قام المخرج بتحيين سيرته الذاتية المنشورة سنة 1984 » «رومان من خلال بولانسكي»«، بإدماج »»عازف البيانو» أكثر أفلامه ذاتية. "رومان من خلال بولانسكي" السيرة الذاتية لمخرج فيلم" rosemary?s baby" المنشورة سنة 1984 ونفدت منذ ذلك التاريخ، تبقى واحدة من كتب الذكريات أو السيرة الذاتية الأكثر تشويقا والأكثر دقة التي كتبها مخرج سينمائي، إلى جانب كتاب »حياة«" une vie " لايلياكازان وكتاب حياة سينما " " une vie de cin?maلمايكل باول، وكتاب" la terna magica" لاينغمار بيرغمان، والكتاب أعيد نشره في طبعة جديدة تتضمن فصلا يلخص العقود الثلاثة التي مضت منذ الطبعة الأولى. رومان بولانسكي (82 سنة)،عاش تحولات فكرية وعاطفية مكثفة، بدءا بتكوين عائلة وإخراج أكثر أفلامه ذاتية، فيلم »"عازف البيانو"le pianiste)« 2002( الذي يرتبط بالفصول الثلاثة الأولى لهذه السيرة الذاتية: طفولة المخرج في بولونيا، المحرقة، وتصفية معتقل كراكوفي. o كتبتم سيرتكم الذاتية في ظروف خاصة في بداية سنوات 1980، بعد رحيلكم من الولاياتالمتحدة بنفس الحرص الذي تخصون به أحد أفلامكم. n كان ذلك ثمرة سنتين من العمل، ليس كما يقال، كتاب كتب باليد اليسرى، كان لابد من التدقيق في التواريخ، في الألوان، في الأسلوب، في الرسائل التي كتبت لك، لحسن الحظ احتفظ بكل شيء. احتفظ بفواتير دكاكين في لندن تعود إلى سنة 1964 بعد رحيلي من الولاياتالمتحدة، لم تتركني وسائل الإعلام وشأني، كتبت عني عدة سير ذاتية مع ما تتضمنه من أخطاء وأكاذيب، ولذلك حان وقت كتابة قصتي، وكما يقول الانجليز(from the horse?s mouth) بالرجوع إلى المنبع. o هذا الكتاب نشر سنة 1984 ،خمس سنوات بعد خروج فيلم "Tess "أحد أكبر أفلامك. أنت مخرج سينمائي يتحكم تماما في وسائله، أليس ذلك الوقت المناسب الذي يريد فيه الإنسان النظر إلى الأمام وليس إلى الوراء؟ n فيلم " Tess " هو أحد الأسباب التي لم أنجز خلالها أفلاما لفترة طويلة، تصويره كان بالنسبة لي ولفريقي، تجربة رائعة، بالمقابل، خروج الفيلم كان كابوسا، كلود بيري)(claude berri استثمر تقريبا كل ما يملك في هذا الفيلم، منزله أبناءه وكلبه، ولم نتمكن من تسويق الفيلم خارج فرنسا وألمانيا، انتظرنا سنتين قبل أن يتم توزيع الفيلم في الولاياتالمتحدة بفضل الناقد شارل شابلن في صحيفة لوس أنجلس تايمز، والذي كتب بأن أفضل فيلم في السنة لم يجد طريقه للتوزيع في الولاياتالمتحدة، هاتين السنتين دمرتنا تماما، أنا وكلود بيري، كنت أتساءل إذ كان ذلك يستحق مواصلة هذه المهنة. o عنوان كتابك » "رومان من خلال بولانسكي"« (roman par polanski )يهدف إلى الفصل بين بولانسكي الرجل العمومي وبولانسكي الكاتب. n بالضبط، الطريقة التي يركز بها النقاد حول العلاقة بين حياة الكاتب ومؤلفه مؤسفة في بعض الأحيان، في بعض المرات، بل غالبا، تتجسد عناصر من حياتي في أفلامي، لكن أبدا بطريقة ممنهجة في فيلمي الأخير (la venus ? la fourrure)، ليس هناك شيء من سيرتي الذاتية، أعجبتني القصة فقط ،وجدت أنها مسلية وهذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع قوله: أعجبتني وهو ما لا يقول بالضرورة شيئا من حياتي، أحب مثلا النقانق البولندية وماذا بعد؟ o عنوان كتابك يطرح منذ الوهلة الأولى إشكالية الاسم. رومان أصبح هو اسمك الشخصي الذي كان في الحالة المدنية هو رايمون، في سنة 1932 أي سنة قبل ولادتك، اختار والدك مكان اسمه الأصلي liebling اختار كنية بولانسكي polanski كاسم عائلي عادي ومألوف في عالم معادي. n عندما نجحت في الهروب من غيتو كراكوفي ورث اسم ويلك wilk الذي يعني »ذئب« بالبولونية ومع بعض المسافة الزمنية بدأت أفهم أن كل هذه الأمور لم تكن عادية، تعرف أن الطفل يتأقلم بسرعة مع الظروف، كانت تلك الظروف تفرض علينا إخفاء هويتنا، ليس فقط الاسم بل كل شيء، جنسك أيضا، حيث كنا مختنين. o الجملة الأولى في كتابك تركز على غموض آخر، »"مهما عدت بذكرياتي، فإن الحدود بين الواقع والمتخيل كانت دائما بشكل ميؤوس منه، مشوشة"« لماذا كتبتم »"ميؤوس منه«"؟ n هذا التشويش هو ما جعلني أكون اليوم هنا، كلفني الكثير من المشاكل عندما كنت صغيرا، كنت أعتقد أن كل شيء ممكن، حتى سن 20 يتطور الدماغ بشكل غير متكافئ وقد خصصت مجلة »علوم أمريكية (scientific american) عددا خاصا للدماغ عند المراهقين، وتوضح الدراسة لماذا يمكن التأثير في الشباب إلى هذا الحد، هناك الجزء الأعلى من الدماغ وهناك الجزء الأسفل، واحد يجعلك تتحرك بعفوية بينما الآخر يقيّم ذلك التحرك. في حالتي ربما الجزء الذي يرتكب الأخطاء كان أكثر تطورا من الجزء الذي يحد منها، ورغم ذلك، هذا دفعني للأضواء، زملائي في مدرسة السينما في لودز lodz ببولونيا، حتى الأكبر مني سنا أمثال Andrzey Wajda أو Andrzey?, Munk، لم يحاولوا مغادرة البلد للبحث عن مسار مهني في الغرب، هناك أناس موهوبون فضلوا التعايش وسط هذا النظام الفظيع، الآخرون لم يكونوا يجرؤون، لا أحد حاول، باستثناء ربما Jerzy Skolimowsk، لكن في ما بعد. o بالنسبة لمخرج أوربي تأقلمتم بشكل رائع مع النظام الهوليودي، والدليل الساطع على ذلك هو فيلم ?"Rosemary أو فيلم Chinatown. n نظام السينما في بولونيا كان بشكل أو بآخر نتاج للنظام السوفياتي، الذي يرتكز بدوره على النظام الهوليودي قبل أن تتقلص الثقافة في الشرق إلى ما سمي "بالواقعية الاشتراكية". كان يتم إرسال السينمائيين الروس إلى هوليود لفهم كيف يمكن بناء صناعة سينمائية في الاتحاد السوفياتي، لقد ورثنا ذلك في بولونيا. o ذهبتم إلى لندن في بداية سنوات 1960، لم تركتم الموجة الجديدة في فرنسا؟ ..