نوال الزغبي: «انت اللي بحبو أنا..» هما التلميذان النجيبان لسيمون أسمر الذي من خلال برنامجه «استوديو الفن» كانت انطلاقة نوال الزغبي ووائل كفوري، اللذان يعدان اليوم اسمين بارزين في الساحة الغنائية منذ أواسط التسعينيات.. ويشتركان معا في انطلاقتهما الفنية التي كانت مع ومن خلال سيمون أسمر، مكتشف المواهب الغنائية وصانع النجوم في لبنان، فهو من ساعدهما في تسلق سلم الشهرة والمجد الفني بفضل موهبتهما الفنية النافذة وصوتهما المميز.. وائل كفوري، ابن منطقة زحلة بلبنان، قصد بيروت لاستكمال دراسته الجامعية حيث التقى هناك بسيمون أسمر وترشح للمشاركة في برنامجه «استوديو الفن».. وهي المشاركة التي امتازت بالإيجابية، حيث انتزع من لجنة التحكيم نظرات الإعجاب بصوته الشجي، خاصة الموسيقي والمسرحي اللبناني روميو لحود الذي أثنى على الموهبة الفنية لهذا المرشح الذي ستكشف الأيام المقبلة عن علو كعبه الفني.. ورغم المنافسة الكبيرة التي طبعت مشاركة كفوري في طبعة «استوديو الفن» الخاصة بموسم 1992 – 1993، فإن الأخير تمكن من الفوز بالميدالية الذهبية بالإضافة حظوه بتكريم خاص من قبل لجنة تحكيم البرنامج، تجسد في شخص الفنان روميو لحّود الذي قال في حقه حينها «إنه أول هاو يراه يغني باحتراف، واليوم بنعطي الميدالية الذهبية لصوت ما سمعنا مثلو من 30 عاما».. وعقب تجاوزه مرحلة الفوز في «ستوديو الفن»، انطلق وائل كفوري في البروز بشكل لافت للأنظار على نطاق لبنان حيث شكل ظاهرة في ذلك الوقت، مقارنة بمجموعة من زملائه الذين انطلقوا بتزامن معه ضمن البرنامج ذاته على غرار عاصي الحلاني وباسكال مشعلاني وديانا حداد وكلودا الشمالي وإليسا ومعين شريف ونوال الزغبي التي ستكشف الأيام المقبلة عن مشروع غنائي جاء بمبادرة وتفكير من قبل مؤطرهما ومكتشف موهبتهما الفنية، سيمون أسمر الذي اقترح على نوال ووائل تشكيل ثنائي بهدف تقديم دويتو حمل عنوان «مين حبيبي أنا»، كتب كلماته ميشيل جحا ووضع ألحانه جوزيف جحا.. ولأنه كان تجربة فنية غير متداولة في تلك الفترة، فقد حقق دويتو نوال الزغبي ووائل كفوري نجاحا وشهرة كبيرين سنة 1995 جعلاه يبقى في مقدمة العديد من الديوتوهات الفنية التي أعقبته زمنيا، خاصة أنه كان سببا مباشرا في تحقيق نوال لشهرة واسعة ليس على مستوى لبنان فحسب، بل على صعيد مصر ومختلف الأقطار العربية الأخرى.. وكما سبقت الإشارة إلى ذلك، فإن نوال الزغبي بدورها تخرجت من مدرسة «استوديو الفن» الذي تقدمت للمشاركة فيه سنة 1988 وعمرها لم يتجاوز الخامسة عشر، حيث قدمت باقتدار أمام المشاهدين بعض أغنيات الفنانة وردة الجزائرية، التي كانت حاضرة وأثنت على موهبتها وأبدت إعجابها بقدراتها الصوتية، وهي شهادة خاصة لعبت دورا كبيرا في تزكية نوال ضمن البرنامج ذاته .. كما راهن إيلي ديب على موهبة نوال الزغبي بشدة قائلا في البرنامج وأمام الجميع حينها «إنها ستصبح يوما نجمة كبيرة». تغيرت نظرة نوال للفن وبدأت تأخذ الموضوع مأخذ الجد حيث اتجهت نحو الدراسة الموسيقية تمهيدا لاحتراف الغناء فعليا عام 1991، وهي مرحلة تلقت فيها دعما كبيرا من قبل إيلي ديب الذي ستتزوج به في مرحلة لاحقة وتواصل مسيرتها الفنية بالمشاركة في مختلف الملتقيات الفنية العربية، وبإصدار العديد من الألبومات الغنائية من بينها «بلاقيه في زماني» و«حبيت ياليل» و«ماندم عليك» و«مالوم»، إضافة إلى «اللي اتمنيته» و»عنيك كذابين» و«ياما قالوا».. ورغم الدور الذي لعبه إيلي ديب في مسيرة زوجته نوال الزغبي الفنية، بالنظر إلى كونه المسؤول عن إدارة أعمالها، فإن الطرفين قرار الانفصال عن بعضهما البعض سنة 2005 بعد مجموعة من المشاكل التي حالت دون مواصلتهما معا درب الحياة والفن، مفضلين الصمت والابتعاد.. إكرام زايد