منذ التقسيم الجماعي 1992 والشغل الشاغل للمجالس المنتخبة والنسيج الجمعوي لساكنة جماعة النحيت، هو البحث عن المياه الجوفية حيث تعاني المنطقة من ضعف الفرشة المائية، رغم ما بذله الحوض المائي لجهة سوس ماسة من تلبية طلبات الثقب الاستكشافية ، دون نسيان إشراف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والتعاون الألماني كشركاء إلى جانب جماعة النحيت، برصد جزء من مبالغ التنمية البشرية للمشروع وجمعية إمولا للماء الصالح للشرب، خاصة بعد العثور على ثقب استكشافي إيجابي بجانب قرية اكر سنة 2012 ، وبداية العمل من طرف المؤسسة الفائزة بالصفقة لإيصال الماء إلى سبعة دواوير بعد إنجاز الدراسة طبعا، والدواوير المعنية هي أكر- أيت عيسى – أضار – ديرتالات ن – افرض – تاوريرت – مكط. بداية 2015، أنهت الشراكة الفائزة بالصفقة أشغالها وأوصلت الأنابيب والعدادات إلى كل قرية وكل منزل وتم بناء الصهاريج واستبشر السكان خيرا بقرب إدخال ماء الشروب إلى منازلهم والتخلص من مياه المطافئ الملوثة. لكن توقف كل شيء في انتظار آلة الدفع الكهربائية (لبومباد-ضوء).مرت الصفقة شهر أكتوبر 2015 والمقاول الذي حصل على الصفقة لتركيب آلة الدفع المشار إليها لم يتوصل بعد برخصة بداية الأشغال من المكتب الوطني للماء الصالح للشرب مركزيا فجهويا فإقليميا. و»هل من لديهم ملفات العالم القروي مركزيا في الرباط أو جهويا في أكادير أو إقليميا في تارودانت يعيشون معاناة ساكنة جماعة النحيت، وغيرها من الجماعات القروية ممن بدأوا في شراء ناقلات ماء الشروب بعدما جفت المطافي؟» يتساءل جمعويون بالمنطقة. لقد حان الوقت لكي يقوم الموظفون قبل وبعد توظيفهم بقضاء فترات تكوينية للتعرف على معاناة مواطنيهم، بمن في ذلك رؤساء الأقسام، كلما تعلق بالماء والصحة والتعليم والطرق.. إلخ. لنتصور وجود ثقب استكشافي مائي إيجابي تم العثور عليه سنة 2012 وبدأت الأشغال لإيصال الماء إلى الساكنة سنة 2014 وانتهت الأشغال وتمت صفقة آلة الدفع الكهربائية أكتوبر 2015 كآخر مرحلة للاستفادة من المشروع، لكن لينتظر المقاول رخصة البداية في العمل كما تمت الإشارة إلى ذلك، ولينتظر السكان مزيدا من الشهور والسنوات، لأن المسؤولين عن دراسة الملفات ومنح الرخص في الرباط يقضون شهورا وسنوات قبل أن يرسلوها إلى المكتب الجهوي للماء الصالح للشرب في أكادير وبعد شهور وسنوات ترسل إلى المندوبية الإقليمية بتارودانت في عصر الإعلاميات المتطورة بما في ذلك الأنترنيت، لا يشعرون بمعاناة ساكنة العالم القروي، لكونهم يتوفرون في منازلهم وضيعاتهم على صنابير وعلى مسابح. كيف لهم أن يشعروا بمعاناة من جفت مطفيته ولا يملك ثمنا لناقلة الماء الشروب؟.