كان اللقاء الذي نظمته الجامعة الشعبية لمؤسسة الفقيه التطواني للعلوم والآداب مع الكاتب الأول للإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يوم الاربعاء 27 أبريل 2016 لقاء استثنائيا في لحظة تاريخية دقيقة في زمن المغرب السياسي ، وهي اللحظة التي يعلن فيها ملك البلاد في خطاب تاريخي عن حقيقة المؤامرة التي تحاك بالمغرب كما باقي الدول العربية وهي المؤامرة المنتصرة لمخطط التجزيء والتقسيم وبث الفتن. خطاب وجد فيه الاتحاديون والاتحاديات قيمهم التي عبروا عنها في تحليلاتهم وفي مواقفهم حتى اتهموا أنهم قابعين في زمن السبعينات والثمانينات، والحال ان زمن القرن الواحد والعشرين عرف تراجعا كبيرا حد الإجهاز على مكاسب ناضل الاتحاديون والى جانبهم الصف الديمقراطي الحداثي من أجل أن يتوجهوا للمستقبل من أجل التسلسل في تغييرها بناء على إختيارات ديمقراطية تضع الوطن وقضاياه المصيرية في مقدمة الإنشغالات. لقاء أدار أشغاله الزميل والأستاذ الباحث في العلوم السياسية عمر الشرقاوي ، وساهم بالحوار فيه الزملاء والزميلات : صباح بنداود عن الإذاعة الوطنية ، وعبد الحق بلشكر عن يومية أخبار اليوم و أمينة نجيب صحفية حرة . وفي البدء عمل الزميل عمر الشرقاوي على تذكير الحضور الذي غطى قاعة إحدى فضاءات مدينة سلا، بان ضيف مؤسسة الجامعة الشعبية للفقيه التطواني للعلوم والآداب ، ليس ضيفا عاديا ، بل هو ضيف يقود حزبا طبع الحاضر بمواقفه التي ليست وليدة اليوم، بل تخزن في الذاكرة نضالا ينطلق من الحركة الوطنية وجيش التحرير الى سنوات الجمر والرصاص الى الاختيار الديمقراطي ، حزب له مواقعه المختلفة سواء في إستراتيجية النضال الديمقراطي أو من خارجها، من داخل موقع المعارضة او من التدبير الحكومي، لذلك يقول الشرقاوي فالمؤسسة الفقيه التطواني تستضيف كاتبا أول لحزب عريق، وواحد من رجالات التي لا يمكن لأي متتبع أن ينسى حركته النضالية في حزب أنتج الفكر والاقتصاد والإديولوجا كذلك، مما يتيح السؤال عن اتحاد الأمس إتحاد اليوم، يقول الشرقاوي نستضيف الرجل للحديث في الحزب ومحيطه، وعن حالة الاتحاد اليوم، كيف يتعامل مع المستجدات السياسية، ما هي مواقفه في القضايا الحساسة وغير الحساسة، واراد الشرقاوي للجلسة -التي ننقل أشغالها بأمانة للرأي العام- ان تكون مليئة بالحوار بالمواقف وبعيدة عن لغة الخشب أو أسئلة الاستفزاز. قبل أن يعطي الكلمة لرئيس المؤسسة أبوبكر الفقيه التطواني. أبو بكر الفقيه التطواني رئيس مؤسسة الجامعة الشعبية لمؤسسة الفقيه التطواني: نستقبل ضيفا يقود سيفنة الاتحاد الاشتراكي في ظروف صعبة شأنها شأن مشهدنا السياسي اختارت مؤسسة الفقيه التطواني أن تحتفي بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مذكرة بالعلاقة التاريخية التي تربط المؤسسة بمناضلي الحزب وعلى رأسهم الكاتب الأول وهي المقدمة التي بددت تساؤلات بعض الحضور من الصحفيين الذين تابعوا أنشطة المؤسسة، عندما اعتبروا في البدء أن اللقاء مع الكاتب الأول اتخذ طابع الاحتفاء مقارنة مع باقي اللقاءات التي استضافت فيها المؤسسة رؤساء أحزاب من الأغلبية والمعارضة.وهي الكلمة التي عبر فيها مدير المؤسسة أبو بكر الفقيه التطواني الذي قدم الكاتب الأول، عن فهم عميق بدور الرجل في النهوض بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الزمن الصعب. قال الأستاذ أبو بكر التطواني أن الاستاذ إدريس لشكر، فالرجل تربطه بالمؤسسة علاقة قديمة وتعاطف خاص، ساهم في افتتاح مقر المؤسسة الى جانب رجال نعزهم أمثال السيد عبد الواحد الراضي ومولاي إسماعيل العلوي، ومنذ ذلك التاريخ وإلى يومه عرفت المؤسسة أحداثا وسعدت بأن تكون فضاء للحوار والنقاش الحر والمفيد وأضاف: مؤكدا أن الاستقبال الذي تخص به المؤسسة الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية جاء في سياق مطبوع بانشغال وطني عميق حول قضية وحدة المغرب الترابية وآفاق الحلول الممكنة التي وضع لها المغرب سقفا لا يتعداه هو مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية وهو مقترح متقدم يتناغم مع مبدأ تقرير المصير واكد مدير المؤسسة ومؤسسها أن الخطاب الملكي الذي ألقاه جلالة الملك بمجلس التعاون الخليجي أبرز العديد من القضايا الغامضة في الملف وكشف المؤامرات التي تدبر إقليميا ووطنيا، وتستهدف النموذج المغربي وإن هذا الانشغال يطرح تحديات كبرى على الأحزاب السياسية في مواجهة وتأطير الانزلاقات التي تهدد المنطقة بوجه عام مؤكدا أن استقبال ضيف المؤسسة ادريس لشكر جاء والمشهد الحزبي يعرف تراجعا في منسوب الاهتمام الشعبي وعلى مستوى التأطير والتنظيم كما يعرف الخطاب في المشهد الحزبي تدنيا في الأسلوب وتراجعا في معانقة قضايا الجماهير الشعبية ليصبح إطارا للتجاذب، تغلب عليه المواقف الذاتية والظرفية وتغيب البرامج ومشاغل الناس ، وجاء الاستقبال في سياق تحولات إقليمية متسارعة أصبح فيها الهاجس الأمني أكثر أولوية من ذي قبل، وأصبحت مناطق النزاع تمتد رقعتها وتشتد حميتها بدافع طائفي وديني وعرقي وقبلي، وأصبح ديننا عرضة للاتهام، ودخلنا في دوامة تنبئ بصراع فعلي للأديان والحضارات ، متابعا أن ضيف المؤسسة االأستاذ ادريس