شفشاون صنعت يوم الثلاثاء 3 ماي 2016 ، حدثا تاريخيا، سيكتب بمداد من ذهب، ويسجل بفخر، في حياة هذه المدينة المناضلة والمجاهدة، التي ظلت الثقافة رأسمالها لما يزيد عن 5 قرون، وامتزجت ثقافتها المتوسطية قبل الميلاد بحضارات رومانية وفينيقية، بحسب ما شهد على ذلك التاريخ في رحلة حانون وفي الحفريات لما كانت تسمى شفشاون ب «أبينيوم». وطرح في هذا اليوم الثالث من ماي، بشجاعة، موضوع مصير ومآل مندوبية (مديرية) الثقافة بشفشاون، وهو موضوع تتفق حوله الأغلبية والمعارضة داخل مكونات المجلس. وبالفعل هذا الموضوع شكل نقطة ساخنة، ضمن فقرات جدول أعمال دورة ماي لمجلس الجماعة الحضرية بشفشاون. هذه الجلسة التي استدعي إليها محمد الثقال المدير الجهوي للثقافة، وطرحت عليه عدد من الأسئلة حول مستقبل مندوبية الثقافة، ومآل مركز الدراسات الأندلسية وأسئلة أخرى متعلقة بأداء ومردودية الثقافة بالإقليم.... هذه كلها نقاط .. ونقاط أخرى تم تدوينها في تقرير ومحضر اجتماع مجلس الجماعة الحضرية . إنها قضية باتت تؤرق الغيورين على الثقافة.. وفي وقت قريب ترجم هذا الأرق والمصير الغامض في عريضة تداولتها فعاليات ثقافية وجمعوية، ووقع خلالها على طلب التماس بقاء مندوبية (مديرية) الثقافة بإقليمشفشاون. وفي الثالث ماي، تكون شفشاون جددت الأمل بانتصارها للثقافة قبل السياسة. من أجل التقدم بشفشاون نحو المستقبل الزاهر عبر السير قدما في اتجاه الاعتراف بها تراثا إنسانيا، والاعتراف ببعض مهرجاناتها ضمن التراث الانساني باعتبارها أول مهرجانات تنظم بالمغرب. وباعتبار مدينة شفشاون تصنف دائما من الأوائل عالميا. وينتظرها الكثير من المشاريع الثقافية وأهمها المسرح الكبير والعودة في الشروع في أشغال مركز الدراسات الأندلسية بوطاء الحمام التي توقفت بشكل مفاجئ. هذا ما طرحه مجلس الجماعة الحضرية للنقاش وينتظر جوابه لعودة الأشغال ... وباختصار أهم خلاصة تأكدت في الاجتماع المذكور أن مندوبية الثقافة ستبقى بشفشاون ولن يتم حذفها ويصبح إقليمالحسيمة وصيا عليها. وباختصار شديد: هل اليوم نحن في حاجة إلى الثقافة؟ الجواب : إذا أردنا أن نتحصن ضد التطرف والإرهاب، فالثقافة شرفة نحو العالم، من أجل نشر ثقافة الحوار والسلم . وبالثقافة نحارب الظلام والحقد والكراهية بين الشعوب من أجل نشر قيم التسامح. وفي ختام هذه التغريدة هناك إشارة وإضاءة لابد منها: في نهاية الأسبوع المنصرم كتب الأستاذ محمد السفياني رئيس الجماعة الحضرية تدوينة بصفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي ال « فيس بوك « وقال : «علی هامش منتدی المدن العتيقة المنظم من طرف المجلس البلدي لمدينة تيزنيت، ناقشت موضوع إلغاء المندوبية الاقليمية للثقافة بشفشاون وتحويلها إلی ملحقة تابعة للمندوبية الإقليمية للحسيمة مع السيد وزير الثقافة، الاستاذ محمد الأمين الصبيحي.. وشرحت له انشغال المجلس البلدي ومجموعة من جمعيات المجتمع المدني والفعاليات الثقافية بالمدينة بهذا الموضوع.. وأخبرته بأنني أدرجت هذا الموضوع في جدول أعمال دورة ماي التي ستنعقد يوم الثلاثاء المقبل إن شاء الله.. فقبل طلبي والتزم بالتراجع عن هذا القرار وعدم إلغاء المندوبية الإقليمية للثقافة بشفشاون.. فشكرته وأكدت علی مواصلة التعاون الإيجابي بين المجلس البلدي لمدينة شفشاون ووزارة الثقافة..» .