تعيد الفنانة القديرة شيرين عبد الوهاب؛ بصدقها وعفويتها وصوتها الدافىء الرصين وملامحها المصرية الأصيلة وحضورها الهادىء؛ تجربة كوكب الشرق أم كلثوم. لا تحتاج شيرين إلى مزيد من الشهرة والنجومية؛ فقد تجاوزت تلك المرحلة؛ تحتاج لاستكمال تجربتها الفنية بخطوات هادئة؛ وأن تؤمن أن النقد لا يعني أبدا الفشل؛ صحيح أنه مؤلم عندما يكون جارحا وشخصيا؛ لكنه يبقى مجرد رأي، ويبقى الجمهور هو صاحب القرار النهائي؛ والجمهور دائما معها وبجانبها ويحبها؛ ووقتها ستتحول شيرين إلى أم كلثوم القرن الواحد والعشرين. تتذكر شيرين أن أهم المطربين تعرضوا لانتقادات لم تثنهم عن استكمال مشوارهم؛ ومنهم أم كلثوم التي تحدث عنها كاتب كبير مثل ادوارد سعيد في كتابه «خارج المكان»، واصفا حفلاتها الغنائة بأنها نسق غنائي رتيب إلى حدّ مروّع، ووصف صوتها بأنه أشبه بالتأوّه والنحيب؛ وموسيقاها بأنها جعجعة ألحان أحاديّة الصوت، موجعة ومملة في آن.!! في المغرب وعلى منصة النهضة ضمن حفلات مهرجان موازين؛ ظهر رصيد شيرين الكبير لدى جمهورها؛ ووجه الجمهور المغربي الواعي رسالة لها؛ رسالة لها دلالات عميقة؛ غمرها الجمهور بالحب والتقدير والثناء والتشجيع؛ فإستقبلت شيرين الرسالة؛ وتألقت وأحيت ذكريات عن فنانيين مصريين غنوا في المغرب مازالوا حاضرين في ذاكرة شعب عريق يعشق الفن المصري. أبكت رسالة الجمهور المغربي شيرين فتجاوزت حالة استثنائية تمر بها ويعلمها الجميع؛ وظهرت الفنانة متأثرة وهي تغني من قلبها ويغني معها الجمهور؛ في حوار صادق بين فنانة موهوبة وجمهور يتذوق الفن الأصيل جاء من كل أنحاء المغرب لسماع صوتها. أعجبني مراسل مجلة «سيدتي» بالمغرب حين ذكر أن شيرين عبد الوهاب «فنانة مختلفة في كل شيء وتحكمها شفافية ومشاعر وأحاسيس وتواضع؛ وهي صفات النجومية الحقيقية التي تبقى في ذاكرة الناس(...)؛ وفي حفلها بالمغرب فقد وصلت وقد ملأ الجمهور ملعب النهضة من أمام المسرح إلى كافة جوانبه؛ وظهرت شيرين على المسرح كالفراشة من السعادة بسبب حفاوة الجمهور المغربي بها». ويضيف المراسل «قبل أن يقدم مذيع الحفل شيرين؛ كان الجمهور ينادي باسمها عالياً، وعند رؤيتها للحضور الجماهيري انبهرت ورقصت فرحاً على أنغام أغنانيها؛ وليس من السهل على فنانة لها هذه القاعدة العريضة من الجمهور أن تترك مكانها؛ لأنه ليس بمقدور أي صوت نسائي أن يملأه من بعدها»