لشكر ،يحفل تاريخه بمنعرجات ومنخفضات ومرتفعات، يقود اليوم سيفنة الاتحاد الاشتراكي في ظروف صعبة شأنها شأن مشهدنا السياسي بوجه عام، غير أن ما يسترعي الانتباه ان قضايا هذا الحزب ومشاكله ومشاغله تجاوزت إطاراته التنظيمية لتصبح جزءا من النقاش العمومي وحديث الخاص والعام ، و ضيف المؤسسة ادريس لشكر، ارتبطت حياته وتاريخه وماضيه بحزب الاتحاد الاشتراكي منذ صغر سنه متدرجا في النضال من مختلف المواقع الجمعوية والحقوقية ومن منصب مسؤول وطني للشبيبة الاتحادية الى رئيس فريق بالبرلمان الى وزير العلاقات مع البرلمان الى الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي «وأكد قائلا :»يتذكر ادريس لشكر جيدا وهو طفل سبع سنوات كيف كان مواظبا على قراءة جريدة التحرير، كان يقرأها لوالده رحمه الله ولأصحابه وكيف كان يتابع محاكمة سنة 1963 ويتابع النقاش السياسي القوي السائد آنذاك مضيفا:» عاش ادريس لشكر في القلب السياسي للاتحاد، عانى المضايقات والمتابعات وتعرض للاتهامات والتجريح وهو لا ينسى ما كان يقال في حق زعماء الحزب، يتقبل ذلك تارة بأريحية وتارة يدل في سجال ومعارك" فالسياسة عالم صعب والحذر فيها واجب . وعرج الاستاذ أبو بكر في كلمته من جديد، قائلا : «تراودنا العديد من التساؤلات منها ما يرتبط بالتاريخ السياسي للحزب، فالحزب الذي تتولون كتابته الاولى يرتبط بالتاريخ السياسي للمغرب المستقل ويعد جزء من ذاكرته الوطنية وامتدادا للحركة الوطنية، إن المسؤولية اليوم هو كيف الحفاظ بوفاء على هذا الإرث التاريخي وكيف نرسخ مكانته بالنسبة للمستقبل كما نستقبلكم والحاجة تدعو إلى يسار قوي يعيد التوازن داخل الحقل الحزبي ويرسم بناء أقطاب واضحة ومن هنا نتساءل عن الوحدة ووظيفة الاتحاد في المقاربة الادماجية وبناء البيت الكبير كما نستقبلكم اليوم متسائلين عن التموقع السياسي للحزب وعن موضوع التحالفات المقبلة، وعن تقييمكم للاداء الحكومي والمغرب مقبل على انتخابات تشريعية في شهر أكتوبر القادم , نستقبل اليوم السيد إدريس لشكر في سياق انشغال وطني بمستقبل الاتحاد والديمقراطية الداخلية لهذا الحزب متسائلين بقوة عن المشروع التي تعدونه لتدبير الاختلال والتئام مختلف التيارات داخل البيت الإتحادي مضيفا» لا أترك هذه المناسبة تفوت المؤسسة لأعبر باسمها عما يكتسبه موضوع الشباب والمشاركة في الحياة العامة لديها وأملنا أن نعد الأوراش اللازمة لفتح حوار دائم وبنيوي يعطي لهذه الشريحة أهمية خاصة من خلال الإسهام في بناء سياسات عمومية مندمجة وتمكين الشباب من فضاءات عمومية ترسخ ثقافة الحوار والتعدد وتحتضن الاختلاف في جو ديمقراطي حضاري يليق ببلدنا كشعب متسامح ومنفتح وديمقراطي. الكاتب الأول مترافعا عن مواقف وقيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يخف عمر الشرقاوي وهو يوجه السؤال إلى الكاتب الأول أن الاتحاد الاشتراكي له علاقة وطيدة في مساره النضالي مع قضية الصحراء المغربية ، مؤكدا أن قيادة الاتحاد التاريخية دخلت السجن من أجل مواقفها الوطنية تجاه القضية، متسائلا اليوم كيف يرى الاتحاد قضية الصحراء وما هو تقييمه، وفي نفس السياق توالت أسئلة الزملاء الصحفيين، مع إعطاء السؤال أبعاده في المشهد الحزبي بالأساس، وتداعياته على المستوى الوطني في ظل المواقف التي اتخذتها الأممالمتحدة في شخص أمينها العام وبعض دول مراكز القرار. في جوابه قال الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، الذي اعتبر أولا أن الحوار الذي فتحته مؤسسة الفقيه التطواني يؤشر عن واقع صحي في التواصل من أجل معرفة حقائق ، تسعى بعض الدوائر الإعلامية للتعتيم عليها. مؤكدا أنه في انتظار التقرير العام وصيغته ومدى تعامل مجلس الأمن معه، ينبغي أن نجهر بحقيقة أن من تفاعل مع الخطاب الملكي ودلالاته القوية هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولقد قال الاتحاد الاشتراكي في حينه وعلى لسان قيادته أن هذا الخطاب منسجم مع توجهات الاتحاد وارتباطه بالقضية في محيطها الإقليمي والجهوي والدولي، من منطلق أن الاتحاد كان دائما في تصريحات قيادته وفي بيانات المكتب السياسي والأجهزة التقريرية والتنفيذية الحزبية كما في افتتاحيات صحافة الحزب ، كان يتحدث عن المقاربة الأمريكية في الوقت الذي كان البعض يمد الجسور مع أمريكا داعما بشكل أعمى تصورها في المنطقة. وأكد الكاتب الأول -الذي تحدث بجرأة كبيرة عن علاقة الخطاب بمختلف التصورات التي تبديها مراكز القرار الدولي حول المنطقة- أن الخطاب الملكي أعادنا إلى مواقف الشهيد المهدي بنبركة في منظمة دول عدم الانحياز، كما أرجعنا إلى موقفنا الدائم ضد القطبية الثنائية ، واليوم ضد القطب الوحيد. مذكرا أن الاتحاد الاشتراكي كان يتحدث دائما عن ضرورة أن يظل المغرب في العلاقات الدولية متعددا في اختياراته الإستراتيجية، وهذا المنحى هو ما ورثه الاتحاد عن قادته التاريخيين، واستمر فيه في القيادة الحالية. من هذا المنطلق أكد الكاتب الأول أن الاتحاد اليوم في واجهات متعددة في الأمميات الدولية، ومنها الأممية الاشتراكية والتحالف الدولي الذي تقوده دول شمال أوربا وألمانيا. معبرا للصحفيين المحاورين وللحضور المكثف، أن الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الوحيد في المغرب الذي يتواجد في التحالف الدولي، مذكرا أنه عندما تأسس التحالف الدولي كان المغرب يمارس قناعة « المقعد الفارغ» مما كان ينذر بأن المؤسس سيكون هو البوليساريو مع دول تمتد من أمريكا إلى آسيا مرورا بأوروبا، مضيفا أن المغرب سيكون غائبا عن هذه المنظمة القوية، لو أن الاتحاد الاشتراكي اختار الحل السهل في أن ينسحب حيث يتواجد البوليساريو. وأكد في هذا الصدد قائلا « نحن حريصون أن نذهب للأماكن الصعبة للدفاع عن قضايانا المصيرية» . مضيفا أن الاتحاد الاشتراكي في قيادته وكذلك قواعده كان له تجاوب عميق مع الخطاب « لأننا أحسسنا أن الفلسفة والقيم والمبادئ التي تجمعنا في الاتحاد سواء في قناعاتنا أو علاقاتنا الدولية أو في مواجهة المؤامرات التي تحاك أحسسنا أن هذا الخطاب وثيقة استراتيجية في هذه المرحلة، لقد أكد الخطاب ما ذهبنا إليه وهذه هي الحقيقة» . ولم يفت الكاتب الأول أن يذكر الصحفيين المحاورين بمساءلته لرئيس الحكومة في جلسة رسمية حضرها الأمناء العامون للأحزاب حول تحركات أمريكا وتصريحاتها بالنسبة لقضايانا الداخلية, كما ذكرهم كيف تعامل البعض مع هذا التوجه ، ومع الأسف حتى الجواب لم يتلقاه الحزب وتم تجاهل تساؤل مؤسسة حزبية لها الحق في المعرفة والحصول على المعلومة. وشدد الكاتب الأول أن الخطاب جاء ليؤكد أن المغرب مستهدف وأن الاستهداف انطلق منذ 2011، مذكرا بخرجات وكيليكس واليوم لربما وثائق باناما، التي أعطت نتائج هذه المؤامرة في الساحة العربية ، التي خلفت التدمير والفتن. لهذا يضيف الكاتب الأول أن الخطاب كان شفافا واضحا وجريئا في رصد منطقة بكاملها وليست قضية الصحراء المغربية فقط. فالأمر يتعلق بمخطط رهيب عكسه هذا التناغم بين دول الخليج والمغرب. كما يعكس حقائق ما وقع في مصر وفي باقي الدول التي خربت. وعبر الكاتب الأول عن خشية الاتحاد الاشتراكي على المغرب مذكرا أن السفير الأمريكي السابق لم يكن محايدا في 2011 ، مسائلا الصحفيين :»هل تعرفون المقرات التي زارها السفير الأمريكي السابق -» لم يكن الجواب على لسان الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر بل على لسان الحضور بصوت واحد :»إنه مقر حزب رئيس الحكومة ، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي ترددت أطره في هذه الفترة بالذات على السفارة الأمريكية وفي زيارات مكوكية إلى أمريكا» -. وذكر الكاتب الأول في مسار جوابه بخصوص هذا الوضع أن هيلاري كلنتون من موقعها في الإدارة الأمريكية ، ترغب أن تتولى قيادة حزب العدالة والتنمية قيادة الحكومة، مما يطرح تساؤلا كبيرا حول المرحلة ، وحول الحزب المعني، خاصة عندما سمعنا رئيس الحكومة نفسه يقول أن هناك تماسيح وعفاريت تحكم البلد ، و قال الكاتب الأول « أنا أتفق مع رئيس الحكومة- في الجانب الخاص بالتمساح الأكبر الذي أثر على نتائج الانتخابات خاصة بعد التصريحات الأخيرة، متسائلا عن هذا العفريت أو التمساح و نسبة تواجده مستقبلا في انتخابات أكتوبر التشريعية لبلادنا. « في الرد على موضوع الاستفتاء و التدخل الامريكي: حتى لو خلقوا لنا سجنا آخر أو ميسور أخرى سنقول لا للاستفتاء. المغاربة الذين وقفوا في وجه كافة أشكال الهيمنة عبر التاريخ قادرون على المواجهة للدفاع عن قضايا الوطن العادلة. وفي تساؤل، حول موازين القوى قال الشرقاوي الذي _سير جلسة الحوار الصحفي التحليلي والباحث عن أجوبة على لسان الاتحاد الاشتراكي كما رأت في ذلك الجامعة الشعبية لمؤسسة الفقيه التطواني للعلوم والآداب - أن المغرب يخلق اليوم مواجهة غير محسوبة العواقب مع أمريكا ، مردفا هل المغرب له القدرة على مواجهة هذا التمساح الكبير، مضيفا لتساؤله قضية الأممية الاشتراكية ، معترفا من موقعه أن الاتحاد اختار ألا يكون الكرسي فارغا لكن ما هي مكاسب ذلك وخاصة في القضية الوطنية. اختار الكاتب الأول أن يبدأ بالسؤال الأخير مؤكدا «أن آخر تقرير الأممية الاشتراكية ، مختلف عن كافة التقارير الصادرة منذ السبعينيات ، حيث كانت قضية الصحراء في جدول أعمالنا ، وكانت هناك تحديات تحمل في ثناياها نفس الصياغة التي وضعها الأمين العام في تقريره الأخير ،فقام الاتحاد الاشتراكي بجهد كبير، وخرجنا بتقرير آخر وبصياغة أخرى لصالح القضية الوطنية، أقول عنها بكل مسؤولية أننا تلقينا بخصوصها التهاني من مسؤولي خارجية بلادنا بما فيها سفيرنا في نيويورك الذي كان متابعا لكافة أشغالنا في هذه المحطة الوطنية. وفي جوابه عن التوازنات والقدرة على مواجهة أمريكا ذكر الكاتب الأول باختيارات المغرب الاستراتيجية في العلاقات الدولية إزاء أوروبا وأمريكا نفسها ، وأن التوازن في قناعات المغاربة لا ينبغي أن يكون على حساب إيمان المغاربة بوحدتهم الترابية وكافة قضاياهم العادلة و»المغاربة الذين وقفوا أمام كل الأهداف الاستعمارية من البيزنطيين والفنيقيين إلى العثمانيين والأوربيين فرنسا واسبانيا والبرتغال ، لا شك أنهم قادرون على مواجهة أمريكا ليقولوا لها كفى من التدخل في قضايا بلادنا العادلة. وطرحت الصحفية صباح بنداود خطوط التحالفات الاستراتجية الدولية ودور الأحزاب في الدبلوماسية الموازية مؤكدة بمنطق