انطلقت عملية قلع الشمندري في 09 أبريل الماضي وهي العملية التي خلقت رواجا اقتصاديا بالإقليم، من حيث توفير اليد العاملة النشيطة ووسائل النقل التي ساهمت في خلق عدد مهم من أيام الشغل وخلق حركة تجارية على مختلف المستويات، كما ساهمت عملية مكننة قلع الشمندر في الرفع من إنتاج مادة الشمندر مع ربح غلاف زمني سيساهم في تفادي مجموعة من العوائق . سعيد الزعام مدير وحدة الإنتاج بمعمل السكر بسيدي بنور، صرح للجريدة أن المعمل وبفضل التجهيزات الحديثة يقوم بتحويل 16 ألف طن في اليوم من مادة الشمندر بما يفوق المعدل العادي وأن إنتاج السكر في اليوم يتراوح ما بين 2000 طن و3000 طن بزيادة تقدر بحوالي 10 في المائة مقارنة مع السنة الفارطة. ويضيف مدير معمل السكر بسيدي بنور أن الأمطار الأخيرة التي عرفتها بلادنا خلال شهر ماي، كانت سببا في توقف عملية قلع الشمندر من الحقول. وبالمقابل يبذل الطاقم الإداري كل مجهوداته في تدارك الغلاف الزمني وحماية نبتة الشمندر من التلف أو أي مرض قد يصيبها و يساهم في إتلافها. و في هذا الصدد، ذكر الزعام بالإجراءات الاحترازية و الاستباقية التي قام بها المعمل،وذلك بالاعتماد على الزراعة المبكرة للمادة مع المعالجة بواسطة الأدوية والأسمدة، ما أدى إلى تحسين منتوج الفلاح، حيث سجل ارتفاع في هذا الجانب، وذلك ب 70 طنا في الهكتار، بنسبة الحلاوة تقدر ب 18.5 في المائة و نسبة الأوساخ8 في المائة، مؤكدا أن شركة كوسومار، احتفظت بنفس السومة، بالرغم من ارتفاع ثمن المحروقات، كما ظل ثمن التفل ( علف البهائم ) بالسومة الاعتيادية 1350 درهم للطن و الشمندر 500 درهم للطن . عملية قلع الشمندر لهذه السنة، لم تخل من مشاكل و احتجاجات الفلاحين الذين عبروا عن مطالبهم خصوصا فلاحي اثنين الغربية، هؤلاء نظموا أكثر من وقفة احتجاجية بسبب مكينة القلع التي فرضت عليهم حسب تعبيرهم ، حيث صرحوا للجريدة أنهم متضررون من عملية مكننة قلع الشمندر، الأمر الذي يحرم أبناءهم من كسب قوت يومهم بالاشتغال في عملية القلع . كما سجلت مجموعة من حوادث السير بالإقليم بسبب الجرارات و الشاحنات التي تقوم بحمل الشمندر من الحقول إلى المعمل دون مراعاة لجانب السلامة واحترام لقانون السير. و من جانب آخر عبرت الساكنة عن قلقها بسبب الروائح الكريهة التي تصل حد البيوت... الجريدة حملت هذه المشاكل إلى سعيد الزعام مدير المعمل ، الذي أكد أن معمل السكر والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي و جمعية منتجي الشمندر قاموا جميعا بدورات تكوينية في مجال السلامة الطرقية لفائدة سائقي الشاحنات و الجرارات التي يقدر عددها ب 500 تفاديا لأي مشكل أو عطب قد يؤثر على سلامة و صحة المواطن أولا ثم على السائق و مساعديه و عددهم 4 أشخاص بكل شاحنة و كذا مادة الشمندر التي يحملها ، مضيفا أن مشكل فلاحي اثنين الغربية ليس مشكلا كما يعتقدون، لأن عملية مكننة قلع الشمندر لها مميزات وجوانب جد ايجابية. ولعل ارتفاع عددها هذا الموسم لخير دليل على ذلك، حيث انتقل عددها من 10 آلات السنة الفارطة إلى 25 آلة هذا الموسم الأمر الذي يوضح الاقبال المتزايد على هذه « المكينة « كونها تحافظ على بذرة الشمندر وتقوم بقطع الأوراق بطريقة جيدة وفوق كل هذا وذاك، فهي عملية مربحة على اعتبار أن العنصر البشري يبقى بعيدا عن كل مكروه ( تجنب مشاكل اليد العاملة) ، كما أن هناك ربحا في الوقت واحترام آجال القلع تفاديا لأي ضرر قد يلحق بالمنتوج من قبيل الخمج أو التعفن أو الإصابة بأمراض أخرى نتيجة الحرارة، موضحا أن عملية المكننة ستطال جميع المناطق خلال السنوات القادمة.أما فيما يتعلق بالروائح الكريهة فيقول السيد زعام إنها غير ضارة، وقد قلت نسبتها كثيرا، بحيث قام المعمل بإحداث مناطق داخلية لمعالجة المياه العادمة مستعينا في ذلك بأحدث التجهيزات عالميا في معالجة المياه قبل صرفها ،وبذلك يكون المعمل قد ساهم و بشكل كبير في الحفاظ على سلامة البيئة. ولعل ما يؤكد ذلك، هو مشاركة المعمل يضيف السيد الزعام في مجموعة من الأنشطة المتعلقة بالبيئة، ناهيك عن تشجيع الفلاحة و الفلاح والانخراط في الأعمال الاجتماعية و الخيرية خصوصا تلك التي تهم جانب التمدرس و صحة الأطفال و الأم ... ويساهم موسم قلع الشمندر بشكل كبير في امتصاص البطالة، و ذلك بتوفير مناصب شغل موسمية لعدد كبير من المياومين، كما يساهم في الرواج التجاري، حيث تنشط بعض الحرف كتلك المتعلقة بتوفير التغذية للعمال و محطات البنزين والميكانيك وغيرها من الحرف ، حيث يعتبر العديد منهم أن فترة قلع الشمندر تظل فترة متميزة عن غيرها على مدار السنة ، كما أن الفلاح بدوره يجدها مناسبة في تطوير مدخوله اليومي بالزيادة في عدد رؤوس الأبقار والأغنام التي يقوم بتربيتها ... و بالمقابل فإن بعض الفلاحين قد يتضررون من عملية قلع الشمندر باعتبار أن عملية قلع الشمندر ستمتد إلى غاية يوم 15 من شهر يوليوز القادم حسب البرنامج المسطر من طرف القائمين على معمل السكر، ما يعني ارتفاع في درجة الحرارة التي قد تتسب في الضررلبذرة الشمندر ، كما أن الفترة قد تعرف بعض الاضطرابات في القلع باعتبار أن شهر رمضان الكريم على الأبواب، حيث يصعب العمل في الحقول، الأمور على المسؤولين لوضعها في الحسبان حفاظا على حقوق الفلاح، و تجنبا لكل ما من شأنه أن يؤدي إلى إتلاف الشمندر و يؤثر على حياته المعيشية بشكل سلبي .