تختلف احتياجات جسم الإنسان من المكونات الغذائية باختلاف المراحل العمرية، وتعد المرحلة المتأخرة من العمر جد حرجة لكونها تتصف بنوع من الضعف وتتراجع خلالها وظيفة وأداء أعضاء الجسم المختلفة، مما يفتح الباب «على مصراعيه» للتعرض للإصابة بالعديد من العلل والأمراض، كضمور العضلات، التهاب المفاصل والفقرات، كما تزداد فرص الإصابة بالسمنة ..، وهو ما يفرض على المسنين الخضوع لنظام غذائي متوازن يساعدهم على اتقاء المرض أو المساهمة في التخفيض من حدته. وينصح عدد من الأطباء والأخصائيين في مجال التغذية باتباع نصائح متعددة من بينها : - أن يكون غذاء المسن غنياً في محتواه بالبروتين والأملاح المعدنية والفيتامينات والألياف والسوائل، ومتوسطا في النشويات وفقيراً نسبياً من حيث نسبة الدهون، ويتم تحديد الكمية حسب كل حالة، بحيث تكفي لمد الجسم باحتياجاته من الطاقة. - يحتاج كبار السن إلى كميات كافية من الكالسيوم للحفاظ على الكتلة العظمية، وذلك لارتفاع نسب الإصابة بهشاشة العظام، خاصةً بين السيدات. لذا يجب تناول الحليب منزوع الدسم ومنتجاته بمعدل 3 حصص في اليوم. مع التعرض للشمس كمصدر لفيتامين «د» للمساعدة في امتصاص الكالسيوم. - يجب تناول الحديد بمعدل 10 ملليجرامات في اليوم، على أن يكون من مصدر حيواني مثل الكبد وصفار البيض واللحوم والطيور، لأن معدل امتصاص الحديد من المصادر الحيوانية أعلى من المصادر النباتية. وإذا تناول المسن المصادر النباتية، وهي جميع الخضراوات الخضراء الداكنة اللون مثل السبانخ والملوخية والبقدونس، ويفضل أن يتم تناولها مع مصدرا لفيتامين «س» من قبيل الطماطم أو الليمون أو البرتقال لتحسين امتصاص الحديد. الإقلال من استخدام الملح والمخللات والمعلبات، وكذلك الملينات والمسكنات لأنها ترفع من مستوى ضغط الدم، فمنظمة الصحة العالمية توصي ب5 غرامات من ملح الطعام للفرد في اليوم. والإقلال من السكريات لتجنب الإصابة بارتفاع نسبة السكر بالدم. - الاعتدال في تناول الشاي والقهوة والمياه الغازية، والامتناع عن تناولها قبل النوم لتجنب حدوث الأرق وهشاشة العظام. والابتعاد عن التدخين للوقاية من أمراض القلب وهشاشة العظام والأورام الخبيثة. - المحافظة على الوزن والتخلص من الوزن الزائد للوقاية من السمنة ومضاعفاتها، ويفضل مزاولة المشي من 30 إلى 60 دقيقة يومياً لضمان صحة وحيوية أفضل. - يجب توفير كميات كافية من المياه والسوائل في غذاء المسنين، بمعدل 8 أكواب في اليوم، لأنه مع التقدم في العمر تنخفض نسبة المياه في الجسم، ويمكن التنويع بين المياه واللبن والحساء والعصائر الطبيعية والفواكه والخضراوات والشاي الخفيف والكاكاو باللبن. - البروتينات مهمة جداً لأنها مكون أساسي من مكونات جهاز المناعة، ولا ينصح بالإكثار منها للحفاظ على الكلى. ويفضل الحصول على الحاجة من البروتين من مصادر نباتية مثل: البقوليات كالفول والفاصوليا الجافة واللوبيا، والحبوب كالحمص والعدس وفول الصويا، والإقلال من المصادر الحيوانية كاللحوم والدواجن لأنها غنية بالدهون، أما الأسماك فهي من البروتينات الحيوانية قليلة الدهون. - الإكثار من فيتامين «إيه» لأنه من أقوى الفيتامينات المضادة للأكسدة التي تساعد على تقوية جهاز المناعة ومنع العدوى، كما أن له دوراً كبيراً في الحفاظ على حدة البصر وتحسين كفاءة كل العمليات الفسيولوجية في الجسم ومنح الجسم النشاط والحيوية، وهو متوفر بنسب كبيرة في الجزر والبطاطا الحلوة وقرع العسل والخضراوات الخضراء الداكنة. - ضرورة التعرض لأشعة الشمس غير الحارقة في الصباح الباكر لكبار السن للحصول على حاجة الجسم من فيتامين «دي»، لمساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم وتقوية العظام والأسنان. ويمكن الحصول على الفيتامين من أي مصدر دهني، مثل: اللبن والكبد والبيض والأسماك، خاصةً السلمون والسردين، وبعض المكسرات. ولأن كبار السن عليهم التعامل مع الدهون بحذر فينصح بتناول اللبن نصف دسم، وبيضة يوما بعد يوم، أو تناول 5 لوزات في اليوم. - فيتامين «سي» من الفيتامينات المهمة المضادة للشيخوخة لأنه يساعد على تحفيز جهاز المناعة والوقاية من الإصابة بنزلات البرد، ويساعد في سرعة التئام الجروح والعظام المكسورة وتنشيط المفاصل وتحسين الحالة الصحية العامة والحالة النفسية وعدم الشعور بالاكتئاب، وهو متوفر في: الجوافة والفلفل الأحمر والأخضر والفراولة والكيوي والبرتقال.