تساؤلي تحليلي عجز الأحزاب عن هذا الفعل من بوابة البرلمان، واختار الصحفي عبد الحق بلشكر أن يعطي تقييما لتدخل الكاتب الأول معتبرا التحليل الذي ذهب إليه الكاتب الأول يعود إلى خطاب السبعينيات والثمانينيات، في قوله أن ما ذهب إليه تحليل الكاتب الأول يعني « أن الامبريالية هي منبع كل الشرور في العالم ، محاولا أن يختزل موقفه في كون الكاتب الأول يقصد فقط انتخابات 2011 ، وواصل بلشكر تدخله بنبرة الدفاع عن الموقف ، والحال أن تحليل الكاتب الأول يصب في التناغم الحاصل بين الخطاب الملكي وموقف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من التدخل الأمريكي في منطقة بكاملها ، وعبر عن ذلك بيان الحزب بصراحة واضعا يده على منطلق الداء في التدبير الديمقراطي الكوني للعلاقات الدولية. وحاول مسير الجلسة الزميل عمر الشرقاوي أن يمحي السؤال بالسؤال قائلا « «إلياس العماري في آخر خروجه لمح أن خيار الاستفتاء وارد واعتبره من أرقى الوسائل الديمقراطية، والاتحاد كان له رأي حاسم في هذا المنحى مع عبد الرحيم بوعبيد، متسائلا عن موقف الاتحاد اليوم؟» قال لشكر، لو ظللنا وحدنا في موقفنا وحتى لو خلقوا لنا سجنا آخر أو ميسور آخر سنقول لا للاستفتاء . الاتحاد يبذل مجهودا للتمويل مهامه الحزبية ولم يتلق أي دعم من رئاسة الحكومة في ممارسة دبلوماسيته الحزبية في رده على باقي الأسئلة قال الكاتب الأول أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يبذل مجهودا لتمويل مهامه الحزبية الخارجية، شبابية كانت أو نسائية، ومع كامل الأسف لم نلق أي دعم من رئاسة الحكومة في ممارسة الدبلوماسية الحزبية، وأضاف الكاتب الأول أنه واجه رئيس الحكومة في اجتماع رسمي مع أمناء الأحزاب بهذه الحقيقة مصححا لرئيس الحكومة كلامه ، عندما أعطى المثال بحزب الاتحاد الاشتراكي في دعم الحكومة للدبلوماسية الحزبية، وشدد لشكر أن الاتحاد لم يتوصل بأي درهم في ممارسة دوره الدبلوماسي الموازي . مؤكدا أن كل ما يراه الرأي العام من مجهود في العلاقات الخارجية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يسهر الاتحاد على دفع ثمنه من ماليته ومن تضحيات مناضليه. مشيرا أن الحزب على رأس أولوياته سواء في نضاله -الداخلي والخارجي الدبلوماسي و التأطيري والإعلامي - القضية الوطنية، ولو تطلب الأمر الخروج المواجهة للشارع ضد أي قرار يمس بشكل أو بآخر وحدتنا الترابية، مضيفا أن للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ملاحظات كبرى على التقرير الأممي الذي يريد أن يرجعنا إلى الوراء في حلول سابقة ومنها «الاستفتاء». فالأممالمتحدة نفسها ترى أن هذا الحل مستحيل وبحثت عن صيغ أخرى، وأن شرعية الحكم الذاتي وما نحن بصدده اليوم في قضية الجهوية الموسعة، نابعة من كون الأممالمتحدة عبرت على الاستحالة المطلقة من أن تعرف المنطقة استفتاء فيما يسمونه «الشعب الصحراوي». ولان السؤال الذي وجهه عبد الحق بلشكر باسم أخبار اليوم ، لم يكن في نفس انشغالات الاتحاد الاشتراكي ، وهو الحزب الذي يواجه السؤال القلق في التحديات الجوهرية المطروحة على بلادنا، سقط الجواب من رد الأخ الكاتب الأول، أو هكذا اعتقدت « كصحفية أنتمي لنفس التوجه « ، كرر السؤال الزميل الشرقاوي ، ليقول الكاتب الأول ادريس لشكر في رده « أنا أقول بكل مسؤولية أنني لأول مرة أجد نفسي بقوة في الخطاب الملكي بالقمة المغربية الخليجية، وهو خطاب تميز بالواقعية والشجاعة والفهم العميق بالمعطيات التحليلية والقوية،... والخليج عبر عن مساندته الواضحة للمغرب في قضيته الوطنية». وذكر الكاتب الأول في هذا الإطار بالمفاجأة التي تلقاها بعد الخطاب ، كون موقع تابع لحزب العدالة والتنمية يتحدث عن المخطط الخليجي في المغرب، وغاب عنه أن المغرب في هذه المرحلة يحتاج تحليلا يجب أن ينصرف تجاه المخطط الأمريكي الخطير الذي يمس بالتوازن في الخليج العربي ، وهنا أشار الكاتب الأول إلى العلاقة مع إيران، مؤكدا أنه إذا لم نقم بمراجعة جذرية لتوجهنا فيما يتعلق بالعلاقات الدولية ، فتأكدوا أن المخطط الصهيوني الذي كان يعتبر أن لا سلام للدولة الإسرائيلية إلا بتفتيت الدول العربية ، يواجهنا .. وأكد الكاتب الأول أن الهدف هو خلق فتن في المنطقة ، وفي ذلك دلالات سواء في التعامل السلبي مع كفاح المغرب في اختياراته الديمقراطية والتعبير عن مواقفه في الدفاع عن مطالبه المجتمعية العادلة أو في خرجات «الويلكسيكية» و» البانامية «، التي لها أهداف غير تحقيق الديمقراطية والعدالة الحقة التي تتوخاها الشعوب ، وقد نبه الاتحاد الاشتراكي إلى ذلك وعلى الآخرين أن يتحملوا مسؤوليتهم. ومع الأسف وباستثناء مبادرة الحزب وكافة المقالات الصادرة ، لم نجد أحزابا بما في ذلك الحزب الذي يقوده رئيس الحكومة، لم تجتمع قياداتها وتصدر بيانا تجاه هذا الوضع. لم يكن الجواب الذي تقدم به الكاتب الأول في أفق انتظار الزميل عبد الحق بلشكر ممثل جريدة أخبار اليوم، ليقول مقاطعا :» هذا يعني أن الاتحاد الاشتراكي سيدعو إلى إلغاء كافة الاتفاقات والعلاقات مع محور الشر أمريكا ، مذكرا بأرقام مادية صرفة مع الجانب الأمريكي؟ « كان جواب الكاتب الأول- بعدما ارتفعت أصوات من القاعة وصلت إلى مسامعنا تقول في مختلف التعبيرات» هل أخبار اليوم ناطقة باسم الملحق الصحفي الأمريكي في بلادنا» – أريد أن أؤكد لك أن الاتفاقيات التي تؤسس على نوع من الندية ويكون لها مصالح ومنافع بين الشعبين لا يمكن معارضتها، ولكن عندما تتجاوز الأمور هذا الطرح ،لا تطلب منا ألا نقف في مواجهتها بدعوى أن هناك اتفاقية ستلغى إذا لم نعبر عن موقفنا...وهذه هي الشعوب الحية التي تدافع باستماتة عن بقائها . يمكن أن يتراجع الاتحاد الذي كان يقود الحركة الاجتماعية، لكن نفتخر اليوم كوننا بعد المؤتمر التاسع أصبحنا جزءا من هذه الحركة. لسنا في نفس الدور التاريخي لحزبنا لكن طموحنا هو استعادة المبادرة في السؤال عن وضع الحزب اختار الشرقاوي كل الكلمات التي روجتها الصحافة التي بدت أنها مسلطة الضوء على كل ما من شأنه ضرب الاتحاد الاشتراكي وضرب قيادته المنبثقة عن المؤتمر التاسع الذي اختار مناضلوه التباري الديمقراطي بين أربع إخوة من خيرة قادة الاتحاد، قال الشرقاوي أن هناك من يقول أن الاتحاد يحتضر مضيفا إلى سؤاله رأي المتفائلين، بأن الحزب تحوم حوله سحابة عابرة ،وأن الاتحاد قد يمرض، ولكنه باق ، وله دوره في المستقبل، موجها السؤال للكاتب الأول في تقييمه لهذا الحزب العريق وسط خطابات من سماهم معارضين ومحتجين أو مؤيدين؟ وفي نفس الأمر قالت الزميلة بنداود أن تصورها يذهب في اتجاه أن فئات عريضة من المجتمع قطعت شعرة معاوية مع الحزب، مؤكدة أن إحساسها يسود بعض المجالس العائلية والمهنية ، كون الاتحاد أصبح مختبرا للانتخاب والتحالف؟ واكتفى عبد الحق بلشكر ليسأل الكاتب الأول هل هو راض عن وضع الاتحاد ، وأين يذهب الاتحاد في أفق الانتخابات المقبلة ؟ وسألت الصحفية أمينة نجيب من منطلق أن الحزب يستعد لمرحلة مقبلة تحدث فيها الكاتب الأول عن العديد من المسلمات في القواعد، ويجب تغيير المسلمات فيها، فما هي دلالات ذلك وما القواعد التي تغيرت؟ قال الكاتب الأول أنه يتفق مع الزملاء في كون الاتحاد الاشتراكي تراجع في المشهد السياسي بصفة عامة، كما يتفق في كون الاتحاد الذي كان يقود الحركة الاجتماعية يمكن تراجعه، لكن نفتخر كوننا بعد المؤتمر التاسع ، أصبحنا جزءا من هذه الحركة ، ومما لا شك فيه أننا لسنا كلها، لكننا جزءها الهام، وهذا حرك عائلات وفئات اجتماعية للعودة للتداول في دور الاتحاد، و تابع الكاتب الأول قائلا : يجب أن نعترف أن هذا التراجع ليس له علاقة باليوم ولا بهذه القيادة ، داعيا الصحفيين إلى قراءة الاتحاد في محطاته منذ التأسيس والمحطات الأساسية التي عرفها انطلاقا من مؤتمر التأسيس للاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959 ومحطة المؤتمر الوطني الثاني 1962 التي تميزت بالاختلاف عن التقرير المذهبي للحزب، ثم المحطة الأخرى لسنة 1965 و اللتان كانتا مطبوعتين دائما بالنقاش الحاد والاختلاف ،إلى أن جاء المؤتمر الوطني الاستثنائي الذي أقر استراتيجية النضال الديمقراطي، وفي سنة 1978 الذي نحا فيه المؤتمر منحى راديكاليا في ذلك الوقت بتبنيه «الملكية البرلمانية»، والمؤتمر الوطني 1992 الذي طرح فيه مبدأ القيادة الجماعية في الداخل والخارج، وصولا للمؤتمر السادس الذي طرح سؤال المشاركة في الحكومة، وبعدها عرف الحزب خلافات وتصدعات كبرى كخروج عدة أحزاب من رحم الاتحاد واستقلالية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل... وتابع الكاتب الأول أن تاريخ الإنسان في كافة حركاته تأتي عليه مراحل تراجع فيه الحركات نفسها، والاتحاد الاشتراكي دخل التناوب، وأخرج المغرب من السكتة القلبية وتحمل المسؤولية في ظروف صعبة، فلا شك أن ذلك كان له أثر على الذات الحزبية، وأنا لا أنفي التراجع، واليوم نشرح الأسباب ، ونؤكد أننا لسنا في نفس الدور تاريخا، ولكن طموحنا أن نستعيد هذا الدور ، اليوم تمت إعادة بناء الحزب ،واليوم رجع الحزب المؤسسة في تدبير إدارته وماليته، ولأول مرة يمكن أن أقول أن كل المقرات بما فيها المقر المركزي في وضعية قانونية وفي ملك الاتحاديات والاتحاديين، وإعلامنا الحزبي لأول مرة في تاريخه ليس في ملك الأشخاص، كما قمنا بمجهود في إعادة تنظيمات الحزب ، وفي كافة الأقاليم الترابية للمغرب هناك تنظيم إقليمي لحزبنا ، والذي كان بدونها في أغلبية المناطق منذ عشرين سنة، حيث لم تتجدد الهياكل التنظيمية, كما قمنا بمجهود في توحيد الحركة الاتحادية والأخوين قائدا الحزبين المندمجين من الحركة الاتحادية عبد الكريم بنعتيق وعبد المجيد بوزوبع جزئين من القيادة الحالية، كما قمنا بمجهود في وحدة الحزب، ومددنا الجسور بالحوار الاتحادي –الاتحادي. و أحال الكاتب الأول محاوريه على حدث ندوة اليسار ، مؤكدا أنه منذ 1995 لم تلتق قيادات اليسار للتداول بشان الوحدة. ودعا الصحفيين والمتتبعين إلى عدم تبخيس هذه المجهودات توخيا للموضوعية والمهنية. وفي حديثه عن النخبة في المجتمع ، قال أن هذه الأخيرة قاسية على الاتحاد وهي لا ترى إلا ما قيل عن الاتحاد من سلبيات .