هاجم الملياردير الشعبوي الجمهوري دونالد ترامب الأربعاء هيلاري كلينتون المنافسة المرجحة له في الانتخابات الرئاسية في نونبر، واعدا في الآن نفسه بتوحيد الحزب الجمهوري. وانسحب آخر منافسين له من المنافسة على تمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية وهما تيد كروز وجون كاسيس وذلك بعد فوز ترامب الكبير في الانتخابات التمهيدية في إنديانا الثلاثاء. وفي غياب منافس لاشيء بات يمنع ترامب من الحصول على 1237 مندوبا وهو العدد المطلوب للحصول آليا على ترشيح مؤتمر الحزب الجمهوري في يوليوز. وقال ترامب الأربعاء لقناة ام اس ان بي سي «لقد ثبت ان هيلاري كلينتون تسيء التقدير (..) بيرني ساندرز هو من قال ذلك، انظروا فضيحة الرسائل الالكترونية ما كان يجب ان تحصل على حق الترشح حتى». من جهة أخرى أكد ترامب في خطاب اتخذ طابعا تصالحيا في برج ترامب في نيويورك رغبته في طي صفحة الانتخابات التمهيدية والتصالح مع حزبه رغم الصراعات السابقة. وقال لفوكس نيوز «نريد توحيد الحزب الجمهوري وسنجمع الناس»، لكن ووعيا منه بوجود معارضين شرسين له بين المحافظين فقد أكد «لأكون نزيها لا أريد بالضرورة (ولاء) الجميع». وبدأ البحث عن مرشح لمنصب نائب الرئيس. وقال «سيكون على الأرجح شخصا يمتلك تجربة سياسية (..) أرغب في أن يكون شخصا قادرا على التفاعل مع مجلس الشيوخ والكنغرس للمساعدة في التصويت على قوانين». وبعد حملة استثنائية استمرت عشرة أشهر ونصف فاز ترامب على 16 منافسا من العيار الثقيل بينهم حكام وأعضاء في مجلس الشيوخ ورجال اعمال، لكن جميعهم لم يتمكنوا من مجاراة ميزة وسر نجاح ترامب وهو الغياب التام للخبرة السياسية. ولم يسبق لهذا النيويوركي (69 عاما) ان انتخب. ودعا رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس الجمهوريين إلى ان يتوحدوا حول دونالد ترامب، راضخا بذلك إلى واقع عدم تمكن اي مرشح من وقف تقدم الملياردير الاميركي. وفي حال كانت المنافسة بين ترامب وكلينتون في الانتخابات الرئاسية، فإن السيدة الاولى السابقة (68 عاما) ستكون الاوفر حظا بالفوز، بحسب آخر استطلاعات الرأي. ونالت 47 بالمائة من نوايا تصويت الاميركيين مقابل 41 بالمائة لدونالد ترامب، بحسب معدل اخر ستة استطلاعات رأي. ومنحها استطلاع لسي إن إن الأربعاء 54 بالمائة مقابل 41 بالمائة. وتنوي كلينتون التركيز على خبرتها مذكرة باستمرار الأميركيين بتصريحات واقتراحات ترامب النارية أو غير الناضجة. وقالت في مقابلة مع سي إن إن «أنظر إلى الرئاسة من كثب من وجهتي نظر مختلفتين (..) لا يمكن أن نخاطر بمنح شخص يمثل خطرا عاما مثل دونالد ترامب حكم بلادنا» مشيرة إلى أن «دونالد ترامب موافق على أن تحوز دول أخرى السلاح النووي». وقالت ردا على سؤال هل هي قلقة من الهجمات القادمة من ترامب الذي كان قال انه سيعيد فتح قضاياها لعام 1990؟ «منذ 25 عاما وأنا في الحلبة وقد تعرضت تقريبا لكافة الهجمات السياسية التي يمكن تصورها». وتعرضت لهزيمة أمام منافسها في الانتخابات التمهيدية بيرني ساندرز الثلاثاء في إنديانا. لكن هذه النتيجة لا تؤثر على هيمنة هيلاري كلينتون على السباق. فقد نالت كلينتون حتى الآن أصوات 2218 مندوبا للحزب الديموقراطي مقابل 1444 لساندرز. والغالبية المطلوبة هي 2383. ولا يزال هناك 13 اقتراعا تمهيدية حتى 14 يونيوز. وقالت في مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي»، «أريد فعلا التركيز على الانتقال نحو الانتخابات الرئاسية»، مضيفة «الحملة ستكون قاسية جدا ضد مرشح يقول الشيء ونقيضه». ومع أنه سيكون عليها توحيد الحزب الديمقراطي ، فإن هذه المهمة ستكون أصعب بالنسبة لترامب داخل الحزب الجمهوري. وأوضح الباحث جون هوداك «بعض الجمهوريين سيسدون أنفوهم ويساندون ترامب شكليا، لكن الكثير من الجمهوريين القياديين سيستمرون في حملتهم ضد الملياردير».