالة إلى كل من يدعي بأنه خارج المغرب. فالوطن، ينبغي أن يحتضن أبناءه أحياء نعم ، وحتى أمواتا أيضا . فهذا النداء ، من أجل استرجاع جثمان « محمد عبد العزيز «، هو من الحقوق الطبيعية للمواطن « عبد العزيز « مغربي .وأغلب المحتجزين في تندوف مواطنون مغاربة ، ويجب أن نضمن لهم حقهم في وطنهم. o بعث مركز بنسعيد ايت ايدر برسالة تعزية إلى جبهة البوليساريو، وإلى عائلة عبد العزيز، كيف جاءت الفكرة، وما تبعات ذلك، بعد التوتر الأخير الذي شهدته قضية الصحراء ؟ n عندما بدأ مركز محمد بنسعيد في الإعداد للمناظرة الدولة حول « الصحراء الغربية «، أطلق مسلسل الإعداد والاتصالات مع الجهات المعنية من أحزاب ومجتمع مدني ومراكز البحث ومسؤولين في كل دول « المغرب الكبير « واتصالات مع جبهة البوليساريو، وقام بزيارات إلى كل الدول المعنية بالمشكل . وكان الهدف هو خلق فضاء للحوار والتواصل ، بدون حواجز وبدون طابوهات ، حوار واقعي يستحضر مآل الأجيال الحالية والآتية . ومسؤولية الجميع فيما آل إليه حلم رواد الحركة الوطنية في دول المغرب ألا وهو وحدة شعوب المنطقة المغاربية . وفي مسار الإعداد لهذه المناظرة الدولية، توفي زعيم جبهة البوليساريو « محمد عبد العزيز «، وبالتالي جاءت التعزية التي بعثها مركز « بنسعيد ايت ايدر « كواجب إنساني ، أخلاقي ، سياسي . فالقول بأن البوليساريو ، لا يستحقون حتى التعزية في زعيمهم ، على اعتبارهم أنهم « مرتزقة « لا يحل المشكل . فنحن في المركز نمد أيدينا نحوهم للمساهمة وإياهم والأطراف الأخرى في فتح نقاش واقعي وشجاع لإيجاد مخارج لهذا المشكل المبني على أساس الفضاء المغاربي المتكامل والموحد الذي تدعو إليه المصلحة اليوم . ويبدو أن هذه « التعزية » سيكون لها تبعات ، فقد فعلت فعلتها داخل جبهة البوليساريو ، بدليل التعتيم عليها في الصحافة الجزائرية والمواقع الالكترونية للبوليساريو ، لكن لنا أمل في أن مجموعة من شباب وشابات البوليساريو ومن الأجيال المؤسسة والتي لها دور أساسي في هذه المرحلة ، سيتفهمون الهدف من تعزية مركز بنسعيد ، التي ليست لها إلا خلفية ضرورة الحوار والخروج من الشرنقة التي تكبلنا ، وبهذه المناسبة أود أن أطرح نداء صادقا : وهو الدعوة لاسترجاع جثمان « محمد عبد العزيز « ليدفن في وطنه المغرب بجوار عائلته من موقع أنه مغربي ، وله عائلة في التراب المغربي، ليكرم وفي ذلك رسالة إلى كل من يدعي بأنه خارج المغرب ، فالوطن ينبغي أن يحتضن أبناءه أحياء نعم ، وحتى أمواتا أيضا ، فهذا النداء ، من أجل استرجاع جثمان « محمد عبد العزيز « هو من الحقوق الطبيعية للمواطن « عبد العزيز « مغربي ، وأغلب المحتجزين في تندوف مواطنون مغاربة ، ويجب أن نضمن لهم حقهم في وطنهم ، لذلك يجب أن نستمع لجميع المبادرات ومن ضمنها مبادرة مركز محمد بنسعيد . o هل كانت لك لقاءات مع جبهة البوليساريو في الجزائر أو في البلدان الأوروبية ، بعد المنفى الاضطراري الذي عشته ؟ وما هي ذكرياتك الشخصية عن ميلاد جبهة البوليساريو وهل كانت لك لقاءات مباشرة مع بعض قيادتها ؟ n فعلا كانت لنا في الجزائر في بداية السبعينات ( نحن مجموعة 23 مارس) ، بعضها شخصية وحتى لقاءات ومداخلات جماعية مع أطراف عربية وإفريقية « مساندة للبوليساريو « .ورغم أن المرافعات التي كنا نطرحها آنذاك بخصوص « الدويلة « و « البؤرة الثورية !» كانت تجد صدى لدى بعض المنظمات العربية وحتى الافريقية ، إلا أن الدعم المادي السخي الذي كانت تتلقاه تلك المنظمات من الدولة الجزائرية ، كان حاجزا مؤثرا وحاسما . وللتاريخ ، فقد دق المؤسسون التاريخيون للبوليساريو باب الحركة الوطنية ، وربما الجهات الرسمية ، وكان لرفاقنا في الجزائر وباريس نقاشات حامية ( وقد ذكرت في عدة مناسبات واستجوابات ) . وأهم الخلاصات التي أطرت نقاشنا مع البوليساريو في البدايات الأولى أو بعد التأسيس وهي نقاشات أيضا مع أصدقائنا في المنظمات العربية وغيرها ، كل ذلك تجد خلاصاته الاساسية في كتاب ( عن وثائق منظمة 23 مارس ) « الموقف الوطني الثوري من مسألة الصحراء المغربية « ، وهو موجود في المكتبات. وقد أصدره « مركز محمد بنسعيد ايت ايدر « . إن إعلان الموقف من الصحراء آنذاك في السبعينات، لا يمكن أن يقال إنه مزايدة على المصلحة الوطنية في صراع مع السلطة ، وبالتالي فرهان الوحدة الوطنية مسألة جوهرية ومركزية. فقد آمنا بوحدة مصير الانسانية والوحدة العربية والوحدة المغاربية. وبالتالي لا يمكن أن نقبل بالانفصال . فالمصلحة الوطنية، هي الأفق التاريخي. والوحدة هي الجوهر وليس التشتت . نريد أن يكون البلد موحدا لكي ندخل موحدين إلى الديمقراطية . فعندما دخلنا ( 23 مارس ) إلى الشرعية القانونية ، كان أول شعار طرحناه هو : دمقرطة الدولة والمجتمع ، وأن مسألة الصحراء جوهرها الديمقراطية . o كيف تنظر إلى جبهة البوليساريو ما بعد عبد العزيز ؟ n أكيد أن جبهة البوليساريو بعد موت « محمد عبد العزيز « ستعيش تداعيات وتوترات وربما نزاعات. والأكيد أن « البوليساريو» قد استعملوا ، لكن هذا الاستعمال له زمن وثمن ، فلقد عمرت هذه المشكلة أكثر من 40 سنة ، ومرت أجيال وأخرى ، والنتيجة لا شيء ، والبعض ، أكيد استفاد خلال هذه الفترة والبعض يتاجر بها ويفرض طوقا على المخيمات. وفي هذا السياق، أؤكد على الفكرة التي طرحها المجاهد « محمد بنسعيد ايت ايدر « والتي تدعو « قيادة البوليساريو إلى أخذ مسافة من الوصاية الجزائرية « حتى يكون لهم رأي مستقل . فالاستقلالية أساسية في بناء رأي يعبر عن أغلب سكان تندوف وهو ما سيمكنهم من المساهمة في نقاش حقيقي بعيدا عن الضغوطات والاكراهات للوصول إلى مخرج مع المغاربة وباقي الاطراف الأخرى . ولاشك أن « البوليساريو « سيعيش مرحلة مخاض بعد وفاة عبد العزيز. فكيفما كان مستقبل قيادة البوليساريو ، فإن التغيير لا محالة وارد ، فبتغير الأفراد تتغير المسارات، وإن التطور لا يتراجع إلى الوراء، والصراع لابد أن يعطي إرهاصات . وأشير إلى أن هذه القضية التي عمرت 40 سنة، مرشحة للاستثمار ومن طرف جهات متعددة ، بما فيها الأطراف الارهابية المتربعة اليوم بالمنطقة ، وهو ما يدعونا إلى القول بأن الحل ممكن جدا عبر آليات الحوار والإنصات الجيد واتخاذ مواقف شجاعة مع نظرة متفائلة للمستقبل .