وتابع الكاتب الأول، أن من يجعل الاتحاد مواجها لكافة التحديات هي إرادة الاتحاديات والاتحاديين الموجودين في المواقع المختلفة في الجبال والسهول والمدارس والكليات و اليوم في الحركات الاحتجاجية، فالاتحاد في السنوات الأخيرة كان غائبا، واليوم هو حاضر بقوة ونحن اليوم جزء من حركة الأساتذة المتدربين وأساتذة سد الخصاص، كما أننا جزء من حركة الطلبة الأطباء، وكل الفئات المهنية من الصيادلة والمبصريين وغيرهم . و أشاد الكاتب الأول بالأطر الاتحادية التي تتصدر مواقع هامة في الإدارات المهنية التي يحظى فيها أطر الاتحاد بقيادتها, مقدما مثالا بالإعداد لمؤتمر اتحاد المهندسين وأن الاتحاد يحتل الصدارة في عدد مؤتمريه مقارنة مع الأحزاب المتواجدة والممثلة في البرلمان ... وتوجه الكاتب الأول للنخبة التي لا تطلع عما يجري في الاتحاد أن تعرف الاتحاد من الداخل منتقدا في نفس الوقت من يشوهون الحقيقة. التحالفات من عدمها تقررها الأجهزة التقريرية للحزب والعلاقة مع المعارضة تنسيقية مؤسساتية وفي السؤال الذي وجه للأخ الكاتب الأول حول العلاقة بحزب الأصالة ، بصيغة اختار لها الزميل عبد الحق بلشكر أن تكون ملغومة كون الأصالة والمعاصرة هي من تقود الاتحاد اليوم ، مستحضرا نعت الكاتب الأول بالأمس من موقعه كعضو للمكتب السياسي هذا الحزب ب»الوافد الجديد» ، وفي نفس الإطار قالت صباح بنداود وهل الحل هو التنسيق مع البام؟ قال الكاتب الأول الحقل السياسي اليوم لم يضر الاتحادي فقط، بل أضر كل المشهد، وخاطب الصحفيين قائلا : ألم تلاحظوا رئيس حكومة يخطئ وفي نفس الوقت يعتذر عشرات المرات، ويقول الشيء ونقيضه، وأنتم تتحدثون عن تناقضات، اذكركم أن هذا رجل وباسم مؤسسة رئيس الحكومة ينعت رئيس حزب بالفساد، وغدا يسقط عليه التهمة، فكيف تريدون من الرأي العام أن يحترم الفاعل السياسي. وطمأن الكاتب الأول الصحفيين جوابا على تساؤلاتهم حول التحالفات أن الأجهزة التقريرية للحزب هي من تحدد التحالف من دونه ، وليس هناك أي تحالف مع الأصالة والمعاصرة ، وطبيعة العلاقة هي تنسيقية مؤسساتية. بخصوص ملف الأساتذة المتدربين ليست لنا رغبة في تسويق الذات لأن التسويق الحقيقي هو ان يشاركنا هؤلاء الخبز والشاي وشربة ماء في مختلف مقراتنا الحزبية بخصوص ملف الأساتذة المتدربين قال الكاتب الأول «نحن من استقبلهم ، ونحن من فتح مقراته للحركات الاحتجاجية في مختلف المدن ، ونحن من ساهمنا مع الأساتذة المتدربين في مصاحبتهم في حركتهم الاحتجاجية « و أضاف بأن الأمور كانت صعبة، وأن العنف كان على الأبواب نتيجة التصريحات العنيفة والحادة لرئيس الحكومة، وأن الأمر وصل إلى حد التهديد بحرق الذات ، وهذه الصور إذا خرجت للرأي العام الدولي فإن الحال كان سيكون غير الحال. مضيفا أن تداولا في حقيقة الوضع تم مع الأخوة في الشبيبة والفدرالية والذين طالبوا الكاتب الأول بمبادرة، وهي المبادرة التي قام بها ادريس لشكر تجاه الحليف حميد شباط والذي كان خارج الوطن في تركيا تحديدا، مما دفع الكاتب الأول إلى التوجه للمعارضة ، وفي هذا الصدد أكد الأمين العام اليأس العماري انخراطه التام بما في ذلك قوله للكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي أن يوقع في مكانه ، ليعبر عن انخراطه التام في مبادرة الاتحاد . وقال الكاتب الأول أن كل الرسائل حتى التي أرسلت لرئيس الحكومة، أرسلت من المقر المركزي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وهي الرسائل التي لم نلعب فيها دور المعارضة، وتوجهنا للأغلبية قبل المعارضة ، لأننا كنا نعي جيدا خطورة الواقع المطروح على بلادنا واستقرار بلادنا، وقلنا تعالوا جميعنا لنعالج الأمر ونعمل على حل هذا المشكل، والذي استجاب للمبادرة من الأغلبية هو الأمين العام للتقدم والاشتراكية نبيل بنعبد الله الذي أعطانا موعدا في اللحظة,,,في هذه الإثناء قاطعت صباح بنداود جواب الكاتب الأول ، موجهة اللوم للإعلام الذي لم ينقل الصورة بمهنية وموضوعية، قائلة أن الإعلام صب في صالح حزب الأصالة والمعاصرة.. وكان جواب الكاتب الأول إن الاتحاد الاشتراكي لم يكن يشتغل على الملف لصالح صورته بل لصالح البلد، وأن أكبر خدمة في ملف الأساتذة المتدربين هي تلك التي أسديت للوطن وأن أي خطأ زائد، كان سيؤدي إلى أزمة كبيرة في البلد، وقد عبرنا عن ذلك في إعلامنا الحزبي، وأكد الكاتب الأول أنه أشار إلى ذلك في تصريحات متفرقة لوسائل الإعلام.. وأن الحل خرج من الاتحاد الاشتراكي ،وهو الذي ردده إلياس العماري ونبيل بنعبدالله، وهو نفس الحل الذي قبله رئيس الحكومة، ، وهو حل لا غالب فيه ولا مغلوب، وأضاف الكاتب الأول بإلحاح من محاوريه لمعرفة من وراء الحل في مختلف التصريحات التي قدمها أمينا التقدم والاشتراكية وحزب الأصالة والمعاصرة ، أنه ليست له رغبة في تسويق الذات لأن التسويق الحقيقي يكمن في العلاقات التي أقامها شبابنا ومناضلينا مع الأساتذة المتدربين داخل مقرات الحزب، و في مختلف أرجاء الوطن وشاركوا معهم الخبز والشاي وشربة ماء ، كما التضامن المشترك في الشارع وكافة الممرات المؤدية إلية، وهذه هي ثقافة الاتحاد التي تربينا عليها.قال عمر الشرقاوي متابعا السؤال في الزمن الذي قارب الساعتين والنصف ، سأسألك من منطلق الوزير الذي اشتغلت إلى جانبه في الوزارة المكلفة بالعلاقة مع البرلمان، وأتطرق معك للمرسومين، هل إذا كنتم في الحكومة ستتراجعون عن هذين المرسومين أمام هذا المشهد الاحتجاجي؟ أجابه الكاتب الأول « أنا لم أطلب يوما التراجع عن المراسيم، ونحن في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية طالبنا بإيقاف التطبيق الخاطئ للمراسيم، وحتى رئيس الحكومة اعترف بما قلناه له، لأننا أكدنا له أنه ليس له الحق في تطبيق القوانين بأثر رجعي، فمن الصعب أن يدخل أستاذ متدرب في خانة بناء على مباراة وعقد، وعندما يشرع في عمله يصبح شيئا آخر ، وأعطى الكاتب الأول مثالا بموظف اشتغل لمدة سنة وترسم، ويأتي رئيس الحكومة بقانون، يقول أن السنة ليست كافية وينبغي إضافة خمس سنوات أخرى، مما يتيح فرصة طرد الموظف في أي سنة موالية في السنوات المضافة. وتابع ادريس لشكر مدافعا عن الأساتذة المتدربين ، قائلا : «هؤلاء شباب جاؤوا من مختلف الضواحي والقرى و الأماكن البعيدة و المهمشة، وهناك عائلات ضحت بالغالي والنفيس من أجل وصول أبنائها إلى أفق انتظارهم في العمل والوظيفة». مؤكدا أن تدبير الحكومة لهذا الملف كان تدبيرا خاطئا وكان بالإمكان معالجته بالعقل والهدوء. وفي موضوع الحقل السياسي اليوم ،جوابا على الصحفية أمينة نجيب، قال الكاتب الأول أن هناك تغييرات كبيرة عرفها الحقل السياسي وعرفها المجتمع، واليوم إذا لم نع أن الحزب المتحكم الحقيقي في بلادنا هو الحزب الذي استطاع أن يسيطر على هوامش الحواضر، باستغلال حرمان الشابات والشباب في الأحياء المحيطة بالرباط والدار البيضاء وفاس وغيرها من مناطق البؤس ، هؤلاء هم المتحكمون في الحقل السياسي، ليس لوعيهم الطبقي بل الأمر يندرج في مركب مصالحي، أصبح – مع الأسف -مؤثرا في القرار و في العملية الانتخابية ، وقال لشكر للصحفيين أتوني بأي إطار أخلاقي وعلمي ومعرفي ونضعه في دائرة من هذه الدوائر ، لن يكون ، إن لم تصاحبه الشبكة العنكبوتية، التي يجمعها المال أو الإحسان، وهي الشبكة التي توزع الأضحية وتشتري قفة رمضان وتزوج وتطلق وتشتري محفظة المدرسة، وهي الشبكة الخطيرة التي يحق التساؤل من أين لهم كل هذا، فإذا تعلق الأمر بالتمويل العمومي للأحزاب، فان الأمر لا يقارن حتى بميزانية لفرقة كرة معينة . مؤكدا أن دعم الاتحاد قبل «التوحيد» وصل مليون درهم للسنة، وبعد «التوحيد» وصل زهاء 6 مليون درهم. وفي سؤال حول ندوة توحيد اليسار وأفق أخرى للتوحيد يتقدم بها الاتحاد من اجل بناء يسار فاعل وموحد -تقدمت به الصحفية أمينة نجيب، وفي نفس الإطار تساءل الزميل عبد الحق بلشكر عن فحوى اللقاء بين الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية في حين قال عمر الشرقاوي متسائلا هل اليسار مازالت اديولوجيته صالحة للتدبير ، مقدما المشهد الذي يحكم فيه حزب إسلامي مع يساري، وقبل حكم يساري مع ليبرالي ،،، وقالت صباح بنداود أن فدرالية اليسار تشترط في تحالفها مع الاتحاد الاشتراكي أن يفك كل ارتباطاته بحزب الأصالة والمعاصرة لعودة روح اليسار إلى الوجود وتفعيله للانتخابات المقبلة- قال الكاتب الأول أن الاستقلالية فعل وممارسة يومية، وهي القوة أن تقول» لا « متى يجب وأن تنخرط متى تريد,.. كما أن الاستقلالية ليست ذات معبرة عن كلام غير مشروع، ففي أربع شتنبر مثلا عندما عبر الاتحاد عن موقفه الجريء ورأيه في الانتخابات التي قلنا أنها غير سليمة وذهبنا أنها مزورة ، لم نجد من ينبس بكلمة واحدة في صفوف من يتحدثون اليوم باسم اليسار عن استقلالية من عدمها . وفي ما يتعلق بالتقدم والاشتراكية قال الكاتب الأول أن هذا الحزب تجمعنا معه هذا محطات متعددة، وكونهم تحالفوا مع قوى غير التي في مرجعيتنا ومرجعيتهم، فحتى هم كان لهم معها خط أحمر, ولا يمنعنا ذلك من مواصلة التباحث المشترك في المشترك بيننا ،ونحن لنا لقاء مع التقدم والاشتراكية ناتج عن استجابتنا الفورية لطلب تقدم به هذا الحزب، لأننا نعتقد أن الحوار لن تكون فيه إلا مصلحة البلاد. أما بخصوص التحالفات بعد 7 أكتوبر فستكون تحالفات برنامجية، ونحن اليوم بصدد برنامج انتخابي من تفاعل معنا في إطار ما سنطرحه من برنامج فذلك هو حليفنا الذي سيقرره جهازنا في البرلمان الحزبي أي لجنته الإدارية. عبد الرحمان اليوسفي في مكتبنا السياسي آنذاك هو من طلب منا أن ننخرط في الحكومة لاستكمال الأوراش وأعادنا عمر الشرقاوي في سؤاله ، إلى أن عدم التحالف مع العدالة التنمية في سياق عربي مختلف هو من دفع البعض أن يقر بأن ذلك هو السبب في تراجع الحزب ، في الوقت الذي نأى الحزب بنفسه عن المشاركة في حكومة فيها أطراف الكتلة .قال الكاتب الأول لا يمكن أن أقول انك خاطئ أو صائب في تحليلك إنما أقول أن النقاش الذي كان لنا منذ 2007 بضرورة الخروج من الحكومة وهو نقاش كبير ,,,,وقالت الزميلة صباح بنداود مقاطعة تأخرتم .. كان عليكم الخروج في 2002.. وليس في 2007.. ولا 2011، تابع لشكر نعم ...