عرف الاسبوع الاخير ، في مختلف مناطق المغرب، أمطارا عاصفية تسببت في الكثير من المشاكل خاصة بجهة مراكس آسفي، ويعد إقليمالحوز واحدا من أكثر الأقاليم تضررا من الامطار باعتبار أن أغلب تضاريسه جبلية تخترقها وديان وشعاب كلما فاضت إلا وأتت على اليابس والأخضر، وإذا كانت الكوارث الطبيعية بمثابة تحصيل حاصل وتقع في كل بقع العالم، غير أن ما يحصل في بلادنا هو نوع من الاستخفاف وأحيانا لامبالاة تجاه الكوارث من طرف المسؤولين محليا وإقليميا ووطنيا.. فبعد ربع قرن من تاريخ وقوع الفيضانات التي أودت بمئات الارواح بمناطق متعددة بإقليمالحوز، فهذا الاقليم مازال يعيش نفس الاوضاع في غياب البنيات التحتية الاساسية، وفشلت الدولة في خلق آليات وقائية تحمي ارواح وممتلكات السكان في هذا الإقليم الأكثر هشاشة وتهميشا.. وفي الوقت الذي قيل بأن الدولة عملت على مواجهة كل الصعاب وتوفير الآليات الوقائية لعدم تكرار كارثة 1995، إلا ان الذي حدث هو ذر الرماد في العيون والاستمرار في ثقافة الغش ، حيث ان ابسط زخات مطرية تكشف هشاشة البنيات التحتية لهذا الاقليم الذي تعاني ساكنته من الفقر والتهميش التام رغم المجهودات التي تبذلها فعاليات المجتمع المدني.. وتكشف عن غش متعمد خاصة في البنيات الطرقية وحماية التجمعات السكانية الواقعة في محاذاة الوديان أو الشعاب، او المعلقة في الجبال، فإما أنها تعزل عن العالم في موسم التساقطات المطرية وإما أنها تغمرها المياه وتجرف كل ممتلكاتها من مزروعات وأشجار ودور وماشية وأحيانا تزهق فيها الأرواح البشرية.. وإذا كانت الكوارث الطبيعية أمرا محتملا في أي بقعة من الكون، فإن ما يزيدها خطورة هو التهميش والغش، هذا الأخير كشفته أمطار هذا الأسبوع حيث لم تستطع الطريق الذي بنيت في أقل من ستة أشهر أن تصمد في النقطة الرابطة بين تزليدة وتادارت بإقليمالحوز على الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مراكش وورزازات، ما يؤكد بالملموس سياسة الترقيع والغش انظر الصور ولعل الساكنة مازالت موشومة في ذهنها العديد من الوعود البراقة التي أرادت من خلالها الدولة أن تسكت بها غضب السكان بعد كارثة 95، وبعد ربع قرن ، وعود تبين أنها مجرد كذبة ليس إلا.