أثار حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي الاثنين جدلا واسعا وانتقادات على الصعيدين الوطني والاوروبي باعلانه أن الاسلام "غير متوافق" مع الدستور الالماني. وأعلنت المسؤولة في الحزب بياتريس فون ستورش الأحد في صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ"، أن "الاسلام هو في حد ذاته ايديولوجية سياسية لا تتوافق مع القانون الأساسي" للبلاد. وهذه ليست المرة الاولى التي يثير فيها الحزب الذي حقق نجاحات كبيرة في الانتخابات الاقليمية الاخيرة، جدلا. وكثف عدة مسؤولين اخرين في الحزب اطلاق تصريحات حول الاسلام في عطلة نهاية الاسبوع. وقال المسؤول في الحزب الكسندر غولان لصحيفة أخرى أن "ليس هناك إسلاما ديمقراطيا، بما في ذلك في ألمانيا"، واصفا الإسلام بأنه "جسم غريب". وردا على سؤال الاثنين حول هذه التصريحات، شددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل على "حرية ممارسة الطقوس الدينية المنصوص عليها في الدستور" مشيرة الى أن الأمر "يسري على المسلمين في بلدنا". وقالت في مؤتمر صحافي إلى جانب الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو الذي يزور برلين ان "الممارسة تظهر أن الغالبية العظمى من المسلمين (في ألمانيا) تمارس طقوس الديانة ضمن إطار الدستور". وكان المتحدث باسمها ستيفن سيبرت قال في وقت سابق ان المستشارة الالمانية شددت "مرارا وتكرارا" على أن الإسلام "جزء من ألمانيا". وأشار الى أن القانون الأساسي الألماني يضمن "حرية المعتقد والإيمان" والحق في ممارسة الديانة. من جهته، قال الأمين العام لمجلس اوروبا ثوربيورن ياغلاند في بيان إن تصريحات "حزب البديل من اجل ألمانيا"، "تتناقض مع القيم الاوروبية التي لطالما دعمتها المانيا بقوة، بصفتها عضوا مؤسسا لمجلس اوروبا". وأضاف "اذا كان من العدل والضرورة ان يكون هناك نقاش حول القضايا المهمة مثل الاندماج والتعليم، فإن تصوير الاسلام على أنه تهديد لمجتمعنا ليس أمرا جيدا ويضر بملايين المسلمين الاوروبيين". وانتقد ممثلو المجموعة المسلمة الالمانية بشدة الموقف المعادي للاسلام لحزب "البديل من أجل ألمانيا". واعتبر المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا انه "للمرة الاولى منذ عهد هتلر يكون هناك حزب يسيء مرة اخرى لطائفة دينية برمتها ويهدد وجودها". واستنكرت كل الأحزاب السياسية الألمانية مواقف حزب "البديل من اجل ألمانيا". وقبل بدء أزمة اللاجئين كان يعيش في المانيا نحو اربعة ملايين مسلم معظمهم من أصل تركي. واستضافت ألمانيا عام 2015 أكثر من مليون طالب لجوء غالبيتهم مسلمون.