طرحنا المنهجية الديمقراطية حتى في 2002، ولكن من المغالطات الخطيرة أننا تخلينا عن عبد الرحمان اليوسفي الذي كان متشبثا بالمنهجية الديمقراطية، وللتاريخ فالحقيقة أن « أخونا عبد الرحمان اليوسفي في مكتبنا السياسي آنذاك هو من طلب منا أن ننخرط في الحكومة لاستمرارية واستكمال الأوراش ,,» ولهذا فلنصحح المغالطات ، فالمسؤولية تستدعي قول الحقيقة التي ستكتب يوما حول ما وقع. ولهذا لا ينبغي أن ينسب للقيادة أن التراجع كان ضدا عن رغبة عبد الرحمان اليوسفي ، بل كان هناك انخراط متبادل . وهو انخراط مسؤول، منبعه الرغبة في استكمال هذه الأوراش,, وبالنسبة لي بعد ذلك عبرت وقتها عن موقفي بعدم المشاركة ، ويمكنني أن أقول أن المشاركة أصبحت خطأ أكبر في سنة 2007 .. قاطعه الزميل عبد الحق بلشكر قائلا أن ادريس لشكر خاض معارك من أجل الدخول للحكومة وهي طريقة قيل عنها الكثير؟ رد الكاتب الأول هذه مناسبة لقول الحقيقة كاملة للتاريخ، لقد عرف الحزب نقاشات كبيرة بدأت في مؤتمره الثامن بشوطين ،عجزنا فيها عن استكمال الشوط الأول، ومررنا للشوط الثاني، حيث وضعنا وثيقة عوض الأولى نقر فيها أنه لا حل لأزمة البلاد إلا بمراجعة الوثيقة الدستورية، وأوكل الأمر للقيادة أن ترفع مذكرة للملك، وظلت المذكرة في مكتبنا السياسي موضع تشاور ... وقال عبد الحق بلشكر مقاطعا. قبل المؤتمر الثامن وقع خلاف أدى إلى ما أدى إليه وقيل أن سببه الاستوزار؟ أجابه الكاتب الأول . غير صحيح أبدا ..والخلاف كان حول تدبير المشاركة، وكان هناك مجموعة من الانفلاتات والأخطاء التي لم يكن اتفاق حولها ، كانت حول الوزارات التي ينبغي أن ندبرها، ورفضنا اقتراحات بخصوصها وكان هناك تبخيس لدور الاتحاد فيما عرض عليه من حقائب، وانتم تذكرون ما جرى... وعندما حسمنا هذا النقاش و انتقلنا إلى مذكرات الاتحاد ووصلنا إلى منهجية رفع المذكرة إلى جلالة الملك وتوقيف النقاش حول المشاركة من عدمها... وجاء بيان اللجنة الإدارية الذي قال إن مسألة الاشتراك في الحكومة من عدمها لم يعد قائما. وأنا أتذكر أنه عندما طرح سمي للاستوزار ، دار نقاش بيني وبين الاخ عبد العالي دومو، قلت له «لماذا هذه الحكومة تطرح الأسماء فيها للاستوزار، ويتم التحفظ على اسمي فلماذا؟ أجابني دومو»أنت كنا كنخلعو بك المخزن» ,, أجبته « إذا بهذا المنطق وسط الاتحاد يجب أن يكون عندنا « اللي نخلعو به المخزن وللي يصلح يكون وزير « وهذا النقاش أنهيناه، واليوم الاتحاديون واحد، إما صالحون لتقلد مراكز القرار أو غير صالحين .. وسؤال آخر للزميل عبد الحق بلشكر استغرب الحضور في طرحه، يسأل فيه الصحفي هل كان لإلياس العماري دور في استوزار ادريس لشكر.. ابتسم لشكر وقال الدور الحقيقي كان للاتحاديين والاتحاديات، الذين أقروا بخروج الأخ عبد الواحد الراضي من الحكومة بمجرد تسلم الكتابة الأولى ، وأن الاسم المقترح لشغل منصبه في الوزارة هو الأخ ادريس لشكر ... وساءل لشكر الصحفي ابحثوا عن الحقيقة لماذا لم ينفذ الأمر ، الأمر إذا لا يتعلق بإلياس العماري ..وهذا الأخير في ذلك الوقت – يقول لشكر- ليس مخاطبا بالنسبة لي حزبيا إذا كان النقاش سيكون افتراضا بين حزب وحزب... لم يصل عبد الحق بلشكر إلى لحظة الإشباع وأضاف في سؤال بعيد ، أن ادريس لشكر كان يدعو إلى التحالف مع العدالة والتنمية حين ذاك، ،،، قال الكاتب الأول، لم أدع يوما إلى التحالف مع العدالة والتنمية ، وجاءني بلال التليدي «ديالكم» وطلب مني تصريحا حول المفهوم»الوافد الجديد» ، وبعدها حاورني في جريدة التجديد، وقلت له بالحرف وقتها « عندما تهدد الديمقراطية نحن مستعد ون للاشتغال مع الجميع من أجل قواعد اللعبة» .. واليوم اذا العدالة والتنمية قبلت مذكرتنا التي رفعناها إلى الأحزاب حول الانتخابات ، ووافقت على مطالبنا وفي مقدمتها قضية الثلث في أفق المناصفة سأضع يدي في يد ها ، كي تكون التمثيلية النسائية هي الثلث في البرلمان, لكن لا تطلب مني أن أتحالف من أجل التحالف . وأضاف لشكر سجلوا للتاريخ ان الاتحاد التزم في 2009 وأوفى بكافة التزاماته تجاه العدالة والتنمية، وإلا ما كان لهم التدبير المحلي بتطوان و العرائش ، أما الرباط فلم تكن لا لنا ولا لهم,, واليوم يوقع رئيس الحكومة بتفويت الصلاحيات التي ناضلنا من أجلها في الرباط أيام الحسن الثاني وادريس البصري ولهذا لا يزايد علينا أحد علينا ... ووجه لشكر انتقادا للصحافة التي عندما يدافع الاتحاد عن المكاسب الدستورية لرئيس الحكومة، تكتب هذه الصحافة أننا نريد أن نوقع بين الملك ورئيس الحكومة. وسأل الشرقاوي الكاتب الأول عن الدخول من عدمه في الحكومة 2007 واقتراح اسم ادريس لشكر قال هذا الأخير، للتاريخ وعند اجتماع المكتب السياسي بحضور الاخ فتح الله ومحمد الاشعري وباقي الأعضاء وأقترح اسمي من طرف الكاتب الأول عبد الواحد الراضي لم يسجل أي تحفظ أو أي رفض لإدريس لشكر كوزير مكلف بالعلاقات مع البرلمان .. والتفت الكاتب الأول إلى الشرقاوي مخاطبا: أنت عشت هذه الحقبة التي تسلمت فيها حقيبة الوزارة المكلفة بالعلاقة مع البرلمان رأيت ما عرفته الوزارة من تطوير للعلاقة مع مؤسساتنا الدستورية وما مررناه من قوانين لكي نستجيب للشارع وحركية المجتمع ، و من أجل التغيير ،،أنت إذا شاهد، على المجهودات التي كانت ، لقد قمنا بحل مشاكل مستعصية واستطعنا ذلك، وأنت اليوم ترى انه على مسافة ستة أشهر من الانتخابات التشريعية، ولا أحد بإمكانه أن يعرف الدوائر الانتخابية، ولا القوانين، ولا الضوابط، وهذا يتعارض مع ماهو قائم في جوارنا في أوروبا تحديدا و التي تهيأ قوانينها بإلزام ، سنة قبل موعد الانتخابات حتى لا يقع نوع من الطعن فيها.