سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحت شعار «نساء رائدات وصنعن التاريخ» ,, مهرجان فاس للموسيقى الروحية يستقبل الهند كضيف شرف ويحتفي بسيدة الطرب العربي أم كلثوم ويقف وقفة إجلال وتقدير للنساء المغربيات
يظل الخيط الناظم لكل دورات مهرجان فاس للموسيقى الروحية،الذي يدخل هذه السنة دورته الثانية والعشرين، هو الخلق والتجديد، مما يجعل منه مقاما للفكر والإبداع، بالنظر لقيمة المفكرين والفنانين الذين يتوافدون على العاصمة الروحية للمملكة للمشاركة فيه. فعلى مدى ثمانية أيام تلتئم هذه السنة الثانية والعشرين من هذه التظاهرة الفنية الروحية الروحية تحت شعار» نساء رائدات وصنعن التاريخ» مشكلة بذلك دعوة حقيقية للوقوف وقفة إجلال وتقدير للنساء المغربيات على مر تاريخ المغرب لما قدمنه للوطن وللإنسانية. اختيار شعار نساء رائدات وصنعن التاريخ، اعتبره المتتبعون رسالة تقدير للنساء المغربيات خاصة في ظل النضال الذي تقوده الحركات النسائية والهيئات السياسية من أجل الإنصاف والمساواة، ولعل هذا ما يستشف من تصريح عبد الرفيع زويتن، مدير مؤسسة روح فاس في تقديمه لبرنامج الدورة الثانية والعشرين للمهرجان، حيث أكد أن التاريخ المعاصر للمغرب تميّز باستمرارية دور المرأة الحاسم في المغرب خصوصا بعد دخول مدونة الأسرة حيز التطبيق في المغرب والتي وضعت المغرب في مقدمة صفوف الدول العربية والإسلامية. وتحدث زويتن أيضا في تقديمه للتظاهرة عن الدور الحيوي للنساء في تقدم المملكة، مذكرا بدور كنزة الأورابية، زوجة مولاي إدريس، وخناتة بنت بكار زوجة المولى إسماعيل ونساء المقاومة ضد الاستعمار اللائي أدين دورا مماثلا للرجال وغيرهن.. وقال إن الفنانات المشاركات في هذه الدورة واللواتي سيفدن من مختلف القارات كأوربا والهند وإفريقيا وأيضا المغرب يشكلن حلقات لسلسلة لامتناهية من الإبداعات التي تنتصر للقيم المشتركة بين بني البشر والتي بإمكانها رفع التحديات ومواجهة كل أشكال الميز والإقصاء. ويتمثل هذا الاحتفاء الخاص بالنساء الرائدات - في هذه الدورة التي ستكون الهند ضيف شرف فيها- من خلال تقديم لوحات إبداعية وفنية مبهرة سيقدمها العديد من كبار الفنانين الذين سيفدون من مختلف دول العالم، ومن ضمنهم المغاربة كسميرة بنسعيد وهندي زهرة والإيرانية سحر المحمدي والعراقية فريدة محمد علي والمالية أم سانغاري بالإضافة إلى كريستين سالم (لاريينيون) والبرازيلية فرجينيا رودريغيس وأخريات. ألان ويبر، المدير الفني للمهرجان اعتبر أن هذه الدورة أرادت أن تعكس جوانب مختلفة من عالم الإناث في قالب موسيقي وفني، بحضور نساء قدمن من المغرب والعالم العربي، وآسيا والبرازيل، وإفريقيا، وشبه الجزيرة الهندية وأوربا، كما ستكون هذه الدورة غنية من خلال عرض الافتتاح، الذي سيعرض قصص النساء الأسطوريات للمغرب والشرق، ترويهم شخصية شهرزاد، وستكون مصاحبة بمؤثرات سمعية وبصرية. روح أم كلثوم ستكون حاضرةً في التكريم بمكانتها التاريخية، وكذلك روح فاطمة الفهرية مؤسسة جامع القرويين ستشكل نقاشاً فكرياً داخل منتديات المهرجان، وروح شهرزاد ستهبّ على زوار فاس في عمل إبداعي. ويوضح المدير الفني لمهرجان الموسيقى العريقة آلان فيبر، بأن الاحتفاء بنساء