بمجرد إعلان الحكم نهاية المقابلة بفوز فريق شباب قصبة تادلة على ضيفه أولمبيك مراكش، يوم السبت، بهدف دون رد ، انطلقت احتفالات جماهير قصبة تادلة بملعب الفريق المحلي في أجواء هستيرية، ملؤها التعبير عن الفرحة الكبيرة بعودة فريقهم إلى منافسات البطولة الاحترافية لأندية القسم الوطني الأول. وشكل انتصار فريق شباب قصبة تادلة في المقابلة، التي جمعته بممثل مدينة مراكش بالقسم الوطني الثاني، برسم منافسات الدورة السابعة والعشرين من البطولة الوطنية لأندية القسم الثاني، محطة انطلاق احتفالات الجماهير بحلم عودة الفريق إلى منافسات قسم النخبة، خاصة وأن هذا الإنجاز جاء على بعد ثلاثة دورات من نهاية منافسات البطولة للموسم الحالي. وعقب انتهاء المباراة أطلقت حناجر الجماهير الغفيرة، التي حجت بكثافة لمتابعة المقابلة التي عرفت حضور والي جهة بني ملالخنيفرة، في خطوة تحفيزية لمكونات الفريق، العنان وترديد أهازيج احتفاء بالنصر التاريخي، الذي يعتبر الثاني من نوعه في مسيرة الفريق، وشعارات احتفاء بهذا الفوز الذي أدخل الفريق من الباب الواسع للظفر بأولى بطاقتي الصعود إلى قسم الصفوة. وقد انتقلت احتفالات الجماهير التدلاوية من الملعب البلدي إلى وسط المدينة، حيث جابت مجموعة من السيارات والدراجات النارية عدد من الشوارع الرئيسية للمدينة، وكذا إقامة احتفالات خاصة بالساحات العمومية حيث رددت الجماهير، التي كانت تحمل لافتات ويافطات وأعلام فريقها المحلي، شعارات تمجد صمود وعزيمة الفريق بالعودة إلى قسم النخبة، بعد غياب امتد لخمسة مواسم. وشكلت احتفالات الجماهير مناسبة للإشادة باللاعبين والطاقم المسير للفريق، مع التنويه بالعمل الكبير الذي قام به مدرب الفريق منير الجعواني منذ انطلاق البطولة، وحرصه على خلق الانسجام بين مكوناته، والتي كانت كلها عوامل محفزة ولها الأثر المباشر في تحقيق حلم رواد ساكنة وجماهير مدينة قصبة تادلة منذ انطلاق البطولة الوطنية لأندية القسم الوطني الثاني. ولم يكن الاحتفال بالصعود مقتصرا على أنصار وشباب مدينة قصبة تادلة، بل ساهمت فيه بشكل لافت نساء وفتيات المدينة اللواتي خرجن إلى الأحياء وجنبات الطريق وعلى محياهم الفرحة ونشوة صعود ممثل مدينتهم في البطولة، وإلقاء تحية النصر في تجاوب مع الجماهير الغفيرة، التي جابت الشوارع منتشية بالفوز التاريخي لشباب قصبة تادلة، الذي يعود تأسيسه إلى سنوات خلت. وعقب نهاية المباراة، أكد مدرب فريق شباب قصبة تادلة لكرة القدم منير الجعواني، في تصريح للصحافة أن تحقيق الفريق حلم الصعود إلى قسم الصفوة، جاء ثمرة عمل دؤوب وجاد ومتواصل، ونتيجة تضافر جهود كل مكونات الفريق التدلاوي، مضيفا أن تتويجه رفقة فريق شباب تادلة أنساه كل المتاعب التي عاشها طيلة منافسات البطولة. وشدد الجعواني أن هذا الإنجاز التاريخي جاء أيضا نتيجة انضباط اللاعبين وتطبيقهم لكل التوجيهات خلال مباريات البطولة، وكذا بفضل مجهودات الطاقم التقني ودعم المكتب المسير والجماهير، التي آزرت الفريق منذ انطلاق المباريات الأولى لبطولة هذا الموسم. و أكد أن منافسات البطولة لهذا الموسم كانت صعبة وقوية بحكم تقارب مستوى الفرق، وبالنظر لفارق النقاط الطفيف بين مجموعة من الأندية. ومن جانبه، قال رئيس فريق شباب قصبة تادلة، أحمد لعناني، إن فريقه راهن على الصعود منذ الموسم الرياضي الماضي، حيث ظل متشبثا منذ انطلاق الموسم الكروي الحالي بتحقيق الصعود، الذي كان ضمن الأهداف المسطرة، مبرزا أن الروح الجماعية للتركيبة البشرية لممثل القصبة شكلت واحدا من العوامل الأساسية، التي مكنت الفريق من البصم على انطلاقة موفقة. وبخصوص بعض المعيقات التي اعترضت الفريق، قال لعناني إن وفاة لاعب الفريق يونس فتحي أثرت نوعا ما على نفسية اللاعبين، مما جعل الفريق يمر بمرحلة فراغ، تمكن بعدها من استرجاع مقومات الفريق القوي، الذي تمكن من حسم أمر الصعود، قبل إسدال الستار على منافسات بطولة القسم الثاني. يذكر أن فريق شباب قصبة تادلة تمكن من الصعود إلى البطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب لأندية القسم الأول لكرة القدم، بعد تفوقه على فريق أولمبيك مراكش، حيث عزز مركزه في صدارة البطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب لأندية القسم الثاني لكرة القدم بمجموع 49 نقطة بفارق 11 نقطة عن صاحب المركز الثالث على بعد ثلاث دورات من نهاية الموسم. وحقق شباب قصبة تادلة الانتصار الثالث على التوالي في الدورات الثلاث الأخيرة، بعد سلسلة من النتائج المتباينة، اكتفى فيها بأربعة تعادلات وهزيمة واحدة وفوز وحيد، قبل جمعه لتسع نقاط كاملة في المباريات الأخيرة. وستكون البطاقة الثانية محط منافسة بين عدد من الفرق، أبرزها فريق شباب أطلس خنيفرة، المحتل للمركز الثاني برصيد 40 نقطة، وأيضا فرق جمعية سلا، أولمبيك الدشيرة ورجاء بني ملال، والذين يبتعدون عن الفريق الخنيفري، بفارق نقطتين فقط. ولازالت معالم الفريقين المغادرين للقسم الثاني نحو قسم الهواة غير واضحة، حيث لا يتعدى الفارق بين صاحب المركز الثالث المنافس على الصعود، وصاحب المركز الأخير، النادي المكناسي، ثماني نقاط، على بعد ثلاث دورات من انتهاء هذه المنافسة. وكان فريق شباب قصبة تادلة قد غادر القسم الوطني الأول لكرة القدم موسم 2010 – 2011.