قبل يوم واحد من إسدال الستار على فعاليات النسخة الرابعة للموسم الربيعي بمنطقة الشكران بأبي الجعد، ووسط حضور جماهيري غفير من ساكنة الساكنة والزوار، أشرف كل من الحبيب المالكي النائب البرلماني بإقليم خريبكة إلى جانب رئيس جماعة الشكران وكذا رئيس المجلس الإقليمي، وبعض رؤساء الجماعات المحلية من إقليمي خنيفرةوخريبكة على حفل توزيع الجوائز على فرق الخيالة وكرة القدم والعدائين، تجسيدا للسياسة التي ينهجها رئيس جماعة الشكران في انفتاحه على المحيط الخارجي وتعاونه مع المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، وقد استأثرت الجوائز المسلمة للفائزين باهتمام كل الحاضرين مقارنة مع الموارد المالية للجماعة، منها ميداليات وكؤوس وبذل رياضية ولوحات الكترونية وهواتف نقالة وكرات من جودة عالية. و أكد المتتبعون أن تزامن الموسم الربيعي لجماعة الشكران مع الموسمين الثقافيين لكل من جماعتي أولاد كواوش (قيادة بني بتاو) وعين قيشر (قيادة الشكران)، إضافة إلى العطلة المدرسية، ساهم بقوة في إنجاح التظاهرة التي قدر عدد زوارها ب 100 ألف شخص من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية والفعاليات المدنية، في حين سجل المهتمون دقة التنظيم وهندسة مواقع احتفالات هذه السنة، بالقول إن الجماعة لم تشهد مثل ذلك منذ عقود، حسب شهادات أعيان القبيلة الذين عايشوا مجموعة من المواسم، إن على المستوى المحلي أو المناطق المجاورة. ومن جهة أخرى، أكدت مصادر "الاتحاد الاشتراكي" أن المجلس الجماعي للشكران قرر الدعوة لاجتماع خاص بإجراء تقييم شامل للنسخة الرابعة من الموسم الربيعي من أجل الوقوف فيه على مكامن الإيجابيات والنواقص، في أفق تطوير النسخة الخامسة وما بعدها مستقبلا ببرمجة أنشطة موازية جديدة، كإقامة معارض للصناعة التقليدية والمنتجات المحلية، وتنظيم ندوات علمية وثقافية حول التراث المحلي والتعريف أكثر بالمنطقة وإمكاناتها وإسهاماتها في التنمية المحلية والوطنية. للإشارة فقد عاشت منطقة الشكران بأبي الجعد على إيقاعات النسخة الرابعة لموسمها الربيعي والمنظم تحت شعار تحت شعار "التراث المحلي رافعة للتنمية"، وهو يأتي في إطار الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تقوم بها الجماعة القروية للمنطقة، احتفاء بتراثها اللامادي وإبرازا لموروثها الثقافي وامتدادها التاريخي المعروف، كما هو محطة سنوية لصلة الرحم وربط جسور التواصل والتسامح والتعايش بين أبناء قبائل المنطقة، وفرصة أيضا للأجيال الشابة لتفجير طاقاتها وترسيخ انتمائها لتربة أرضها وتاريخ أسلافها، وفي هذا الصدد لم يفت رئيس الجماعة التأكيد ل "الاتحاد الاشتراكي" بأن جماعته ستواصل تنظيم موسمها كل سنة والتعريف بالمؤهلات التراثية والسوسيو- ثقافية للمنطقة. وكانت فعاليات الموسم الربيعي قد انطلقت يوم الأربعاء 6 أبريل 2016، بإشراف من رئيس الجماعة، السعيد عظومي، على إجراء القرعة الخاصة بألعاب الفروسية بين فرق الخيالة (الصربة)، وعددها 31 من قبائل بني زمور، الرواشد والسماعلة، حيث شكلت لوحات "التبوريدة" أجواء احتفالية فلكلورية ممتعة، من خلال الأداء والدقة في العروض الشيقة التي تفاعل معها الجميع كفن من فنون الفروسية المغربية التقليدية التي حافظت على طقوسها المتجذرة في تاريخ المنطقة، وقد ازدادت الفرجة روعة من خلال إرفاق عروض "التبوريدة" بمجموعة من "عبيدات الرمى" التي أطربت الحضور بطقوسها الغنائية المنبعثة من عمق المجتمع المغربي. وتضمن برنامج التظاهرة إشراك شباب وفتيان المنطقة بتنظيم إقصائيات خاصة في دوري لكرة القدم المصغرة بمشاركة 17 فريقا، أسفرت منافساتها عن تصدر "اتحاد بوكصيبة" الرتبة الأولى، بينما احتل "أولمبيك الجريات" الرتبة الثانية و"الاتحاد الزموري الكعارة" الرتبة الثالثة. كما تميز موسم هذه السنة بسباق على الطريق، شارك فيه العشرات من الفتيان والشباب، وأسفرت نتائجه عن فوز حكيمة كريت، فدوى عظومي، فتيحة انياكي، سفيان البهلول، عبد الخالق الجدوي وعبد الكبير الشافعي، في مسافة 3000 متر، بينما أعلن عن فوز كوثر كركوب، فاطمة الزهراء الجدوي، بوشرى العقاوي، يوسف عظومي، محمد الشهيبي وأيوب بن ابريكة، في مسافة 6000 متر.