المطربة والممثلة هويدا يوسف، اسم لمع نجمه في سماء الفن السوري في منتصف التسعينيات. تتوفر على طاقة وخامة صوتية قوية، أهلها ذلك لكي تثير انتباه شركات الإنتاج وعلى رأسها شركة «روتانا «للتعاقد معها. في جعبتها العديد من الأغاني الناجحة، مثلها مثل العديد من الفنانين السوريين، أرغمتهم ظروف الحرب في الشقيقة سوريا على مغادرة مسقط الرأس والهوى والاستقرار في بلدان عديدة، لكن فنانتنا هويدا يوسف اختارت بلدنا للاستقرار، حيث حصلت على أوراق الإقامة في وطنها الثاني (المغرب) تواصل مشوارها الفني، و عقلها وقلبها ،دائما،في بلدها وأهلها حيث الذكريات والماضي القريب. الذي تستحضره كل صباح حينما تسمع صوت الرائعة فيروز. في هذا الحوار تسلط الفنانة المقتدرة هويدا يوسف الضوء على العديد من القضايا التي طرحتها جريدة «الاتحاد الاشتراكي». p شاركت سنة 1996 في مهرجان حلب وقدمت أغنية من التراث السوري بعنوان «»ما أندم عليك»» لكن المثير في هذه المشاركة هو الخلاف بينك وبين الفنانة نوال الزغبي، ماذا عن هذا الموضوع؟ n هذا الموضوع قديم جدا، وقد حدث منذ سنوات خلت ويتعلق الأمر، كما جاء في السؤال، بأغنية «ما أندم عليك» التي بعثتها الشركة المنتجة إلى شركة ««رولاكس»» التي كان يربطها عقد عمل مع نوال الزغبي. أكيد أنني تضايقت كثيرا، لأن هذه الأغنية كانت الأولى في مشواري الفني. وبها تقدمت إلى الجمهور السوري والعربي ، وأكيد أن الخلاف الذي حصل، هو الذي ساهم في أن أشق طريقي في عالم الغناء بالوطن العربي، خصوصا في دول الخليج، وعلى أي، لا أريد التحدث في الموضوع، لأنه تم التطرق إليه كثيرا وبما فيه الكفاية. p هل استمر الخلاف بينكما أم عادت الأمور إلى ما كانت عليه من قبل؟ n ليس هناك خلاف بيني وبين نوال الزغبي. وعلى الأدق لم يكن هناك خلاف. لقد تحدثنا حول الموضوع. على اعتبار أن الأغنية قد هيئت لي شخصيا، وتم تلحينها لتؤدى بصوتي، وأغنيها في مهرجان الأغنية السورية. p بعد هذه المشاركة. انطلقت الفنانة هويدا يوسف في عالم الاحتراف. هل كانت الطريق معبدة في وجهك، وهل هذا الميدان يكفي المرء فيه أن يتوفر على صوت لينطلق في مشواره الفني. أم أنه مثل باقي القطاعات الأخرى المليئة بالعراقيل والدسائس والمؤامرات؟ n بعد هذه الأغنية، أديت العديد من أغاني الفيديو كليب من إنتاج شركة «»روتانا»» وقد كنت أغني وعمري لا يتجاوز 13 سنة. وعن الوضع الحالي، من المؤكد أن الفنان لا يكفيه الصوت فقط، بل من الضروري أن يتوفرعلى علاقات وشركات إنتاج ، وهناك أموال يجب أن تصرف على الفنان حتى يستطيع أداء رسالته الفنية. لكن في بعض الأحيان هناك من لا يعتمد على الموهبة والصوت. بل يتم الاعتماد على الشكل فقط وعلى أشياء أخرى، طبعا هناك عراقيل ومافيات تتحكم في هذا المجال. p تعاقدت مع شركة «»روتانا»» و»قناة art وبعد إنتاج العديد من الأعمال الفنية والألبومات توقف العمل مع هاتين المؤسستين. لماذا هذا التوقف؟ n كان هناك عقد عمل مرهون بفترة زمنية. وبعد انتهاء مدته، لم نجدد العقد، ولم يكن الأمر مرتبطا بأي فسخ. ولا أدري ماهو السبب لحد الساعة. وقد ناقشت الموضوع مع الأمير وليد بن طلال وأعطى تعليماته لتجديد العقد معي. لكن وقتها لم أدر ما الذي دفع بمدير شركة «روتانا»، لكي لا ينفذ هذه التعليمات. p بعد فترة من الغياب عن الساحة الفنية بداعي الحمل والولادة والتفرغ للعائلة. ألا ترين أن هذا البياض في مسارك الفني، كان له تأثير على شهرتك مقابل أصوات متواضعة هي الآن حاضرة بشكل كبير في الساحة الفنية؟ n أكيد أن زواجي والتزاماتي الأسرية وكذلك طلاقي كان له تأثير كبير على حياتي الفنية ، وبالنسبة للأصوات التي وصفتها بالمتواضعة والتي تملأ الساحة الفنية الآن، من المؤكد أنها لا تستحق ذلك. وهذا الأمر كان دائما في كل الأوقات ولا تستحق أن تكون موجودة. خاصة وأن هناك برامج فنية كثيرة تفرز أشياء غير مضبوطة وقلة قليلة هي التي يكتب لها النجاح. p أنت الآن تعيشين في المغرب، لماذا كان هذا الاختبار، وكيف جاءت الفكرة؟ n روحي أصبحت مرتبطة بالمغرب، وأدمنت على هوى وحب المغرب، و من الصعب أن أغادره ولي الشرف الكبير أني مقيمة في هذا البلد ،وأحرص على زيارة سوريا وزيارة العائلة هناك. p هناك العديد من الفنانين السوريين غادروا موطنهم الأصلي إلى بلدان متفرقة بسبب الحرب إلى أي حد أضر ذلك بالفن السوري؟ n فعلا، هناك الكثير من الفنانين السوريين غادروا سوريا، لأن الأمر مرتبط بالعمل، وكان من الصعب المكوث داخل الوطن في ظل الظروف الحالية، خصوصا في ظل الغلاء الفاحش، الذي يحول دون أن نضمن العيش الكريم ومساعدة عائلاتنا. وهذا أضر بالفن السوري، لكن هناك فنانين استمروا في العيش داخل الوطن، وأنا أرفع لهم قبعتي. p رغم كل هذه الظروف العصيبة التي تجتازها الشقيقة سوريا، هناك أصوات سورية شابة تحطم ألقاب البرامج الخاصة بالمواهب، في نظرك لماذا هذا التميز؟ n لدينا أصوات جميلة في سوريا، فسوريا بلد الفن، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب، بالفعل هناك أصوات رائعة، وفي اعتقادي إن هذه البرامج مضرة أكثر مما هي مفيدة. p هل اشتاقت هويدا يوسف إلى مسقط الرأس والهوى سوريا واللاذقية على وجه الخصوص؟ n طبعا، أنا مشتاقة إلى بلدي وأهلي وإلى بيتي وإلى كل شيء. ولا يسعنا إلا أن نقول الحمد لله على كل حال، فسوريا بلدي، وإذا لم اشتق إلى سوريا لن اشتاق إلى المغرب، «لو لم أتوحش سوريا ما نتوحش المغرب»» كما تقولون. p كيف ومع من تسترجعين الذكريات هنا في المغرب؟ n هناك شيء واحد يذكرني ببلدي سوريا، وذلك حينما استيقظ صباحا واستمع إلى فيروز، حيث استرجع كل الذكريات، أتذكر بلدي وأهلي وبيتي، كما كان الأمر معي حينما كنت أعيش في مصر، إذ ما أن استيقظ حتى استمع إلى صوت فيروز، واسترجع ذكريات الطفولة. p ما هي مشاريع الفنانة هويدا يوسف؟ n بصدق، ليس لدي مشاريع كثيرة، أعيش في المغرب كأي مواطن مغربي، لدي سفر إلى سوريا ولبنان، كما أهيئ أغنية اسمها ««روحي تتمناك»» من ألحان فضل سليمان وكلمات حياة إسبر، ولا يسعني إلا أن أقول اللهم بارك في المغرب وأطل عمر جلالة الملك محمد السادس، وقيادة هذا البلد وليظل في أمن وأمان، وليعم الأمن والاستقرار أيضا بلدي سوريا. pتزوجت من مواطن مصري، وربما إقامتك في القاهرة لمدة معينة لم تترجم إلى أعمال فنية والانفتاح على مبدعين كما يفعل الكثيرون، لماذا كان هذا التردد؟ n زواجي من مواطن مصري، لم يكن بداعي الشهرة في أرض الكنانة، فصوتي و»ستايلي» يتجه نحو الاتجاه الشعبي الجبلي السوري، وزواجي كان بغرض الاستقرار والإنجاب، لكن للأسف لم أنجح في هذا الموضوع، وأعتبر فاشلة في هذا الاتجاه والحمد لله.لكني تعاملت مع أسماء فنية مصرية مثل صلاح الشرنوبي ووليد سعد، أحمد موجي، مدحت خميس، هاني عبد الكريم، طارق عاكف، محمد مصطفي عمرو عبد العزيز، لقد تعاملت مع شعراء وملحنين وموزعين مصريين كبار، وكانت لدي محطات جميلة في مصر، لكنني كنت هناك بالدرجة الأولى بداعي الزواج والاستقرار، لكن للأسف فشلت في ذلك. كما أن طليقي لم يكن يحبذ انتشاري في مصر لغرض في نفسه. p إلى جانب كونك مطربة وذات خامة صوتية قوية عرفك الجمهور العربي أيضا كممثلة، حدثينا عن هذا الجانب n تجربتي في عالم التمثيل كانت مع المخرجة الكبيرة رشا الشربجي، وكان لي شرف التعامل معها، وقد أضافت الشيء الكثير لمساري الفني، كانت تجربة حلوة، وأتمنى أن تتكرر. وقد أعطيت الشيء الكثير من مشاعري وأحاسيسي في هذا الميدان، واستطعت أن أعبر بصدق وأنجح في الأدوار التي أوكلت إلي، خاصة وقد مثلت إلى جانب العديد من الأسماء الفنية الكبيرة في عالم التمثيل، ومن أشهر النجوم في الوطن العربي والدراما السورية وهذا شكل رصيدا كبيرا لي، وقدمني بشكل لائق للجمهور السوري والعربي. p تعيش الشقيقة سوريا على إيقاع حرب طاحنة، إلى أي حد أثر ذلك على الوضع الفني هناك؟ n الحرب في سوريا، أثرت على الجميع، ولم يعد الوضع كما كان عليه من قبل. بدليل أن كل واحد من الفنانين استقر ببلد معين، ونصيبي أنا كان هو المغرب، إذ وجدت هنا الأمن والأمان، واستطعت الحصول على شغل، لم أقدر الحصول عليه في بلدي أو في بلد آخر أقول ذلك علنا وصراحة. p الآن تعيشين وتستقرين في المغرب، لماذا كان هذا الاختيار وكيف جاء؟ n جاء الأمر صدفة، إذ شاركت في أحد البرامج بقناة « »ميدي 1 تي» في» خاص برأس السنة، وأشكر كل من ساعدني ووقف إلى جانبي، وأعيش بكرامة، كما حصلت على الإقامة بالمغرب، وهذا كرم من جلالة الملك محمد السادس الذي حافظ على كرامتنا « «فأنا أعيش في المغرب مثل أي مواطن مغربي، و من الصعب علي أن أتركه . p من المؤكد أنك مطلعة بشكل كبير على الحياة الفنية في المغرب، كيف تقيمين الأغنية المغربية؟ n طبعا،الأغنية المغربية عرفت تطورا، وأنا أستمع إلى الأغنية المغربية القديمة والجديدة، ورغم أنني لا أفهم كلمات الأغنية الشعبية، لكني أحب الاستماع إليها، ومع ذلك فإنني أصبحت أتقن اللهجة المغربية إلى حد كبير، وعلى أي أحيي الفنانين المغاربة الشباب الذين طوروا الأغنية المغربية، وقدموا صورة جميلة عن فنهم وبلدهم، لكن طبعا هناك أغان غير راقية ولا أحبها وألاحظ أن هناك تشابه في التوزيع والمواضيع، وهذا يضر بها ويضعها في دائرة التكرار. p هل تفكرين في أداء أغنية مغربية؟ n طبعا أفكر في ذلك، وأتمنى أن يكون هناك عمل في هذا الاتجاه هذه السنة إن شاء الله.