أثارت ترشيحات جوائز الأوسكار للعام 2011 الصادرة قبل أيام جدلاً حول الأفلام الغائبة عن الترشيحات أكثر مما فعلت من خلال الأعمال التي نجحت في الوصول إلى قوائم الأفلام النهائية. فضعف الذاكرة الذي أصاب أعضاء الأكاديمية ودفعهم إلى تجاهل أعمال مهمّة أبصرت النور في مطلع العام 2010، يتأكد من خلال ملاحظة تواريخ عروض الأفلام العشرة المرشحة في فئة أفضل فيلم، حيث يتبيّن أن جميعها عرضت في النصف الثاني من العام 2010 في الصالات الأمريكية. وباستثناء أربعة أفلام هي «بداية» Inception و»حكاية لعبة 3» Toy story 3 و»الأولاد بخير» The kids are all Right و»عظم الشتاء» Winters Bone التي عرضت بين شهري يونيو ويوليوز، خرجت الأفلام الستة الأخرى («عزيمة حقيقية» True Grit، «المقاتل» The Fighter، «بجعة سوداء» Black Swan، «خطاب الملك» The Kings Speech، «127 ساعة» 127 Hours و»الشبكة الإجتماعية» The Social Network) في شهر ديسمبر 2010. ولأن أحداً لا يستطيع الإحاطة بكل الأفلام المؤهلة للترشح لجوائز الأوسكار، يتم التداول باشهر العناوين والاسماء التي تم تجاهلها. على صعيد الأفلام والمخرجين، يتمثّل الغياب الكبير بشريط مارتن سكورسيزي «جزيرة شاتر» Shutter Island عن كل الفئات، على الرغم من استحقاقه لثلاثة ترشيحات على الأقل لأفضل فيلم ومخرج وممثل (ليوناردو ديكابريو). الغياب الثاني لفيلم «الكاتب الشبح» The Ghost Writer قد يكون لاعتبارات من خارج السينما نظراً إلى أن مخرجه رومان بولانسكي مازال موضوعاً شائكاً وساخناً، لم تجازف الأكاديمية بالاقتراب إليه. يحدث هذا في الوقت الذي تكمّل الأكاديمية للعام الثاني على التوالي بتسمية عشرة أفلام (بدلاً من خمسة كما جرت العادة سابقاً) لتتسابق على نيل أوسكار أفضل فيلم. ولكنّها تختار مثلاً إدراج فيلم التحريك «حكاية لعبة 3» من بين المرشحين العشرة على الرغم من ترشّحه أيضاً في فئة أفضل فيلم تحريك. أما كريستوفر نولن مخرج Inception فغاب عن فئة ترشيحات أفضل مخرج. وفي انتظار إعلان جوائز الأوسكار يوم 27 فبراير المقبل، تنحصر المنافسة على أوسكار أفضل فيلم بين «خطاب الملك» و»الشبكة الإجتماعية» اللذين يتشاركان مقاربة موضوع واقعي: الأول حكاية صراع الملك جورج السادس مع التأتأة والثاني قصة صعود مؤسس فايسبوك مارك زاكربيرغ. لم ينجُ الفيلمان من نقد طاول الدقة والنزاهة في تقديم الوقائع. ولكن في حين هدأت زوبعة «الشبكة الإجتماعية»- لاسيما بعيد التحية التي وجهها كاتب الفيلم آلان سوركن إلى زاكربيرغ عندما تسلم جائزة الكرة الذهب - ازدادت حدة النقاش حول «خطاب الملك» في بريطانيا بعد ترشحه لهذا الكم من جوائز الأوسكار الذي اعتبر «تعميداً» لعمل يفتقد الدقة التاريخية التي اختزلها منتقدوه بتغييب موقف الملك جورج السادس المتملق لهتلر لاسيما أن أحداث الفيلم المصيرية تجري عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية.