توج فيلم «نهار العيد «للمخرج رشيد الوالي بالجائزة الكبرى للدورة الثانية لمهرجان الحسيمة للسينما «إ- صورة» ،الذي اختتم مساء الاثنين. وفيلم «نهار العيد « يناقش قضايا اجتماعية دقيقة تتعلق بوضع بعض الأبناء لآبائهم في دور العجزة في قالب سينمائي يجمع بين الواقع المر والتحسيس بضرورة العناية الاجتماعية والصحية والنفسية بالمسنين وتقديم يد العون لهم لتجاوز ظروفهم القاسية . ومنحت لجنة تحكيم الدورة الثانية لمهرجان الحسيمة للسينما «إ- صورة»، المنظم من طرف جمعية الريف للسينما والتنشيط الثقافي، جائزة أحسن ممثلة بالتساوي لكل من فاطمة الركراكي وعائشة ماهماه عن دورهما في فيلم «نهار العيد»، فيما عادت جائزة أحسن سيناريو لفيلم «همسات زهرة» للمخرجة غزلان أسيف، وجائزة التحكيم الخاصة لكمال لزرق عن فيلمه «مول الكلب». وتعتبر الممثلة المغربية المقتدرة فاطمة الركراكي (من مواليد سن 1941 ) من أوائل الممثلات المغربيات في مجال المسرح والسينما، ولها رصيد غني من الأعمال التلفزيونية والسينيمائية وكذا المسرحية، وبدأت مسيرتها الفنية في منتصف الخمسينات ولعبت أول أدوارها السينمائية من خلال فيلم «شمس» مع حميدو بنمسعود. والممثلة عائشة مهماه من جيل الرائدات أيضا اكتشف ميولاتها لأب الفنون بالمسرح البلدي بالدار البيضاء، حيث درست الدراما، ثم بمسرح الهواة، و شقت طريق التألق بداية ثمانينيات القرن الماضي رفقة مجموعة من الفرق المسرحية ذات التجارب المختلفة، وشاركت في عدد كبير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية ك»نسيب الحاج عزوز» وفيلم «ماجد»، و»فاطنة» وفيلم «خلخال الباتول»، وفيلم «حكايات زروال»، وفيلم «خريف العمر» ومسلسل «رحيمو»، وفيلم «حدائق سميرة»، وسلسلة «عائلة السي المربوح»، ومسلسل «بسمة المساء»، وسلسلة «واحد من زوج « وغيرهم كثير. ومن جهة أخرى، توج فيلم «الإنسان» لعادل المشكور بالجائزة الكبرى للمسابقة الجهوية، ومنحت جائزة أحسن ممثل لأحمد بلي عن فيلم «مول بيكالا»، و جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «دقيقة»، وقدمت لفيلم «الدين» ووفيلم «زهرة» وفيلم «بداية النهاية» تنويه خاص للجنة التحكيم. وعرف حفل الاختتام الدورة تكريم وجوه سينمائية مغربية متألقة من مختلف الأجيال، ويتعلق الأمر بمحمد الشوبي وعبد الكريم الدرقاوي وفؤاد أحيدار وفاطمة طحطاح. وتضمن برنامج الدورة، المنظمة تحت شعار» الهجرة والهوية في السينما» بدعم من المركز السينمائي المغربي والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مجموعة من الفقرات التي جمعت بين العروض السينمائية، والندوات الفكرية، والتكريمات، والورشات التكوينية في مختلف مكونات الفن السابع، وماستر كلاس حول السينما التوثيقية. وبخصوص العروض السينمائية، برمجت إدارة المهرجان ضمن المسابقتين الرسمية والجهوية 37 فيلما من أربع دول وهي، فرنسا، بلجيكا، ليبيا، والمغرب. وتبارى على جائزة المسابقة الرسمية 14 فيلما، فيما تنافس على جائزة المسابقة الجهوية 7 أفلام، وتم موازاة مع ذلك عرض 12 فيلما في فقرة بانوراما، وفيلمين في حفل الافتتاح، وفيلمين في حفل الاختتام. وبخصوص البرنامج الثقافي الموازي، برمجت إدارة المهرجان ندوتين رئيسيتين، الأولى تحت عنوان «الهجرة، السينما والهوية الوطنية « بمشاركة برلمانيين مغاربة وأجانب وباحثين في مجال الثقافة الامازيغية والنقد السينمائي، والثانية تحت عنوان «دور السينما في التنمية السوسيو اقتصادية للجهة، ما الآفاق؟ «بمشاركة ممثلي مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة ومخرجين ومنتجين مغاربة. وتضمن برنامج المهرجان لقاءات مفتوحة وورشات تكوينية موضوعاتية، وعملت إدارة المهرجان على إدراج ثلاث ورشات تكوينية على مدار يومين، الأولى حول «إدارة الممثل» من تأطير الكوميدي محمد الشوبي، والثانية حول «الصورة» من تأطير الفوتوغرافي فضل اشويكة، والثالثة حول «السيناريو» من تأطير السيناريست محمد أريوس،إضافة الى ماستر كلاس من تأطير المخرج عبد السلام الكلاعي حول « الفيلم المغربي كوثيقة تاريخية». وتشكلت لجنة تحكيم المسابقتين الرسمية والجهوية من خمسة وجوه سينمائية و تلفزيونية، وهم الفنان يونس مكري، والكوميديتين زهور السليماني وزبيدة عاكف، والناقد السينمائي ادريس كوري، والكوميدي محمد بوسباع.