أشرف جلالة الملك محمد السادس، يوم الجمعة بالعرجات (عمالة سلا)، على تدشين مركز التكوين المهني بالسجن المحلي العرجات 1، المبادرة التي تعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالته لإعادة إدماج الأشخاص نزلاء المؤسسات السجنية ضمن النسيجين الاجتماعي والاقتصادي. ويشكل هذا المركز الجديد، ال 55 من نوعه على مستوى المملكة، جزءا من برنامج مندمج تنفذه مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، بتعاون مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج وباقي الشركاء. ويروم هذا البرنامج الطموح، الذي سيجري تعميمه على جميع المؤسسات السجنية بالمملكة، تحويل هذه الفضاءات إلى وسط لإعادة التربية، والتعلم، واكتساب المهارات والخبرات، لاسيما من خلال تكثيف الأنشطة الثقافية والرياضية، والتكفل الطبي بالنزلاء، والنهوض بأعمال التعليم والتكوين. ويحفز البرنامج إعادة الإدماج السوسيو- اقتصادي للأشخاص المستهدفين، والذين سيكون بوسعهم عند معانقتهم للحرية، الاستفادة من مصاحبة مراكز الرعاية اللاحقة المحدثة من طرف المؤسسة لهذه الغاية. وهكذا، ينبع إنجاز مركز التكوين المهني داخل السجن المحلي الجديد العرجات 1، من خيار مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، الذي يجعل من التكوين والتعليم آليتين لإعادة الإدماج الاجتماعي والمهني . ويوفر المركز الجديد، الذي يستفيد منه أزيد من 340 نزيلا، تكوينات في تركيب الحبال الكهربائية، والبناء متعدد التخصصات، وكهرباء البناء، وصباغة الزجاج، وصناعة الأحذية، والحلاقة، وإصلاح الأجهزة المنزلية، والمعلوميات والمكتبيات، وتكسية مقاعد السيارات، إحدى قطاعات صناعة السيارات التي تشهد طفرة مضطردة. كما تضم المؤسسة ورشات للحلاقة والفصالة والخياطة للنساء نزيلات المؤسسة. ويعكس هذا المشروع، الذي رصدت له استثمارات تناهز قيمتها 9 ملايين درهم، العناية السامية التي ما فتئ جلالة الملك، يحيط بها نزلاء المؤسسات السجنية، وكذا حرص جلالته الراسخ على جعل الفضاء السجني مدرسة للفرصة الثانية.