تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو، يظهر فيه رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران كيف تعامل مع الصحافيين المغاربة، الذين تحلقوا حوله، لتسليط الضوء على قضايا، تهم المغرب والمغاربة يوم الخميس الماضي بالصخيرات، في الملتقى الدولي حول النموذج التربوي المغربي للدخول ضمن الدول الصاعدة. كعادته، خرج رئيس الحكومة الذي تنصل من هذه الصفة، وتعامل مع الزملاء باستخفاف كبير، وهو مس وضرب في الصميم لمهنة المتاعب. أول ضحايا عنجهية رئيس الحكومة، كما يبين الشريط بالصوت والصورة، هو الزميل عبدالإله الشبل من موقع «كشك «،الذي تفاجأ بردة فعل رئيس الحكومة غير المبررة، فما أن همّ الزميل الشبل بطرح سؤال على بنكيران، حتى انفجر في وجهه متهما إياه بأنه لايعطي تصريحا لجهة معادية، قبل أن يدفعه بيده، قائلا له :»انا بعدا مكنعرفكش «. ما أن تحرك لسان بنكيران ويده، حتى تحرك معه أيضا عنصران من الأمن يرافقان رئيس الحكومة ودفعا بشدة الصحافي « المغضوب عليه «. لم تنته فصول المهزلة هنا، وبدا بنكيران عدوانيا بشكل لايطاق حين تحلق حوله الصحافيون لطرح أسئلتهم. وبعد أن استمع إليهم، وعوض أن يقدم المعلومة،كما يقتضيها القانون والدستور، خاطب إحدى الزميلات قائلا :صافي ساليتي ماغاديش نجاوبك «. مافعله بنكيران، لايمكن السكوت عنه. إنه إهانة لكل الجسم الصحفي، وينمّ عن عداء واضح للسلطة الرابعة من طرف بنكيران و إخوانه الذين تربوا في أحضان الفكر الواحد والوحيد، ويبين بالملموس نظرة الهيمنة والتحكم في كل شيء. وهذا السلوك الفاضح لرئيس الحكومة الذي يفترض فيه ان يتعامل مع الصحافيين كرئيس حكومة لا كرئيس حزب أصولي ،ليس الأول من نوعه،فقد سبقته شطحات أخرى جعلت المتتبعين ينذهلون. مؤخرا أثارت القناة الأولى من خلال برنامج» ضيف الأولى «،الذي يعده ويقدمه الزميل محمد التيجيني،قنبلة من العيار الثقيل،المتهم الرئيسي فيها حزب العدالة والتنمية. ورغم أن الزميل التيجيني تحدى هذا الحزب، للرد على ماجاء على لسانه، بالتأكيد على استغلاله للمقدس المشترك للمغاربة من خلال إذاعة القرآن بين برنامج وآخر في الراديو الإلكتروني الذي أنشأه الحزب الأغلبي. لحد الساعة لم يجرؤ الحزب على الرد على هذا الاستغلال، الذي يشيطن الخصوم السياسيين. يأتي ذلك تزامنا مع تصريح بنكيران الذي ادعى في المؤتمر الاستثنائي لحزبه أنهم يفصلون الدين عن السياسة، وتأكد بالملموس أن الأمر مجرد تضليل في تضليل. سلوك حزب العدالة والتنمية، الذي يعد فرعا من فروع «الإخوان المسلمون «خاصة بنكيران، يؤكد أن هذا الحزب الذي لبس لباس المظلومية، إنما «يتمسكن قبل أن يتمكن «ويبين أنه بقي وفيا لمدرسته القديمة وأن رفع شعار الديمقراطية والحرية وما إلى ذلك، مجرد شعارات في إطار توزيع الأدوار للتحكم في مفاصل الدولة في انتظار نقطة الصفر. منذ أن تربع بنكيران على كرسي رئاسة الحكومة، لم يسجل أن تصرف كرجل دولة، بل دائما تصرف كزعيم حزب أصولي، وماحدث مع الزملاء الصحافيين الخميس الماضي، يزكي هذا الطرح، ويبين أن عبدالإله بنكيران رئيس حكومة «لاروب «بالحمولة الشعبية وأيضا بالمفهوم الزمني.