بناءات كفاطمة الفهرية الملقبة ب «أم البنين»التي شيّدت مسجد وجامعة القرويين بفاس، لتتأكد القوة ورهافة الإحساس والإبداع الخلاق بوصفها دعائم أساسية للتنوع الموسيقي المكون للتراث الثقافي الخصب. مضيفا في تصريح صحفي أنه «ما كان لهذا التراث أن يوجد لولا هؤلاء النساء اللواتي يعملن على تمرير الوعي والمشاعر، بعزم شديد على نشر الروح الشخصية والكونية للجماعة التي ينتمين إليها». أم كلثوم حاضرة بقوة في فضاءات المهرجان، من خلال أوبرا القاهرة التي تترأسها إيناس عبد الدايم التي تناضل باستماتة من أجل الرقي بالفنون، مؤكدةً أن «كوكب الشرق» تركت بصماتها الخاصة في الساحة الموسيقية الشرقية، بصوتها الذي لا يضاهى والذي غزا قلوب عشاق الموسيقى العرب. استحضار روح أم كلثوم سيكون عبر وسائل متعددة، منها أداء الفنانة سميرة سعيد التي انطلقت من الأسلوب الكلاسيكي لجيل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، إلى التنويع والزخرفة الصوتية. المهرجان ينطلق بعرض «سماء مليئة بالنجوم» الذي سيقدم يوم الجمعة 6 مايو/أيار 2016، والمكرّس لتيمة النساء البارزات، هو تكريم خاص للنساء اللواتي سطع نجمهن في سماء الشرق والمغرب، من خلال قصص ستحكيها شهرزاد، كل منهن ستجسدها فنانة متميزة، بمصاحبة الصورالضوئية، في رحلة عابرة للزمان والخيال، إلى جانب 3 عروض أخرى «ملك الأشباح»من إسطنبول ? فاس، التي تصوّر فاس كأرض يترابط فيها التراث بالصيرورة ارتباطاً وثيقاً. المنظمون اختاروا الاحتفاء بالهند من خلال مناظرة موسيقية بعنوان «داربار»، تقدم على خشبة باب الماكنة يوم السبت 7 مايو/أيار المقبل، كما يخصص المهرجان موعداً خلال ليل المدينة العتيقة الاثنين 9 مايو/أيار، المخصص لفن الراغا، مع لحظات ممتعة من العزف التأملي الماهر للموسيقى الكلاسيكية. وسيتم عرض «ملك الأشباح»، الاثنين 9 مايو/أيار، الذي يجمع بين فرقة فنية هندية - بريطانية وجوقة (كورال) مغربي، كما ستحتضن باب الماكنة أيضاً يوم الخميس 12 مايو/أيار 2016، عرضاً جذاباً من أداء مجموعة الطرب الأندلسي بقيادة محمد بريول ومشاركة الدراويش الدوارة من اسطنبول. وبالنسبة للبرنامج العام ستشهد ساحة بوجلود خلال الدورة الحالية سهرات لكل من مارسيل خليفة، الجوق الجهوي لمدينة فاس و مجموعة H-Kayne، فرقة الطبول المغربية «Over Boys»، الباتول مرواني؛ مراد بوريقي ولمياء الزايد،نجاة عتابو،محمود الإدريسي، رضا الطالياني وعبد الله اليعقوبي.فيما ستحييي الفنانة سميرة بنسعيد سهرتها بباب الماكينة إضافة إلى الفنانة زهرة هندي. وبحديقة جنان السبيل سيستمتع المغاربة بسهرات كل من الرايسة رقية أوحماد،و المطربة الإيرانية سحر محمديوكذا المطربة كريستين سالم، من جزر لارينينيونإضافة إلى الفرقة الإيطالية «Officina Zo»، وأيضا الفرقة الموسيقية الكردية «هونياز». فرقة «Rageshri Das» للموسيقى الروحية الهندية ستحيي حفلها بدار أديال، وكذلك الأمر بالنسبة للفنانة الأوزبكستانية «Yulduz Turdieva» في حين سيحيي كل من عازف آلة الستار إرشاد خان وعازفا الناي «Shashank Subramaniam» و«Rakesh Chaurasia» إضافة إلى الفرقة الموسيقية الهندية «Parvathy Baul» سهراتهم بالمركب الثقافي سيدي محمد بن يوسف.