بل أثارتكم الكلاسيكية التي وجدت في النظام الإنجليزي ثم بعد ذلك الهوليودي. n بالضبط، كنت نتاج مدرسة متينة التكوين مسلحا بذلك، لم أكن أستطيع أن أحب الموجة الجديدة التي كانت سينما هواة، هواة بكثير من الإبداع أحيانا، و لكن لا تنسى أنه في تلك الفترة. كان هناك بعض المخرجين المتألقين وسط خضم واسع من أشباه السينمائيين الذين أصبحوا في طي النسيان، عندما جئت إلى باريس،كان المناخ السائد هو: منتجون مقتنعون أنهم يجلسون على كومة ذهب، حيث أي شاب يتقدم بفكرة يصبح عبقريا محتملا، أنا وجيرار براش (مخرج مشارك في تسعة أفلام لبولانسكي مابين 1965 و 1992) استفدنا من ذلك نوعا ما، وذلك ساعدنا على الاستمرار. o من خلال إنجاز كتابك، من المثير ملاحظة إلى أي حد كنت سعيدا في لندن ولوس انجلس في سنوات 1960 و 1970 عشتم هذه الفترة.... n حذار، لم أكن الوحيد. o كنت، من خلال مزاحك. ابيقوريا مخمليا، الشخص الملائم للعيش في هذا الفضاء / الزمن. n بالضبط عندما تفكر في لندن في سنوات 1960، فرقة البيتلز، رولينغ ستونز، كانت هناك »آمال كبيرة« كما جاء في عنوان كتاب ديكينز. o أفلامك التي أخرجتها خلال هذه الفترة تترجم من خلال مرحها تلك الفرحة في الحياة، القمصان الملونة للزوج الشيطاني في فيلم »روزميريزبيبي« الأقنعة في فيلم BAL DESVAMPIRES الضمادة على أن أنف جاك نيكولسن في فيلم CHINATOWN n الملاحظات حول البعد الهوسي والخانق لأفلامي تبيع أحسن، كل هذا بدأ سنة 1969 مع اغتيال زوجتي شارون تات، وأصدقائي، وإلا كان بإمكاننا أن نفكر بربط هذه المأساة بالفيلم الذي انتهيت منه. فيلم ROSEMARYS BABY كان لابد أن تكون بليدا. فيلم LE LOCATAIRE الذي أصبح في ما بعد فيلما مرجعيا، أدخلنا وقتها في الفقر خاصة جيرار براش، كم نزلنا إلى الأسفل، بالنسبة لنا كان ذلك فيلما ساخرا، شخص مزين ومخنث كأنثى، أشخصه، يصعد مرتين متتاليتين إلى سطح عمارة لينتحر، شيء مضحك أليس كذلك؟ o في مقدمة الطبعة الجديدة من كتابك، كتبت تقول: »أحب أن يتذكر القارئ أن هذا الكتاب كتب قبل ثلاثين سنة. وبإعادة قراءته اليوم. نعتقد أننا نعيش في كوكب آخر، نسينا كم كان مجتمعنا آنذاك متسامحا وحرا» ماذا وقع حتى انتقلت إلى حقبة أقل تسامحا؟ n الكثير من جوانب حياتنا بنيت على الجنس. فترة سنوات 1960 و 1970 شكلت مرحلة فاصلة بين أقراص منع الحمل والسيدا. لم يكن الجنس يشكل هذه الخطورة، لا سيما بالنسبة للنساء. كان ذلك ميلاد الحرية الجنسية بعواقب على مناحي أخرى من حياتنا. وتصرفاتنا. أحب كثيرا كتاب وليام ماكنيل الذي يصرح فيه أن تصرفات الشعوب تتأثر بالأوبئة والجائحة، هناك دائما هزة أخلاقية بعد الجائحة. صعود الديني هو أحد انعكاسات أي جائحة. o الصفحات الأخيرة من الطبعة الأولى من كتابك تنتهي برحلة إلى بولونيا ونبرة أمل. ثم في مقدمتك للطبعة الثانية تسترسل قائلا: »كما أجد اليوم الفقرات الأخيرة من كتابي، ساذجة ومتفائلة أكاد لا أصدق ذلك!«. n كنت متفائلا بالنسبة لبولونيا أيام نقابة تضامن. أعتقد أن الوقت الذي يكون فيه الناس سعداء يتزامن مع الأمل. وبالتالي كان لدى الناس أمل. أجد بولونيا اليوم متذمرة، كثير من الحزن حولي، بما فيه من طرفي، يمكن أن أقول نقص في الآمال الكبرى. لن أصل كذلك إلى حد التعميم . بلغت سنا يجعلني في نهاية دورتي. عندما تتذكر شبابك، تحس أن مستقبلك كان بدون حدود، تمكن أن تتصور أن الأشياء يمكن