ارتفع منسوب مياه أغلب الوديان المحيطة بمراكش إثر الأمطار التي تهاطلت على المنطقة طيلة يوم الإثنين 16 غشت الجاري، وتدفقت الشعاب المنحدرة من جبال الأطلس بقوة لتحدث فيضانات بمناطق مختلفة من إقليمالحوز بعدما تجاوزت المياه المنسابة حدودها الطبيعية . وغطت السيول أراض شاسعة في بعض مناطق الحوز مؤثرة على حركة المرور بعدما غمرت المياه مقاطع مهمة من بعض المحاور الطرقية الجبلية منها على الخصوص . وأدت قوة التساقطات إلى انهيار التربة من جنبات المسالك الجبلية، كما هو الشأن بطريق سيتي فاظمة وطريق مولاي ابراهيم والطريق الرابط مابين أمزميز وويركان وطريق توامة وتغدوين . وأدى فيضان أحد روافد وادي نفيس إلى توقف مؤقت لحركة السير بعد ظهر يوم الإثنين على الطريق الرابط مابين مراكش وسد للاتكركوست، حيث طمست المياه المحملة بالأوحال والطمي المتدفقة من الرافد المذكور، معالم الطريق، مما استنفر الدرك الملكي لتنظيم عملية المرور بعد أن هدأت قوة التدفق . ورغم ارتفاع منسوب مياه وادي أوريكا، إلا أنه لم يحدث أية خسائر ، و نفس الشيء ينطبق على وادي تغدوين. وبمراكش عادت مظاهر هشاشة بنية الصرف الصحي والغش في إنجاز الطرق إلى مصاحبة تساقطات الأمطار التي ماكادت قطراتها الأولى تنهمر حتى غدت شوارع بكاملها عبارة عن بحيرات وبرك كبيرة و مستنقعات . وكما جرت العادة في مثل هذه الأجواء، تحولت طرق منطقة المحاميد إلى وديان وشعاب تخترق الأحياء والدروب ، وهو نفس ما سجل بمنطقة صوكوما . واستيقظ سكان المدينة الحمراء صباح الإثنين الماضي على نهار شتوي تسلل خلسة بين أيام صيف قائظ، كل ملامح طقسه تؤكد أنه يوم من دجنبر أو يناير بسمائه المثقلة بالغيوم النازفة مطرا كثيفا و حرارته المنخفضة التي أعادتهم إلى ملابس الشتاء الساخنة بعدما كانوا قبل أيام قليلة فقط يتخلصون منها تحت ضغط حرارة خانقة تجاوزت 47 درجة . وتذكر الناس مظلاتهم وستراتهم الواقية من المطر وتحصن بعضهم بملابس ثقيلة بحثا عن الدفء في يوم شتوي سريع الزوال ليفسح الطريق لانسياب أيام الصيف بحرارتها المعتادة التي ستصل إلى 42 درجة في السبت المقبل حسب توقعات الأرصاد الجوية.