طالبت الشبيبة الاتحادية في ملتقى الفتاة الاتحادية الذي انعقد بمركز الاستقبال بمدينة قصبة تادلة أيام 3 و 4 و 5 من الشهر الجاري، كل القوى الديموقراطية و الحقوقية للالتحام من أجل الدفاع عن إلغاء القانون الذي يسمح بتزويج القاصرات، كما دعت شابات و شباب المغرب إلى التحلي بروح المسؤولية العالية وبالذكاء السياسي الكافي في ما يخص التعامل مع الشأن السياسي ببلدنا، بخصوص ما يتم الترويج له من صناعة لقطبية وهمية من شأنها أن تعصف بتاريخ النضال الديمقراطي بالمغرب. وجاء تنظيم هذا الملتقى الأول من نوعه على المستوى الوطني، ليناقش إشكالية اللبس التنظيمي والسياسي لوضعية الفتاة داخل الساحة السياسية عامة، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بصفة خاصة، فمعيار الجنس يموقع الفتاة تنظيميا في فئة النساء، ومعيار السن يموقعها في فئة الشباب، وبهذا التقاطع والالتباس التنظيمي تطرح مجموعة من التساؤلات، حول المداخل المؤسساتية والتنظيمية لوضعية الشابات، سواء داخل تنظيمات الاتحاد وحتى في باقي الأحزاب السياسية، من حيث قضية الأولويات النسائية الخاصة بالفتاة، وأولويات نضالات الشباب الخاصة بالشابات حول الآفاق التنظيمية والمؤسساتية لإعمال تصورات الاشتغال داخل الساحة السياسية، الحقوقية، الجمعوية، الاجتماعية، الثقافية... إلخ، كما جاء في أرضية الملتقى وأيضا من خلال الجلسة الافتتاحية و التي سيرتها عضوة اللجنة المركزية للشبيبة الاتحادية هاجر مكري، وعرفت حضور كل من المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، والمكتب الإقليمي للشبيبة الاتحادية ببني ملال، والكتابة الجهوية للحزب و الكتابة الإقليمية للحزب، كما تميز الملتقى بحضور سفيان خيرات عضو المكتب السياسي للحزب الذي أعرب في كلمته عن دعم المكتب السياسي للمجهودات التي تقوم بها الكتابة الإقليمية للحزب بني ملال، والتنويه بما تقوم به الشبيبة الاتحادية خاصة بإقليم بني ملال، وقيامها بعقد ملتقى الفتاة الاتحادية الذي يكرس النضال الحزبي من أجل حقوق المرأة. واعتبر سفيان خيرات أن المعركة الانتخابية ل 07 أكتوبر 2016، ستكون حاسمة على المستوى الوطني، وحتى على مستوى صورة المغرب عالميا، كما نبه إلى أن الطريقة التي تحضر بها الانتخابات المقبلة، تكرس نفس الاختلالات التي شابت الانتخابات الجماعية الأخيرة، لذلك فقد حرصت أحزاب المعارضة وبمبادرة من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على توجيه مذكرة إلى رئيس الحكومة، باعتباره المشرف السياسي على التحضير للانتخابات، وعليه معالجة جملة من الاختلالات القانونية المصاحبة لعملية التحضير لها، دون الخروج عن المقاربة التشاركية التي ما فتئنا نؤكد عليها ليختم مداخلته بالقول: يمكن للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن يتخذ موقفا غير مسبوق في الانتخابات 7 أكتوبر إذا ما استمر الحال على ما هو عليه في المشهد السياسي العام. وتناول الكاتب الإقليمي للشبيبة الاتحادية لإقليم بني ملال زكرياء حميد، الذي أكد على ضرورة وأهمية مثل هذه الملتقيات، في فتح النقاش حول قضايا المرأة الاتحادية خاصة فئة الشباب، وحول الوضعية المؤسساتية لهن، والآفاق التنظيمية داخل منظمة الشبيبة الاتحادية، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعلاقتها بنضالات النساء الاتحاديات، وبنضال منظمة الشبيبة الاتحادية. واعتبر الكاتب الإقليمي للحزب بإقليم بني ملال مصطفى حاتم، أن أشبال المهدي بالإقليم يسيرون على الدرب الصحيح، يحملون الرسالة التي حملناها قبلهم، وسيحملونها إلى الأجيال القادمة، كما رحب بالمشاركات في الملتقى، وبالضيوف الذين حضروا