ستكون الماكينة الألمانية، المتمثلة ببايرن ميونيخ، في مواجهة الجدار الصلب ل،تلتيكو مدريد الإسباني، يومه الأربعاء، على ملعب «فيسنتي كالديرون» في العاصمة الاسبانية في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وكان أتلتيكو مدريد، وبفضل انضباط دفاعي كبير وذكاء تكتيكي عال جدا، نجح في إخراج مواطنه برشلونة، حامل اللقب، في الدور السابق ليكرر إنجازه على الفريق الكاتالوني قبل عامين، عندما بلغ المباراة النهائية وتقدم فيها على جاره ريال مدريد 1 – 0 حتى الوقت بدل الضائع، قبل أن يخسر 1 – 4 بعد التمديد، ويفوت إحراز اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه. وستكون مهمة كتيبة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني مماثلة في مواجهة الفريق البافاري، صاحب الهجوم الناري المؤلف من البولندي روبرت ليفاندوفسكي والألماني توماس مولر والبرازيلي دوغلاس كوستا. وتعود إلى الأذهان مواجهتا بايرن ميونيخ مع أتلتيكو مدريد في نهائي 1974، فبعد مباراة أولى انتهت بالتعادل 1 – 1 بعد التمديد في بروكسل، عندما سجل هانز-يورغ شفارتسنبك هدف التعادل لبايرن في الدقيقة الأخيرة (120) بتسديدة يمينية متوسطة الارتفاع من نحو 25 مترا في شباك الحارس ميغل رينا، والد بيبي رينا حارس نابولي الإيطالي حاليا وبايرن ميونيخ سابقا، سحق البافاري خصمه في الثانية بعد يومين 4 – 0 بثنائيتين للمدفعجي غيرد مولر وأولي هونيس، ليحرز لقبه الأول في المسابقة. ونجا بايرن بأعجوبة في ثمن النهائي أمام يوفنتوس الإيطالي، عندما سجل توماس مولر هدف الانقاذ في الوقت بدل الضائع، ثم حصل على قرعة سهلة تخطى فيها بنفيكا بصعوبة (1 – 0 و2 – 2). حامل اللقب 5 مرات أعوام 1974 و1975 و1976 و2001 و2013، بلغ نصف النهائي للمرة الخامسة على التوالي، ويسعى إلى نسيان خروجه المؤلم أمام برشلونة الموسم الماضي. كما يسعى مدربه غوارديولا إلى تحقيق الثلاثية (الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا)، التي تم التعاقد معه من أجلها عقب تتويج الفريق البافاري بالثلاثية التاريخية موسم 2012 – 2013، وذلك قبل انتقاله إلى تدريب مانشستر سيتي اعتبارا من الموسم المقبل. لكن تحت إشراف غوراديولا، يعاني البافاري خارج أرضه، فلم يفز سوى مرة يتيمة في 8 مباريات ضمن الأدوار الإقصائية خارج «أليانز آرينا». وأوروبيا، فاز بايرن مرة على أتلتيكو وتعادل مرة واحدة. وبعد إقصائه برشلونة في ربع النهائي (1 – 2 و2 – 0)، أصبح أتلتيكو، ثاني ممثلي العاصمة الاسبانية في المربع الأخير للمرة الثانية بعد 2014، خصما يحسب له ألف حساب. وكرر أتلتيكو مدريد إنجاز موسم 2013 – 2014 حين أزاح برشلونة في الدور ذاته بتعادله معه 1 – 1 ذهابا في «كامب نو»، ثم فوزه عليه في مدريد إيابا 1 – 0. ووصل أتلتيكو في ذلك الموسم إلى المباراة النهائية، وكان على بعد ثوان من اللقب، بعد أن تقدم بهدف حتى الوقت الضائع قبل أن يسجل سيرخيو راموس هدف التعادل ويفرض وقتا إضافيا، أنهى به الريال المباراة 4 – ،1 معززا رقمه القياسي بلقب عاشر. وهذه النسخة، رد الفرنسي أنطوان غريزمان (هدافه في المسابقة مع 6 محاولات ناجحة) خسارة «كامب نو» التي طرد فيها زميله فرناندو توريس، بهدفين في «فيسنتي كالديرون»، فاتحا أبواب نصف النهائي أمام فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني. وسيفتقد أتلتيكو على الأرجح خدمات قطب الدفاع الأوروغوياني دييغو غودين للإصابة. وفي المقابل، ناشد لاعب وسط بايرن ميونيخ تشابي ألونسو زملاءه بالتحلي ببرودة الأعصاب في مدريد، وهو يدرك تماما الأجواء الحامية داخل ملعب فيسنتي كالديرون منذ أيامه في صفوف ريال مدريد، وقال في هذا الصدد «يعتمد أتلتيكو مدريد على ضغط رهيب، لكن يتعين علينا الحفاظ على هدوء أعصابنا وعدم الخوف من الأجواء الحامية». ويأمل ألونسو إحراز اللقب القاري مع ثلاثة أندية مختلفة، بعد أن نجح في ذلك مع ليفربول الانكليزي عام 2005 ومع ريال مدريد عام 2010.