احتفاء باليوم الوطني للقصة القصيرة الذي يصادف 28 أبريل من كل سنة، احتضنت ثانوية عبد المومن الموحدي التأهيلية بطنجة، ثلة من المبدعين والأساتذة والتلاميذ، لمحاورة شيخ القصة القصيرة: الأستاذ/القاص أحمد بوزفور الذي حل ضيفا على نادي "رونق للإبداع التلاميذي"، مساء يوم السبت 18 أبريل 2015، اعترافا بمكانته في المشهد الثقافي والقصصي بشكل خاص، ومن أجل الاطلاع على واقع وصيرورة القصة، خاصة وأنها مبرمجة ضمن المقررات الدراسية لتلامذة الباكالوريا. كانت الساعة تشير إلى حوالي الخامسة مساء، عندما أعلن الأستاذ رشيد شباري عن انطلاق فعاليات اللقاء التواصلي مع الأستاذ أحمد بوزفور، مرحبا بالمبدعين والأساتذة والتلاميذ الذين لبوا دعوة النادي، مشيرا إلا أن المناسبة تأتي في سياق الاحتفاء بالقصة القصيرة ويومها الوطني، الذي يعتبر استضافة واحد من رواد القصة خير وسيلة للاحتفال بهذا اليوم. ثم أعطى الكلمة للأستاذين عبد العزيز الريحاني (مدير المؤسسة)، محمد الطاهر (رئيس جمعية الآباء)، نوها فيها بتجربة النادي وبالمبادرة التي قام بها لاستضافة الأستاذ أحمد بوزفور الذي يعتبر قامة إبداعية، تشرفت ثانوية عبد المومن الموحدي التأهيلة بحلوله بين أحضانها، وفي السياق نفسه جاءت كلمة التلميذة هناء المرابطي (رئيس النادي)، تلتها معزوفات موسيقية من أداء العازف الواعد إلياس الحميوي. وتحدث الأستاذ أحمد بوزفور في كلمته عن القصة القصيرة وتاريخ نشأتها، والمراحل التي مرت منها وما رافقها من تطور في الشكل والأساليب، مقارنا بين القصة القصيرة خلال الستينات من القرن الماضي وبين واقعها في القرن الواحد والعشرين من خلال تعدد المهرجانات والملتقيات القصصية بمختلف ربوع الوطن، وكذا ارتفاع عدد المنشورات في هذا الجنس الأدبي. في حين أن الأربعينات شهدت صدور مجموعة وحيدة هي "وادي الدماء" لعبد المجيد بنجلون، مشيرا في كلمته إلى وجود مستويات مختلفة ومتعددة وأساليب وتقنيات جديدة في كتابة القصة، وظهور ثلة من الكاتبات (رائدات وشبات) تمكن من طرح قضايا جديدة في الساحة القصصية، لا يستطيع أن يتحدث عنها الرجال. كما تحدث عن أجناس جديدة في القصة ومنها القصة القصيرة جدا وصعوبة كتابة هذه الأخيرة، خاصة وأنها لا تقاس بالقصر وعدد السطور وإنما لتميزها بالعمق، حيث نصح كتاب القصة القصيرة جدا بتأخير الكتابة في هذا الجنس الذي يحتاج للخبرة والعمق والتجربة قبل الخوض في كتابته، مستشهدا بالكاتب المصري نجيب محفوظ الذي كتب في القصة القصيرة جدا، بعد أن قارب قرن من عمره وبعد رصيد إبداعي كبير في القصة القصيرة والرواية. بعد الاستماع إلى كلمة الأستاذ أحمد بوزفور، فتح باب النقاش أمام المبدعين والأساتذة والتلاميذ، حيث تطرقت الأسئلة إلى شعرية القصة، التجريب، دور الفايس بوك في إشعاع القصة، مميزات الومضة، بداية الكاتب المحتفى به، سبب رفضه لجائزة الكتاب، هيمنة القصة على الأجناس الأخرى، الأدب النسائي وغيرها من المواضيع والإشكاليات التي طرحت ما شكل إضافة نوعية لكلمة الأستاذ بوزفور. وتخلل اللقاء التواصلي قراءات قصصية بمشاركة: سمير كرنون، هناء المرابطي، إسماعيل الفغلومي، حيث عرفت النصوص تنويها من طرف الأستاذ أحمد بوزفور، وللإشارة أن الأسماء الثلاثة حققت جوائز وطنية ومحلية في الشعر والقصة، آخرها فوز الشاعر الواعد إسماعيل الفغلومي بجائزة بابل الشعرية التي نظمها المعهد الاسباني بطنجة مؤخرا. وقد اختتم الأستاذ رشيد شباري اللقاء بتجديد الشكر للقاص أحمد بوزفور، منوها بمسار النادي الفتي الذي استطاع في مدة وجيزة، أن يفرز هذا العدد الهام من الطاقات المبدعة في جميع الأجناس الأديبة، تلك المواهب التي تألقت في جميع الملتقيات والمسابقات. وكل ذلك يعود الفضل فيه ل"الراصد الوطني للنشر والقراءة "الذي ما فتىء يحاول اكتشافها وتأطيرها وتوجيها بإصرار، رغم محدودية الإمكانات وعراقيل البيروقراطية. ثم دعا المبدعين الواعدين إدريس التولي وعواطف حصول باسم نادي "رونق للإبداع التلاميذي" لتقديم هدايا رمزية للأستاذ أحمد بوزفور، على إيقاع الصور التذكارية، وللإشارة فقد نظم هذا اللقاء التواصلي بدعم من جمعية الآباء و"الراصد الوطني للنشر والقراءة" وذلك تشجيعا للمبادرات التلاميذية.