أن تنتهي. ثم نفهم ونعي أن الأمور في الواقع تنتهي. حياتي. هكذا نوعا ما. o التغير الأساسي بين رومان بولانسكي سنة 1984 وبولانسكي اليوم هو أنك كما كتبت "جزء في عائلة"، لم تعد واحدا بل متعددا. زوجتك وابناك الاثنين. n ولادة طفل تغير وتيرة نومك وإلى الأبد. تبدأ في الاستيقاظ، باكرا، تعيش للآخرين، تجربة الأبوة يستحيل فهمها بالنسبة. لشخص لم يعش التجربة، هناك أشياء كثيرة يمكن حكيها، نقلها أو شرحها أما تجربة الأبوة فلا.. o تذكر فيلما واحدا في إضافتك للطبعة الجديدة: عازف البيانو« في تصورك، هل هو أكثر أفلامك شخصيا، من المثير إعادة قراءة 60 صفحة الأولى من هذه السيرة الذاتية المخصصة لفترة الحرب، على ضوء فيلم »عازف الكمان«، لأن كل شيء بداخلها. n كل شيء، نعم باستثناء كراكوفي أزقتها، نوافذها لم أكن أرغب في ذلك، أنتظر فرصة صنع فيلم أتمكن أن أحكي فيه ماعشته دون أن أجعل منه سيرة ذاتية مصورة، كان لابد لذلك من تحويل إطار كراكوفي إلى فارسوفيا. o اقترح عليكم قبل سنوات تصوير" la liste de schindler" ورفضت. n لأن قصة الفيلم تجري في كراكوفي وتمثل أشخاصا عرفتهم في الغيتو من بينهم ريشارد هوروفيتز الذي نجا بعد الترحيل من غيتو كراكوفي، والده خبأه في(...) ... وهو غارق حتى عنقه في الغيط ،بينما كانوا يجمعون الأطفال الآخرين لتصفيتهم ، حقبة صورها فيلم ستيفان سبيرلبيرغ، لو كنت استعملت في فيلمي ديكورات موجودة مثل الأزقة في غيتو كراكوفي القديم، كنت سأكون مجبرا على خلق نموذج جديد لن يكون حقيقيا وهو ما كان سيشوش على الأصلي، لم أكن أرغب في ذلك، لم أعد كثيرا إلى كراكوفي ربما ثلاث أو أربع مرات لا أكثر ،آخرها قبل سنة، أزور كل هذا وأنعش ذكرياتي، هو شيء مهم بالنسبة لي. o اعتقلتم وحوكمتم سنة 1977 بتهمة إقامة علاقات جنسية غير شرعية مع فتاة قاصر وهو ما دفعكم إلى الهرب من الولاياتالمتحدة. هذه القضية التي تحدثتم عنها في فصلين من كتابك كلفتكم سنة 2009 السجن لمدة شهرين من طرف الشرطة السويسرية بموجب مذكرة اعتقال دولية صادرة عن السلطات الأمريكية فترة تعودون إليها في مقدمة الطبعة الثانية. n كل شيء قلته في كتابي. o في نهاية كتابكم ختمتم بالقول: «لو أن كل أحداث حياتي لم تجر بالضبط كما تمت كانت لي اليوم عائلتي والحياة التي نعيشها معا، سأعيش شيئا آخر ولا أريد شيئا آخر». n شيء متناقض، أليس كذلك؟ أنا ملحد كما تعرفون وأعتقد في معنى أن الأشياء هي كما هي لأنه يجب أن تكون كذلك، أفكر في شيء واحد، الانفجار الكبير big band إذا كانت كل الجزئيات انطلاقا من هذه اللحظة الأولى توجد في وضعية معينة فلأنها لا يمكن أن تكون في وضعية مختلفة وما تلا ذلك هو نتيجة لهذه المرحلة الأولى هو ما نسميه »التضخم الكوني«، كل ما حدث في هذه ال 500 صفحة، يقودنا إلى هذه اللحظة الراهنة حيث تجلس أمامي في مقهى باريسي عندما أتحدث عن زوجتي وأولادي، أعرف أن كل هذا ما كان يوجد أبدا لو لم يقع تغيير في الصفحة 162. استجوبه صامويل بلومنفيلد عن لوموند