الجلسة الافتتاحية. كما عبر الكاتب الجهوي للجهة بني ملالخنيفرة الأخ أحمد الذاكي،عن تفاؤله بمستقبل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،مادامت تتواجد فيه شبيبة اتحادية تؤمن بالمبادئ التي تأسس عليها الحزب،يتسمون بأخلاق عالية و برؤية واضحة و مستقلة، تستطيع بها اقتراح وتنفيذ ملتقيات مثل هذا الملتقى الأول من نوعه، و الذي يكرس السياسة الحزبية في الدفاع عن حقوق المرأة، ففتاة اليوم هي امرأة الغد، و تكوينها سيساهم لا محالة في تكوين الأجيال القادمة. و نوه الأخ عمر عدي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية بالمبادرة المتميزة للشبيبة الاتحادية بإقليم بني ملال في إخراج ملتقى الفتاة الاتحادية إلى الوجود، الذي كان حلما يراود أجيالا تعاقبت على الشبيبة الاتحادية،لكنها لم تستطع أن تبلورها على أرض الواقع، و عبر عن دعمه التام لهذه المبادرة التي ستعطي دفعة قوية للشابات الاتحاديات في التكوين السياسي عبر ورشات و ندوات هذا الملتقى الذي لابد له أن يعمم في جميع ربوع الوطن، ولتستفيد منه أكبر نسبة من الفتيات الاتحاديات . و تخللت ملتقى الفتاة الاتحادية مجموعة من الندوات و الورشات،ابتدأت بالندوة العلمية تحت عنوان « الشابات و المشاركة السياسية أية مداخل قانونية و مؤسساتية» من تأطير ليلى اميلي و هاجر مكري، حيث أكدت ليلى اميلي على ضرورة تنشئة الفتاة على قيم المناصفة بدءا من المنزل إلى غاية أخدها أو تحملها زمام المسؤولية في جميع مجالات الحياة، كما تساءلت عن جدوى ترسيم المناصفة في الدستور دون أن تكون ممارسة عبر التنشئة الاجتماعية، واعتبرت أن اللائحة الوطنية و التمثيلية السياسية للمرأة ما هي إلا مرحلة انتقالية حتى نرقى للمناصفة بعيدا عن الريع السياسي، بينما تناولت هاجر مكري إشكالية اللبس التنظيمي لتموقع الفتاة الاتحادية داخل الحزب حيث تتأرجح بين تنظيم الشباب و المنظمة النسائية، ما يساهم في إقصائها من التواجد في مجموعة من المحطات سواء الانتخابية أو التنظيمية. وفي ورشة إدارة الحملة الانتخابية والتي أطرها كل من عمر ريحان عضو غرفة الصناعة و التجارة الخارجية بجهة بني ملال-خنيفرة، وزكرياء حميد الكاتب الإقليمي للشبيبة الاتحادية لإقليم بني ملال، تحت عنوان إدارة الحملة الانتخابية أي دور للشباب في تدبير الحملة الانتخابية؟ حيث قدم عمر ريحان تجربته في إدارة الحملة وأبرز اعتماده على مجموعة من الآليات و استعانته بوسائل متعددة ومختلفة في إقناع الناخبين بمشروعه الانتخابي، ليحقق النتيجة المرجوة وهي الفوز بثقة الناخبين، بينما تناول الأخ زكرياء حميد المنهجية الأكاديمية و التجربة داخل الشبيبة الاتحادية التي استطاع من خلالها تعلم آليات إدارة و تدبير الحملة الانتخابية عبر ورشات يؤطرها الإخوة في المكتب السياسي و البرلمانيين بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. كما تم تنظيم ندوة بعنوان الاتحاد الاشتراكي واستحقاقات 7 أكتوبر 2016، أطرها كل من عبد الرحمان فضول نائب برلماني عن الاتحاد الاشتراكي بإقليم بني ملال، و أيوب الهاشمي عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، وتساءل عبد الرحمان فضول عن سر تشبث الدولة باختيارها ليوم الجمعة كيوم للاقتراع، إذ أن ذلك يساهم في منح الامتياز للأحزاب المحافظة لاستغلاله، كما أكد أن الحزب قدم اقتراحا بتوقف الحملة الانتخابية يوما واحدا قبل يوم الاقتراع، من أجل ترك فسحة للمواطن ليفكر في اختياراته، و تساءل بدوره عن سر تأخر إخراج التقطيع الانتخابي لانتخابات 7 أكتوبر 2016، لتختتم فعاليات ملتقى الفتاة الاتحادية بصياغة البيان الختامي و المصادقة على توصياته.