أدى ارتفاع منسوب نهر السين إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من 30 عاما، إلى إغلاق متحفي اللوفر وأورسيه. ومن المنتظر أن يبقى متحف اللوفر مغلقا، منذ أمس الجمعة، للحفاظ على المقتنيات الفنية النادرة فيه، حيث وضع في حالة «إنذار عام خوفا من فيضان» وسيبقى مغلقا من أجل الإخلاء «الاحتياطي» للتحف المحفوظة في مخازنه، كما أعلن متحف أورسيه بدوره أنه سيغلق أبوابه، الجمعة، ويقع كلا المتحفين على ضفة السين وسط باريس. وأسفرت الفياضات عن موت شخصين على الأقل في ضواحي باريس، فيما يزداد القلق في العاصمة من ارتفاع منسوب نهر السين، ما دفع السلطات إلى إغلاق متحفي اللوفر وأورسي الواقعين على ضفافه، وأحد خطوط مترو الأنفاق. وارتفع منسوب نهر السين فوق مؤشر 5 أمتار ما أجبر شركة إس.إن.سي.إف المشغلة للقطارات على إغلاق محطة سان ميشيل والخط الحديدي «سي»، الذي يمر بمحاذاة النهر ويستخدمه السائحون للوصول لبرج إيفل وكاتدرائية نوتردام وقصر فرساي. من جانب آخر، أكد مسؤولون فرنسيون أن منسوب المياه في نهر السين قد يرتفع إلى 6 أمتار، اليوم الجمعة 3 يونيو، مشددين على أن هذا المستوى ما زال منخفضا عن المنسوب الذي يمكن أن يشكل خطرا على السكان. ووصل النهر لمستوى ارتفاع قياسي سنة 1910 ببلوغه 8.6 متر ما أجبر آلاف الباريسيين وقتها على إخلاء المناطق المنخفضة من المدينة. بيد أن السلطات الفرنسية اتخذت إجراءات احترازية وأجلت ما لا يقل عن 3000 شخص، من ضمنهم 13 ألفا من سكان منطقة نيمور الواقعة على بعد 75 كيلومترا جنوبي باريس مع ارتفاع مناسيب المياه إلى الطابق الثاني بالأبنية في وسط المدينة.Reuters وبدوره، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند حالة الطوارئ في أكثر المناطق تضررا ووعد بتوفير أموال لمساعدة السلطات المحلية على التعامل مع الأضرار الناجمة عن الفيضانات، فيما وصف رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، الوضع ب»الصعب والحرج» في عدة مناطق من البلاد وخاصة في إقليم سين إي مارن والإيسون. وتتخوف سلطات المدينة من سيناريو مماثل لما حدث نهاية يناير 1910، حيث شهدت باريس أسوأ فيضان في تاريخها عندما ارتفع منسوب نهر السين، إلى أكثر من 8.62 أمتار (ثلاثة أضعاف مستواه الطبيعي)، لتغمر المياه البيوت والشوارع، وراح ضحيته قتيل واحد ونحو 200 ألف منكوب، فضلا عن خسائر مادية بلغت مليار يورو (نحو 400 مليون فرنك آنذاك).