شهد فضاء جمعية المقهى الأدبي تارجيست حدثا فريدا من نوعه و مغايرا لما سبقه من أنشطة ثقافية ، حيث و لأول مرة يتم توقيع ألبوم غنائي إلى جانب ديوان شعري. وهكذا تم المزج بين الحسنيين: الشعر من خلال ديوان الشاعر بوجمعة الكريك «قراءات في ملامح وجه شاحب» والموسيقى متمثلة في الألبوم الغنائي «الصحبة» للفنان ابراهيم العراض الملقب بإبراهيم أسمر. قاد سفينة اللقاء الأدبي و الفني الأستاذ القاص مصطفى ابن يعيش الذي حرص أشد الحرص على إضفاء روح التشارك و التواصل بين رواد المقهى الأدبي من جهة، و المبدعين ضيفي اللقاء من جهة أخرى فاستهل اللقاء بالترحيب بالضيوف و على رأسهم السيد كمال بنليمون، المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بالحسيمة، الذي أبى إلا أن يلبي دعوة الجمعية و يحضر اللقاء إلى جانب الفنان ابراهيم العراض، العازف المحترف على آلة الأورغ محمد غازي، بلبل تارجيست الشاعر اسماعيل حبيب لله، الناقد الفذ عبد السلام الجوهري و عبد ربه الشاعر بوجمعة الكريك. وبعد تقديم الضيوف من خلال سيرهم الذاتية، تناول الكلمة الأستاذ عبد السلام الجوهري ليقدم قراءة في ديوان الشاعر بوجمعة الكريك تحت عنوان «الخطاب الشعري عند الشاعر بوجمعة الكريك» وقف من خلالها عند التراكيب، المعجم، الصور الشعرية، الإيقاع و البعد الدلالي في المتن الشعري. ثم بعد ذلك جاءت القراءة المقدمة من طرف الشاعر اسماعيل حبيب لله لتتمم ما بدأه الناقد عبد السلام الجوهري و التي اتخذت لها «جدل الذات و الكتابة في ديوان قراءات في ملامح وجه شاحب للشاعر بوجمعة الكريك» كعنوان شكلت لها عتبات من مثل : جمالية التعبير عن الألم والحزن والموت، الاحتفاء بمدينة جرادةمسقط الرأس، حلول الذات في العالم، جدل الذات والذاكرة وإلى غير ذلك من التيمات التي اعتبرت كمدخل لفهم علاقة التجاذب و التنافر الموجودة في الديوان. الموسيقى تتغنى بالشعر والشعر ينضح من معين الإيقاع.. هكذا تناغم الاثنان في أمسية باذخة بحكم الحضور الكثيف الي حج إلى مقهى أولاد زيان الأدبي. تحدث الأستاذ الفنان ابراهيم العراض عن تجربته الفنية و الغنائية على وجه الخصوص و كيف أن الحلم تحقق بعد ثلاثين سنة من الانتظار، وتحدث أيضا عن إنجازاته و طموحاته المستقبلية في إطار الارتقاء بالأغنية المغربية الحديثة. ثم جاء دور المحتفى به ليشكر الحضور الذي شرفه ببقائه إلى ساعة متأخرة من الليل و شكر أيضا كل من قدم في حقه شهادة، معرجا على تجربته في الكتابة الشعرية و الغاية منها ومستدلا بين الفينة و الأخرى بما جاء في القراءات المقدمة خلال هذا الحفل. وبما أن المناسبة شعر و موسيقى، فكان لزاما على المحتفى به أن يلقي بعض القصائد المختارة من ديوانه بمصاحبة محمد غازي على آلة الأورغ ، و أبدع الشعراء في إلقائهم متناغمين في ما بينهم: حبيب لله اسماعيل، أحمد اليعقوبي، مرزوق لفريع، محمد المطوشي، و الوجه الجديد عبد الحق القلالي.