احتضنت «دار الثقافة» بزاكورة صبيحة يوم الجمعة 29 أبريل 2016، ندوة: «القصة المغربية بين الحساسيات والأجيال»، التي نظمها «نادي الهامش القصصي» في إطار «ملتقى أحمد بوزفور الوطني للقصة القصيرة» في دورته الخامسة عشر التي احتفت بالقاصة المغربية لطيفة لبصير، أيام 28، 29، 30 أبريل 2016. الندوة عرفت مشاركة الأستاذ نجيب العوفي بورقة عنونها ب «القصة المغربية أجيال وحساسيات»، تحدث فيها عن مفهوم الجيل حدوده وأبعاده، مشيرا إلى بعض الباحثين الذين رفضوا هذا المصطلح باعتبار أن الإبداع لا يعترف بالزمن الكرونولوجي، كما تحدث عن أهم المحطات التي عرفتها القصة القصيرة بدءًا بمرحلة التأسيس والريادة مرورا بمرحلة التجنيس والتحديث، وصولا إلى مرحلة التجريب والتجديد، مؤكدا على أن لكل مرحلة بصمتها وروادها. وفي ورقة بعنوان: «السجال الثقافي حول القصة القصيرة بالمغرب» تساءل الأستاذ عبد الرزاق المصباحي في مدخلها إن كان لدينا سجال ثقافي مؤسس حول القصة بالمغرب؟ مشيرا إلى خصوصية كُتاب القصة في المغرب والتعايش بين الأجيال والحساسيات نظرا لغياب فكرة الأبوة والوصاية في هذا المجال، مستشهدا بالقاص أحمد بوزفور ومساهمته في تشجيع الإبداعات الشابة، كما تحدث عن تجربة الكولزيوم التي ضمت ثلة من الأصوات القصصية إلا أنهم لم يقدموا أي جديد في هذا المجال، مختتما ورقته بأنه لا يمكننا الحديث عن تعاقب الأجيال لأن التجريب كان عندنا منذ زمن وليس جديد. وفي السياق نفسه، تناول الأستاذ أحمد بلاطي في ورقته موضوع الكتاب العابرين للأجيال والحساسيات مثل أحمد بوزفور، عبد الرحيم مؤدن، إبراهيم بوعلو وغيرهم من رواد القصة، مؤكدا على رفضه لمصطلح الجيل لأنه من الصعب أن يتحقق لأنه يفتقد للمنهجية المجالية وهذا ليس له أي معنى نقدي يمكن أن يعتد بصوته، كما تحدث عن مفهوم الحساسية وأن من حق كل كاتب أن يعبر بصوته الخاص، داخل الحقبة الزمنية التي يوجد بها، كما قسم الحساسية إلى تقليدية وجديدة مستشهدا بنماذج قصصية لعبد الرحيم مؤدن الذي تمكن من تحقيق تواصل دائم مع تعاقب الأجيال. وقد ساهم الأستاذ إبراهيم ديب بقراءة في المجموعة القصصية «في القلب جرح» للقاص محمد الحفيضي، باعتبارها نموذجا لموضوع الندوة، والتي تتميز بالنهل من الأسطورة والخرافة مع تسليط الضوء على بعض النماذج من قصص المجموعة حيث تغلب عليها السيرة الذاتية، الجنون، والهلوسات، الأنترنيت والرقميات والشعر، خاصة وأن أغلبية القصص مفعمة بمشاكل الحياة وتعدادها إلى حد الغرابة، ثم تطرق إلى اللغة والأسلوب الإبداعي والتيمات التي تناولتها المجموعة. أما الأستاذ أحمد بوزفور الذي ناب عنه الأستاذ محمد آيت حنا، فقد تطرق في ورقته إلى الحديث عن التصنيفات وبكونها بيولوجية وليست نقدية، خاصة وأننا نجد بعض الكتاب أقرب للجيل السابق من اللاحق. وأنه من الضروري تصنيف النصوص حسب الرؤى والأساليب وليس تصنيف الكاتب، ثم تطرق للحديث عن الكاتب الذي يكتب بحذر وشيك، قبل أن يضع مقارنة بين الكاتب اليومي الذي يكتب يوميا وينشر على الفايس بوك لكن نصوصه سريعة الذوبان، والكاتب الحولي/ المحنك الذي لا ينشر إلا بعد زمن، وتكون نصوصه أكثر عمقا وتريثا وأحفل تنوعا، كما تحدث عن ثنائية الداخل (الكاتب الذي يبوح ويعبر عن الذات) والخارج (الكاتب الذي يصور ويكتب عن الشارع والواقع الخارجي)، وثنائية الكاتب العمودي الذي يعتمد لغة جاهزة ومعجما عاما للتواصل والاستعمال اليومي، والكاتب الأفقي الذي يشتغل على اللغة ويستخدم معجما خاصا به وليس العبارات العامة المستعملة. وقد عرفت الندوة نقاشا عميقا ومستفيضا حول «القصة المغربية بين الحساسيات والأجيال»، من طرف مختلف المبدعين والنقاد الذين أثروا النقاش بمداخلاتهم التي تعكس أهمية الموضوع المقترح.